دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم المسلمين إلى تقوى الله تعالى حق التقوى، ومراقبته في السر والعلن، مؤكدًا في خطبة الجمعة على عظم نعمة إرسال الرسل، وكونهم السبيل الوحيد للسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة. وأوضح فضيلته أن بقاء البشرية مرهون بما تحمله الرسالات من نور وهداية، مشيرًا إلى أن حاجة الإنسان للرسل أعظم من حاجته للروح في الجسد، وأنه لا يُعرف الخير من الشر، ولا يُنال رضا الله إلا من خلالهم. واستشهد الشيخ القاسم بآيات من القرآن الكريم تبيّن أن الله تعالى أيّد رسله بالآيات والبراهين التي تثبت صدق دعوتهم، مبينًا أن الآيات الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم وأكثر من غيره من الأنبياء، وأنها تشمل الآفاق والأنفس، كما جاء في قوله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ﴾. وأشار إلى أن المشركين بعد وضوح الحجة وكثرة المعجزات تنوعت اعتراضاتهم واقتراحاتهم طلبًا للمزيد من الآيات، لا رغبة في الإيمان، بل عنادًا واستكبارًا، وقالوا: ﴿لَوۡ أَنَّ عِندَنَا ذِكۡرٗا مِّنَ 0لۡأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ 0للَّهِ 0لۡمُخۡلَصِينَ﴾، فلما جاءهم القرآن كفروا به، ثم تساءلوا عن سبب عدم نزوله على رجل عظيم من أهل مكة أو الطائف. وبيّن الشيخ القاسم أن استكبار المشركين بلغ حدًّا دفعهم إلى طلب استبدال القرآن بغيره، رغم ما فيه من إعجاز وبيّنات، فقالوا: ﴿0ئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُ﴾، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أجابهم بأنه لا يتبع إلا ما يوحى إليه من ربه. وأضاف أن الله لو استجاب لطلباتهم لن يزدادوا إلا طغيانًا، وأن الأمم السابقة طلبت مثل تلك الآيات ولم تؤمن، فكان جزاؤها الهلاك، مذكرًا بأن الله لا يُظهر الآيات الباهرة إلا على أممٍ استُحقّ بها العذاب. واختتم إمام وخطيب المسجد النبوي خطبته بالتنبيه إلى أن الإسلام قائم على أصلين عظيمين: توحيد الله، واتباع رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن تحقيق هذين الأصلين هو طريق النجاة وسبب الفلاح في الدنيا والآخرة.