لا أتفق تماماً مع تصرف فهد المولد في مغادرته معسكر فريقه في أبها احتجاجاً على عدم استلام مستحقاته المالية التي تصل إلى 20 مليون ريال كما أشار وأعلن عنها في مواقع التواصل الاجتماعي. فالمفترض على فهد أن يتفرغ لأداء دوره كلاعب محترف، ويسلم ملف أزمته لمدير أعماله أو محامٍ يقوم بدوره في مسألة التفاوض والمطالبة بحق اللاعب الذي يرى أن له حقاً ضائعاً وسط نفي إداري لتلك المطالب. مشكلة فهد هي مشكلة كل لاعب محترف سعودي، تتمثل في عدم وجود وكيل أعمال على مستوى عالٍ من الفهم والإلمام بالقوانين وحماية موكليهم، ثم الأنظمة التي ساعدت اللاعبين على المطالب المالية التي كنا نطلق عليها مطالب "تحت الطاولة". الحد الأعلى لعقد اللاعب المحترف رغم أنه ساهم في ضبط بعض المبالغات في قيمة العقود إلا أنه فتح الباب للضغط على إدارات الأندية لدفع مبالغ من تحت الطاولة للاعبين حتى لا يستجيبوا لإغراءات أندية أخرى، وكان النظام ناقصاً، فلو أن اللاعب حصل على الحد الأعلى كان المفترض أن يجدد لناديه فوراً ودون تأخير. طيبة فهد المولد والوعود المغرية التي حصل عليها سابقاً هي التي جعلته يوافق على التجديد لناديه بمزايا مالية منها ما هو خارج العقد، وكان من المفترض أن يتم الوفاء مع اللاعب إذا قدم إثباتات لهذه الحقوق. لا ألوم إدارة أنمار الحائلي في موقفها من تلك المطالب، فهي تتعامل وفق المنطق والموقف القانوني، فإن لم يكن هناك شيء رسمي ومثبت على النادي بموجب عقد أو اتفاقية فلا يمكن أن تدفع مبلغ عشرين مليون ريال في الهواء. وعليه فإن حل الإشكالية بيد وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، فبحكمته وقدرته على الاحتواء سيكون قادراً على إيجاد مخرج لأزمة فهد المولد ونادي الاتحاد. هناك شخص أجزم بأن لديه القدرة على إيجاد مخرج لأزمة فهد المولد ونادي الاتحاد، وإن لم تكن الشراكة مستمرة بينهما حتى اليوم، وهو وكيل التعاقدات عصام العبدلي، فعصام مخزن أسرار لمفاوضات الكثير من اللاعبين، وقد يكون لديه الحل أيضاً. نقطة آخر السطر: بمجرد ظهور أزمة فهد المولد عاد الانقسام للظهور على السطح في المشهد الاتحادي ونفس الفئتين كما هما لم تتغيرا في صراعهما وانقسامهما، وموقف كل منهما ثابت بغض النظر عن أن يكون الحق مع من وضد ومن. الشد والجذب اللذان يسبقان قمة العاصمة بين الهلال والنصر يؤكدان أننا مع مواجهة مرتقبة بعد الاستئناف خصوصاً أن فوز الهلال سيحسم الدوري بشكل كبير له، وفي المقابل يحاول النصر تعزيز فوز الدور الأول والتمسك بأمل المنافسة.