حوى المعرض التراثي المصاحب لمهرجان النماء والانتماء الوطني الذي أُقيم تحت رعاية الهيئة العليا للسياحة العديد من الأركان التراثية والأعمال الحرفية. وتجولت (الجزيرة) وشاهدت عن قرب بعض الحرفيات اللاتي برعن في تلك الأعمال التراثية. في البداية تحدثنا مع فاطمة إبراهيم الدوسري التي تحيك بعضاً مما يجمل به الإبل حيث تقول: أقوم بحياكة خبايب الإبل بالسدوا ثم أقوم بصبغها بالألوان اللامعة المتعددة كالأحمر والأسود، أو الأسود والأبيض، وإضافة خيوط الزري لتعطي شكلاً جميلاً، كذلك أقوم بتزيينها بالمراسن وهي (السلاسل) التي تمسك بها الإبل وهي توضع على الإبل في وقت سباق مزايين الإبل بالإضافة إلى الأردية التي تكون بيضاء ومجملة للإبل الأسود والأردية السوداء المنمقة بألوان أخرى وموضوع عليها الإكسسوارت بألوان مختلفة خامتها من الستان الأبيض وهو نوع من القماش. كما تقول فاطمة: ومن بين الأعمال التراثية التي أجيد صناعتها بيت الشعر الذي أنشزه بالصوف والدكات بالسدوا وأقوم بتجميل بيت الشعر بصنع الإكسسوارات وحياكتها بالصوف ووضع الألوان عليها والكتابة عليها في المواسم. ففي الإكسسوارات التي توضع على خبايب الإبل يُكتب عليها عبارة (ما شاء الله)، كما تقول: أقوم بحياكة (المقرونه) وهي من الصوف كالحقيبة ويسميها البعض الخِرج توضع على الشداد. بعدها انتقلنا إلى ركن آخر توجد به مجموعة من الجلود الصغيرة وعندما سألت صاحبتها أجابت هذه جلود لضبان. وتحدثنا عن هذه الصنعة حسمة الحربي قائلة: أقوم بدبغ الجلود التي يوضع فيها السمن ومنها هذه الجلود الصغيرة وهي جلود الضبان. فبعد ذبح الضب نأخذ جلده وندبغه حيث تُوضع عليه هذه المادة التي تقضي على رائحته وتجعله طرياً نظيفاً وهي مادة التمر توضع فيه من 3 أيام إلى 4 أيام ثم نقوم بغسله ووضع المادة عليه، ثم يوضع فيه السمن حيث يُحفظ فيه السمن لفترة طويلة من 4 سنوات إلى 5 سنوات دون أن يتغير طعم أو رائحة السمن، بالإضافة إلى جلود الضبان أقوم بعمل (عكة السمن) التي تأخذ من جلود الماعز وأقوم بربها ودبغها كما في جلود الضبان ويُحفظ بها السمن لفترة طويلة وقد تعلمت هذه المهنة من جدتي. كما أقوم بصنع الأقط من حليب الماعز والشياه حيث يصنع من اللبن بعد غليه على النار ثم أقوم بتشكيله وإعطائه شكل أصابع اليد. ثم انتقلنا إلى ركن جيزان حيث التقينا فاطمة بانا أحمد التي حدثتنا عن بعض الأواني المستخدمة في الماضي بمحافظة جيزان؛ قائلة: كانت أمي تطحن الذرة والدخن والسمسم على الحجر (عبارة عن حجر مستطيل وآخر يده تشبه فرادة العجين) حيث يوضع الدخن أو أي نوع من الحبوب ثم نقوم بطحنه بواسطة الحجر الآخر. وهذه هي الطريقة لطحن الحبوب قديماً. كما يوجد لديَّ بعض الأواني المستخدمة قديماً في المنزل كالسقاطي الذي يوضع به اللحم والسمك ويُعلق بحبل في السقف بعيداً عن القطط، ثم رأينا قرعة كبيرة مجوفة مستخرج منها اللب بطريقة غريبة حيث تقول الأخت فاطمة: وهذه القرعة يُوضع فيها اللبن ويُخض أيضاً، ولديَّ أيضاً سَف الخوص والمهفات (مروح السعف) والحصر (التي تستخدم للجلوس) وبعض أدوات الخوص لحفظ الأطعمة والاستعمالات المنزلية. وعن مشاركة مركز التأهيل الشامل للإناث - القسم المهني - تقول مستورة التركي عن أعمال البنات بمعرض النماء والانتماء الوطني، المقام حالياً بساحة العروض، الذي تدعمه وتشرف عليه الهيئة العليا للسياحة: يُشارك في هذا المهرجان - مركز التأهيل الشامل للإناث القسم المهني أعمال البنات (تخلف وإعاقات) - بأعمال فنية، منها تطريز، وجلود، وحرف سراميك، وطباعة، بالإضافة إلى التطريز اليدوي، والعادي، وأعمال فنية رائعة، يتم صنعها من خامات بسيطة اقتصادية جداً ومن البيئة حيث يعرض إنتاجهن في المعرض الذي لاقى إقبالاً كبيراً من الزوار. من جهة أخرى شاركت الجمعية السعودية للإعاقة السمعية حيث أشارت انتصار الهدلق إلى أن مشاركات الجمعية في المهرجان جاءت بدعوة من رئيسة المهرجان ذكرى الشعلان ومشاركتنا تعريفية بالجمعية وبالمبيعات لصالح الجمعية وذلك بتنسيق قسم المركز الفني والمواهب بالجمعية وعرض بعض اللوحات وتقديم البروشورات الخاصة بالجمعية.