رحمك الله يا أبا فهاد

*
نعم الرجل حزام بن حزمي الرويس، ولد عظيماً ومات عظيماً، ارتفع بالأخلاق دماثةً وكياسةً، عرفناه عظيماً، عظيم في شهامته ورجولته، وإصلاح البين، والسعي ما وسعه المسعى في قضى حاجات إخوانه، وإعمار الديرة، والله وبالله انهدم ركن وتيد من الأركان، إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله صبر جميلاً والله المستعان خبر محزن، وكوكب أفل، وسراج منير انطفى، ونجم يهتدى به، مصب الآراء وأسمنها وأمتنها، اليوم نفقد شمساً من شموسها، تفقد شخصاً اجتمع فيه الدراية والرأي وحسن التصرف وبعد النظر.
إنا على فراقك يا أبا فهاد محزنون والعين تدمع ولا نقول إلا ما قاله نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، وإن في أبنائك نرجو من المولى من يسد الفجوة بعد رحيلك يوم كنت موجوداً أباً وموجهاً وناصحاً آمين. فقدنا الخبرة الضمنية فقدنا عموداً وضرساً، الله العالم من يحل محله ويسد الخلة، رمز أفل طوى في عباته الرجولة والكرم والحمية والإعزاز والمساعي الحميدة وسمات الأخلاق ودماثتها وطيب المعدن وجوهر العرق.. العزم سجيته والبذل منهجه، يرحمك الله يا أبا فهاد وأبو السودة بل ذوي مجري والروسان قاطبة، اللهم بالخير وعوض، وأخرج من يسد الخلة والفجوة ورأب الشرخ والصدع في رحيله.. إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله المستعان وصبر جميل.
يرحم الله أبا فهاد، أحسن الله عزاء ذويه، ألهمهم الصبر والسلوان، هذا الرجل الراحل له مآثر عديدة لا تحصى ولا تحصر تجاه جماعته ووطنه ودينه ومليكه كان كالطود منافح وناصح أمين صابر وكابد وثابر من جل الوحدة الوطنية فتحمل بعزيمة لا تعرف الملل والكلل بدأ حياته احد رجالات الملك فيصل خوياً ثم رئيس مركز الخاصرة بوادي العرض ثم أسس كهرباء مصدة الأهلية عام 1386 حتى دمجها بشركة الكهرباء الموحدة ثم صندوق الروسان التعاوني وأميناً له ثم رأس لجنة تنمية وتطوير قرى الدوادمي من عام 1396 حتى عام 1413 ثم عضو أهل الخبرة بمحافظة الدوادمي ثم إصلاح ذات البين كان له دور ومحور في تحقيق مصالح جماعته أفراداً وجماعات.
أبو فهاد مدرسة يستفاد منها منهل لا ينضب من العلوم الطيبة وسيرة عطرة وذكر غير خامل حافل بالمعارف والدراية ملم بمعرفة الرجال والديار معين غير ناضب في مجلسه مورق الأزهار تحتار القطف منها في معرفة القبايل والتكوين الاجتماعي ومعرفة الديار والمواطن والأمكنة ومعرفة الأنساب ومعرفة السلوم والعرف الاجتماعي والمدارك الاجتماعية حضوره قوي ونعته أقوى ووصفه للقصص أدق راوي وقّاص تميز في الطرح والعرض بأسلوب منفرد ومتميز يفهمه المتعلم والعالم والخاصة والعامة والدهماء
رحمك الله يا أبا فهاد وجعل الجنة مثواك ومأواك وقبرك روضة من رياضة الجنة لن ننساك ولا ننسى مأثرك وإيثارك ما حيينا والخلف ممن بعدك العوض من الأنجال يبق مجلسك واستراحتك عامره بالزوار ولها حضور مآثر كما كنت حياً بعد وفاتك يرحمك الله بواسع رحمته وبسحائب مغفرته وأشابيب رحمته.
*محافظ تربة