قال مصدر أمني إسرائيلي مسؤول: إن الجيش الإسرائيلي بدأ، يوم الأحد الماضي، بإرسال كتب استدعاء إلى جنود الاحتياط يشعرهم فيها بقرار تجنيدهم للمشاركة في تنفيذ مخطط الانفصال والذي يتضمن إجلاء المستوطنين من قطاع غزة، وأجزاء من شمال الضفة الغربية، المقرر رسميا في شهر تموز - يوليو القادم.وقال موقع صحيفة معاريف العبرية على شبكة القارية يوم السبت الماضي: إن الجيش سيجند 97% من قوات الاحتياط لهذه المهمة، وسيكون هذا هو أكبر تجنيد للجيش الاحتياطي منذ عملية السور الواقي التي نفذها الجيش الإسرائيلي في أبريل - نيسان 2002، لاعادة احتلال الأراضي الفلسطينية التي سبق تسليمها للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.وأضافت الصحيفة العبرية أن الجيش بدأ هذا الأسبوع بإرسال آلاف أوامر الاستدعاء إلى جنود الاحتياط، مشيرة إلى أن نحو 100 في المائة من قوات الاحتياط سيتم تجنيدها، مع اقتراب موعد إخلاء مستوطنات قطاع غزة وشمال الضفة الغربية. وحسب المصدر سيتم استدعاء الجنود لمدة 21 يوماً على الأقل. وعلم أيضا، أن غالبية الوحدات النظامية في الجيش الإسرائيلي ستتوقف عن القيام بنشاطات أمنية اعتيادية وسيتم تحويلها إلى معسكر تدريب خاص تمهيدا لتنفيذ الإخلاء. كما سيتم تجنيد الجنود والضباط الذين يؤدون الخدمة الدائمة في الجيش للمشاركة في تنفيذ الخطة، وستجند إلى جانب هؤلاء 16 كتيبة مما يسمى ب حرس الحدود الإسرائيلي. وكانت مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية أعربت عن بالغ قلقها من احتمال رفض جماعي من قبل جنود الجيش الإسرائيلي تنفيذ الأوامر العسكرية بإخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة، وجزء من شمال الضفة الغربية، في إطار تطبيق خطة الانفصال. وفي أعقاب ذلك أصدر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال موشي يعلون تعليمات بإعفاء الجنود، الذين يسكنون في مستوطنات قطاع غزة، المنوي إخلاؤها، ضمن خطة الانفصال، وذلك في خطوة تهدف إلى نزع فتيل أي توتر يمكن أن ينشب بين المستوطنين والجيش، أثناء إخلاء المستوطنات، إذ تشير التوقعات إلى أن هذا الإخلاء سيتم بالقوة. وتشير تقديرات أمنية إسرائيلية، إلى أن بعض المستوطنين اليهود قد يستخدمون قوة النار في منع جنود الاحتلال، في ظل فتوى دينية يهودية، أطلقها رجال دين متشددون، تبيح قتل عناصر الجيش الإسرائيلي من الدروز والعرب البدو. وتشير خطوة الجنرال موشيه يعلون، بإعفاء الجنود ممن يسكنون المستوطنات من هذه المهمة، بما يشير إلى أزمة داخل جيش الاحتلال، وإلى أن الانشقاق في الرأي العام الإسرائيلي بشأن خطة الانفصال، ربما يكون قد ألقى بظلاله على المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. وضبط خلال الأسابيع الماضية، عدد من عناصر الجيش الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة التعاون مع متشددين يهود في مستوطنة غوش قطيف في قطاع غزة، عبر تسريب معلومات عن خطط الإخلاء، إضافة إلى تسريب أسلحة وقنابل وألغام من مستودعات الجيش لصالح المتطرفين اليهود.