قبل عقدين من الزمن، كانت كلمة سياحة تعد في المجتمع مرادفة لفكرة السفر الخارجي فقط، ومع إنشاء الدولة لهيئة معنية بالسياحة، بدأ التغير في هذا المفهوم تدريجياً، وأصبحت السياحة صناعة ذات مردود اقتصادي واسع للداخل، ومفرزة لفرص العمل الدائمة والمؤقتة من خلال المهرجانات والفعاليات المرتبطة بالسياحة، وهناك اهتمام بها على مستوى عالٍ في الدولة وبمختلف أجهزتها، ومن ثم شكلت جزءا كبيرا من أهداف رؤية المملكة 2030. وجاء ترؤس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ورشة العمل التي عقدها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأربعاء الماضي بحي الطريف بالدرعية التاريخية تحت عنوان «حديث السياحة»، ليبعث رسالة لكل مسؤولي الدولة وللمواطن أن هناك عناية بهذا القطاع ومخرجاته على أعلى مستوى، نظراً لدوره المهم في حياة الناس، وتأكيد على أن المملكة ماضية في مشروعات سياحية كبرى، وغير مسبوقة، ومن أبرزها لمستقبل اقتصاد المملكة مشروعات «نيوم» و»القدية» و»البحر الأحمر». تركيز السياحة على الداخل مشروعات «نيوم» و»القدية» و»البحر الأحمر»، يعول عليها لإحداث نقلة تاريخية في تركيز السياحة على الداخل، عبر إقناع المواطن أولاً أن بلده مؤهلة لتنافس أفضل الدول السياحية، وأن فيها طبيعة متنوعة ترضي جميع فئات المجتمع، فالسائح السعودي جال عشرات الدول المتقدمة في ترتيب السياحة العالمي، ولن يرضى إلا بمستوى احترافي في تقديم صناعة السياحة، وكذلك بخيار مالي منافس لما يلقاه في خارج وطنه. هذه الورشة الأولى من نوعها، والتي حضرها الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية السيد زوراب بولوكاشيفيلي، ووزراء الدولة في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومسؤولو هيئات السياحة والعلا وبوابة تطوير الدرعية، تدعم التوجه نحو تعزيز وتأصيل أفضل التجارب العالمية التي تخدم صناعة السياحة المحلية وتطورها، وتسهم في تحضيرها لمراحل مقبلة متغيرة وتناسب التطورات العالمية لصناعة السياحة، التي تعد أساسا مهما في زيادة الدخل المحلي ودعم الدورة الاقتصادية لمختلف دول العالم. استهداف سياح الخارج توجه المملكة القادم في السياحة سيشمل استهداف سياح من الخارج، فالتأشيرة السياحية سوف تصبح قريبا جداً متيسرة بشكل واسع لعشرات الدول التي يرغب مواطنوها بزيارة المملكة، وعوامل المنافسة العالمية التي تملكها بلادنا للحصول على حصة من سياح العالم كثيرة ومتنوعة، فنسبة كبيرة من السياح الأجانب يرغبون في منتجات سياحية تتعلق بالطبيعة البكر والأجواء الهادئة، وهذا متاح في سواحل المملكة، ويرغبون في الاطلاع على الآثار التاريخية، وهذه موجودة في العلا والدرعية وجدة التاريخية وحائل والأحساء، وغيرها من المواقع في المملكة، ويرغبون في الاطلاع على الجوانب الحضارية والتطور الصناعي، وهذا متاح في الرياضوجدة والمنطقة الشرقية. إن نجاح مهرجان «شتاء طنطورة» ورالي الدرعية في استقطاب زوار وسياح من الداخل والخارج، والتميز في التنظيم والتنويع في الفعاليات، ومشاركة المجتمع المحلي في تقديم الخدمات المرتبطة بصناعة السياحة، اعتبرت مثالاً حياً لقدرة السعوديين والسعوديات لمواكبة لغة العصر السياحية، والاستفادة من الفرص الموجودة في هذه الصناعة التي ستزيد في السنوات القليلة المقبلة بشكل تدريجي. المعوقات بسيطة بالإمكان تلافيها الواقع يقول: إنه قد توجد بعض المعوقات البسيطة في عدد من الخدمات لصناعة السياحة، خاصة عدم كفاية المنتجعات السياحية المتكاملة على سواحل البحر الأحمر، وأيضا نحتاج لمزيد من الاهتمام بسرعة تنفيذ وتطوير بعض الخدمات المساندة للسياحة، وخاصة رفع قدرات المطارات ووسائل النقل البرية والجوية وتحسين استراحات الطرق الطويلة، حتى تكون مواكبة بشكل متكامل نحو اهتمام ودعم الدولة لهذا القطاع بمختلف الوسائل وبأفضل الممارسات العصرية. إن المرحلة المقبلة من صناعة السياحة ستعني الحاجة لمنشآت سياحية صغيرة ومتوسطة في مجال تنظيم الرحلات السياحية والإرشاد السياحي والمطاعم والمقاهي المتنقلة، والأنشطة المرتبطة بتوفير وسائل الترفيه المتنوعة، وهذه المنشآت تحتاج في البداية للدعم والمساندة من الأجهزة الحكومية المعنية برعاية المشروعات الصغيرة الرائدة للسعوديين والسعوديات. العلا مؤهلة لتكون وجهة عالمية لسياح الخارج