سيناريو مسلسل انتقال مهاجم الوحدة اللاعب عيسي المحياني كتب ببراعة فائقة واحتوت فصوله على عدة حلقات استمر عرضها عدة ايام تخللتها الكثير من أنواع الدراما ولم تخلُ من الفكاهة والتندر في بعض المواقف وكان كاتب السيناريو يلعب على الحبلين ليقدم للقارئ والمتابع والمشاهد قصة فيلم تفوق الأدوار المختلفة في فيلم ( أيام صعبة ) التي كانت تلعب فيه تلك الشخصية دورا مركباً ومعقداً جدا لكسب تعاطف المتابعين عن طريق الإيحاء بأن الحرص جاء من بوابة المصلحة ورغبة اللاعب، وكان الجزء الأول من سيناريو المحياني محبوكاً وسار في قالب مرتب أثلج صدور كل الوحداويين واسكن في نفوسهم الطمأنينة للإبقاء على اللاعب ضمن قافلة الفرسان ليظل مؤقتا ابناً بارا لهذا الكيان ومخلصا لشعاره. مليونان وقيمة سيارة لكزس غابت شمس يوم الجمعة وأسدل الليل ستاره الحالك بالسواد في مساء جميل بعد أن شهد منزل رئيس النادي جمال تونسي مراسيم تجديد عقد اللاعب عيسي المحياني في شهر أغسطس عام 2006 بمبلغ مليوني ريال إضافة الى قيمة سيارة لكزس 300 ألف ريال وارتسمت مشاعر الفرح على محيا الحاضرين بعد انتهاء مسلسل طويل من المفاوضات التي تلقاها اللاعب في ذلك الوقت من أندية أخرى ليعود مجددا يمثل الفرسان بعد تجديد عقده للبيت الوحداوي وانفض المولد بعناق حار وقبلات على الرأس والوجنتين. المحياني يصول ويجول استهل اللاعب أولى اهدافه بعد تجديد عقده مسجلا هدفين في مرمى النصر في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد عندما كان يلعب الوحدة ضمن فرق المجوعة الثالثة وانتهت تلك المباراة بالتعادل 2 / 2 ثم انضم لخارطة منتخبنا الوطني في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا وسجل هدفا في مرمى الهند ثم عاد وشارك فريقه في مباريات الدوري الممتاز وسجل هدفا في مرمى الهلال وانتهت تلك المباراة بفوز الوحدة بنتيجة 2 - 1 ضمن مباريات الأسبوع الثاني واستمر المحياني يصول ويجول أهدافا من كل حدب وصوب وبكل لون وطعم حتى حصل على لقب الهداف لعام 2005 -2006 برصيد 16 هدفا لمسابقة كأس الدوري واعتبر افضل هداف في الوحدة يعرف طريق الشباك أهداف المحياني في مرمي النصر والهلال تنافس فريقا النصر والهلال على كسب صفقة المحياني لم تأت من فراغ أو المنافسة من اجل كسب التحدي والرهان واثبات الذات، فقد جلد هذا اللاعب شباك العالمي ب8 اهداف في كافة المسابقات ولم يترك مرمي الزعيم خاليا من أهدافه دون أن يتخمها بعدد 4 اهداف وأول هاتريك سجله اللاعب كان في مرمي النصر بثلاثية رائعة شهدها إستاد مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بضاحية الشرائع بمكة المكرمة عام 2006 في مسابقة الدوري الممتاز واستمر مشواره مع الوحدة طيلة تلك السنوات بين مد وجزر متربعا قمة النجومية في قافلة الفرسان. وعود الوحدة سراب كان محياني الوحدة يتابع عن كثب كل ما يدور من مطاحنات ومشاحنات داخل مجلس الإدارة ويشاهد فصولاً متجددة من تفريط الإدارة في النجوم ابتداء من ناصر الشمراني ونهاية باللاعب اسامة هوساوي ولم ينطق ببنت شفة مع ادارة الوحدة أو جهاز الكرة وظل يردد بينه وبين نفسه مقطعاً من أغنية كتاب حياتي يا عين الفرح فيه سطرين والباقي كله عذاب ويلمس عن قرب قمة تجاهل اللاعبين لمطالبهم وعدم الحرص على علاجهم والحسم من مرتباتهم الشهرية وتأخير صرف الرواتب وعدم الوفاء بصرف المكافآت وما يدور حول التعاقد مع اللاعبين الاجانب والسعوديين والبحث عن المصالح الشخصية على حساب النادي وخلافها من الممارسات الخاطئة وظل مسلما بالحكمة التي تقول اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب حتى حانت ساعة الصفر وتأكد بان البقاء في الوحدة ضربا من الخيال بل ومن سابع وعاشر المستحيلات أن يستمر مع الفرسان نتيجة مواقف استشف منها وبنى عليها استنتاجات عديدة، فقد كانت أولويات ادارة الوحدة بعد بيع عقد اسامة هوساوي للهلال تجديد عقده والدخول معه في مفاوضات جادة اعتبارا من شهر مايو 2008 لكن لم يحدث شيء من ذلك الامر وضاعت مبالغ الصفقة على معادلة حاسبوني وأحاسبكم وهاتوا الكشوفات والمسيرات وشوفوا المديونيات وكم أقرضت الوحدة الخ. محاولات بائسة ويائسة باءت بالفشل شعرت ادارة الوحدة بحرج الموقف والدخول في أزمة قد تفجر المشاكل من جديد بعد أن هدأت عاصفة الهوساوي وكان إحساسها بذلك الوضع في مكانه الصحيح عندما اقترب عقد المحياني من الانتهاء وتسربت إليها أخبار تؤكد بأن اللاعب ينوي الانتقال فما كان منها إلا إن تضع مدير الكرة محمد عمر فلاتة في فوهة المدفع للدخول في مفاوضات مع اللاعب من اجل الحرص على استمراره، وفطن الفلاتة للعبة ورفض أن يضع نفسه في مأزق صعب ولم يدخل مع اللاعب في مفاوضات ورمى بالكرة في ملعب مدير الاحتراف علي الأحمدي ورئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة للقيام بالمهمة، لأنه أدرك بأن هناك خيوط تنسج حولها وتدخلات خارجية تود الاستفادة من الصفقة وفضل الانسحاب بكل هدوء وسكينة. عروض في الوقت الضائع. تعاقد اللاعب عيسي المحياني مع مكتب تعاقدات اللاعبين احمد القرون وترك له الخيار للبحث عن افضل العروض لتأمين مستقبله قبل الدخول في فترة ال 6 شهور حتى يتفرغ اللاعب لأداء الكرة ويسلم زمام اموره الادارية لمكتب التعاقدات ... قدمت الوحدة عرضها الأول بمبلغ 6 ملايين ريال لمدة خمس سنوات ثم توالت عروضها قبل أن يدلف اللاعب الفترة الحرة لضمان حقوق النادي في بيع صفقته وكانت الاجتماعات السرية تتواصل في منزل الرئيس تارة وفي منزل احد أعضاء الشرف تارة أخرى وتستمر حتى ساعات متأخرة من الليل ولم تؤتِ تلك اللقاءات ثمارها في ظل رفض اللاعب ووكيل أعماله كافة تلك العروض وأصراره على الانتقال لنادٍ يحقق بطولات ومتعود على اعتلاء منصات التتويج. عرض النصر وتدخل الهلال سلمت ادارة الوحدة أمرها للمصير المحتوم بعد أعلن اللاعب رغبته للانتقال بدون تحديد هوية النادي الذي يرغب فيه وأبدت ادارة النصر رغبتها الجادة في شراء عقد اللاعب بالتنسيق مع مدير أعماله الذي اشعر النصر بأن هناك 10 شروط فرضها اللاعب من اجل انتقاله، واتفق مع عامر السلهام ممثل النصر على التباحث مع ادارة النصر حول تلك الشروط في حالة رغبتهم الاستمرار في الصفقة وكانت هذه نقطة تحول لدخول اكثر من عنصر نصراوي يفاوض اللاعب وعدد من اقربائه بعيدا عن مدير أعماله مما جعل الهلال يستغل هذه النقطة ويلعب دورا غير مباشر للتفاوض مع وكيل أعمال اللاعب احمد القرون ويصبح ذلك الامر سببا في اندلاع شرارة الخلاف بين النصر والهلال للهاث خلف الظفر بالصفقة خاصة بعد أن ظهر المحياني وأعلن لكافة وسائل الإعلام رغبته الجامحة للعب ضمن صفوف الهلال. نظام الاحتراف الحد الفاصل ظلت لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين تراقب من بعيد لبعيد الموقف وترصد كافة فصول الانتقال وما يطرح عبر وسائل الإعلام من رؤى وتصورات ولم تقل كلمتها إلا بعد وصول الوثائق والمستندات الرسمية لدى اللجنة وكان الكل يتوقع أن تصدر اللجنة قرارها مساء يوم الأحد الماضي في الاجتماع الذي عقد بمدينة جدة، لكن رغبة اللاعب وعروض الوحدة المقدمة سابقا بشكل نظامي جعلت اللجنة تتريث في الامر ريثما يتم الاتفاق مع اللاعب وناديه الأصلي والنادي الذي سوف ينتقل إليه وتكون الأطراف الثلاثة مكتملة الجوانب لتسجيل اللاعب خلال الفترة المحددة التي انتهت بتاريخ 28 / 1 / 2009 ولم يؤخذ بعرض النصر الرسمي للأسباب التي ذكرتها. مفاوضات هلالية ومماطلات وحداوية بعد صدور قرار لجنة الاحتراف بإنهاء التفاوض مع اللاعب وناديه والنادي الذي يرغب فيه خلال فترة التسجيل واتفاق كل الاطراف أو وضع اللاعب على قائمة الانتقال بناء على رغبة نادية لهذا لم تجد ادارة الهلال متسعا من الوقت لتلبية طلبات الوحدة التعجيزية بعد أن دخلت في مفاوضات شبه جادة بصورة شفوية للتوصل الى حلول جذرية تحفظ حقوق نادي الوحدة وقدمت عرضا يوازي عرض النصر على دفعتين الاولى 10 ملايين بشيك مصدق والجزء المتبقي يدفع حسب الاتفاق، لكن ادارة الوحدة صعبت المهمة ولم ترضخ لكل الحلول التي طرحتها ادارة الهلال وماطلت كثيرا في ذلك حتى انتهى الامر ووضع اللاعب على قائمة الانتقال اعتبارا من صباح يوم 29 / 1 / 2009 مع أن ادارة الهلال كانت تملك القدرة المالية لإسدال الستار على الصفقة وتحسم الامر حتى تؤكد حسن النوايا ولكن ؟؟؟؟ رغبة اللاعب عطلت محركات النصر كان من الطبيعي أن تعتمد لجنة الاحتراف على اللوائح والأنظمة ولم تتعامل مع عرض النصر الرسمي بجدية لعدم رغبة اللاعب في الانتقال للعب مع النصر وإصرار ادارة الوحدة على وضع اللاعب على قائمة الانتقال اذا لم تتوصل الى حلول ايجابية تحفظ حقوق النادي لهذا تم تجاهل عرض النصر وفق اللوائح والأنظمة وسوف يؤخذ بالعرض الذي تقدمه ادارة النصر أثناء وضع المحياني على قائمة الانتقال أسوة بالأندية الاخرى لمدة 30 يوما بموجب فتح المظاريف السرية للعروض المقدمة والنظر في اعلى عرض يقدم للاعب مع المميزات الاخرى ويكون لناديه كذلك حق الدخول في شراء عقد اللاعب للإبقاء عليه لاعبا وحداويا مع أن المسألة من وجهة نظري تكاد تكون محسومة لصاحب العرض الاعلى والهلال نادٍ خبير ومتمكن ويعرف كيف يدرس بتكتيك مرتب الحصول على الصفقة وتحقيق رغبة اللاعب. بقاء المحياني مرهون برحيل التونسي أثناء اجتماع اللاعب مع عضو مجلس الإدارة المستقيل عابد قزاز وبحضور عدد من اللاعبين اشترط المحياني بقاءه في الوحدة مقابل رحيل التونسي من رئاسة النادي ودار لغط وجدل طويل حول صحة المعلومة من عدمها حتى اللاعب المعني بالأمر ولم يخرج عبر وسائل الإعلام وينفي ما ذكر على لسانه وما أثير حوله من هذا الجانب مما يؤكد صحة المعلومة و لا نستطيع الخوض فيها اكثر من الإشارة إليها ونكتفي بهذا الجانب حتى تظهر الحقيقة للعيان. المحياني عاد الى عرينه بعد أن تم وضع اللاعب على قائمة الانتقال سوف يظل لاعبا في فريقه حتى نهاية عقده ولا يمكن لأي ناد أن يظفر به إلا من خلال فتح المظاريف السرية وكشف كل العروض للاعب ووكيل أعماله وبحضور مندوبي الاندية التي تقدمت بالعروض في اجتماع اللجنة ومن ثم ينتقل اللاعب بعد نهاية عقده كما حدث مع اسامه هوساوي أما اذا رفض اللاعب الانتقال للنادي صاحب العرض الاعلى يحول الى هاو لمدة عام ثم ينتقل ويستفيد النادي من بدل التدريب وان كانت لي بعض التحفظات على إجبار اللاعب للانتقال اذا لم يرغب للعب مع ناد آخر.
