واصلت أسعار الذهب صعودها القوي اليوم الجمعة، إذ بلغت مستوى قياسيا مرتفعا واقتربت أكثر من 3600 دولار للأوقية (الأونصة) بعد بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة التي عززت توقعات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة مما يدعم المعدن الأصفر. وبحلول الساعة 1514 بتوقيت جرينتش، زاد الذهب في المعاملات الفورية 1.1 بالمئة ليبلغ 3583.71 دولار للأوقية، بعد أن سجل مستوى قياسيا بلغ 3597.66 دولار في وقت سابق. ويتجه المعدن الأصفر لتحقيق أقوى مكسب أسبوعي له منذ ما يقرب من أربعة أشهر. وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر كانون الأول 0.9 بالمئة إلى 3638.80 دولار. وزاد سعر الذهب بأكثر من 36 بالمئة منذ بداية العام الجاري، بعد أن سجل ارتفاعا 27 بالمئة عام 2024، بدعم من ضعف الدولار وعمليات شراء تقوم بها البنوك المركزية للمعدن النفيس وتيسير السياسة النقدية وحالة الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية واسعة النطاق. وأظهرت بيانات تراجع نمو الوظائف في الولاياتالمتحدة بشكل حاد في أغسطس آب بينما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3 بالمئة، مما يؤكد أن قوة سوق العمل تتضاءل ويمهد لإمكانية خفض سعر الفائدة هذا الشهر. ويقدر المتداولون حاليا احتمالا بنسبة 86 بالمئة لخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، في حين أن احتمالات خفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس تبلغ 14 بالمئة. وقال تاي وونج، وهو تاجر معادن مستقل، "يسجل الذهب مستويات مرتفعة جديدة؛ ويتوقع المضاربون على صعوده أن يؤدي الاتجاه الواضح لتراجع التوظيف إلى تخفيضات عديدة لأسعار الفائدة". وأشار محللون إلى أن استقلالية مجلس الاحتياطي الاتحادي عامل رئيسي في تحديد مسار أسعار الذهب، وهي قضية جرى التركيز عليها بعد محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقالة ليسا كوك، العضو في المجلس، وممارسة ضغوط متكررة على البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة. وعادة ما يزدهر الذهب، الذي لا يدر عائدا، في ظل أسعار الفائدة المنخفضة وحالة الضبابية المرتفعة، مما يجعله ملاذا آمنا مفضلا للمستثمرين. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 بالمئة إلى 40.87 دولار للأوقية وتتجه إلى تسجيل مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي. وزاد البلاتين 0.3 بالمئة إلى 1371.30 دولار، وهبط البلاديوم 1.6 بالمئة إلى 1109.26 دولار.