ارتفعت حصيلة ضحايا الأمواج العاتية التي ضربت ثماني دول في جنوب آسيا وجنوب شرقها أمس الاثنين إلى 145 ألف قتيل بينما تبذل الأسرة الدولية جهوداً جبارة لإنقاذ ملايين المنكوبين ومنع انتشار الأوبئة. وكانت الحصيلة السابقة للضحايا التي نشرت مساء الأحد تحدثت عن مقتل أكثر من 130 ألف شخص في المد البحري الذي تلا في 26 كانون الأول - ديسمبر زلزالاً عنيفاً قبالة سواحل إندونيسيا. وأعلنت وزارة الصحة الإندونيسية أمس أن 94.81 شخصاً قتلوا في شمال جزيرة سومطرة. وكانت الوزارة قالت الجمعة بينما كان عدد الضحايا يقترب من الثمانين ألف قتيل: إنها تخلت عن إحصاء عدد القتلى بدقة. ورأت الأممالمتحدة الجمعة أن عدد القتلى قد يبلغ 150 ألف شخص لكن (العدد الحقيقي والنهائي) لن يعرف أبداً على الأرجح. وأكّد يان ايغيلاند منسق المساعدات العاجلة للأمم المتحدة الأحد أن هناك صعوبات كبيرة في توزيع المساعدات في جزيرة سومطرة الإندونيسية وخصوصاً إقليم أتشيه الواقع في شمالها والأكثر تضرراً، لأن البنى التحتية للنقل دمرت. وقال ايغيلاند في نيويورك: (نستطيع الوصول إلى كل الدول المتضررة باستثناء سومطرة وآتشيه في الوقت الحالي.. في هاتين المنطقتين نشهد تأخيراً). وتحدثت منظمة الصحة العالمية السبت عن ظهور بوادر أمراض معدية في المناطق المنكوبة التي بات فيها خمسة ملايين مشرد. من جهته أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي سيشارك الخميس في جاكرتا بقمة حول نتائج الكارثة، أن إعادة إعمار المنطقة قد يستغرق عشرة أعوام ويكلف (مليارات الدولارات). وكغيرها من المنظمات الدولية تواجه الأممالمتحدة منذ أسبوع عملية إغاثة لا سابق لها في مجالها وتعقيدها، تشمل حوالي عشر دول. وبدأ جسر جوي كبير ينقل المساعدات إلى شمال سومطرة، حيث تخشى السلطات أن يكون عدد القتلى مئة ألف. وقالت الأممالمتحدة: إن أكثر من مليون شخص في سومطرة و700 ألف آخرين في سريلانكا سيكونون مرتبطين بشكل كامل بالمساعدة الخارجية للحصول على الغذاء. وقدرت الحكومة الإندونيسية عدد الناجين الذين باتوا بلا مأوى بمئتي ألف شخص. لكن بعد ثمانية أيام من الكارثة يواجه وصول المساعدات إلى السكان صعوبات كما تصطدم عمليات الإنقاذ بصعوبات لوجستية هائلة. فالمطارات صغيرة ومكتظة بينما تحاول طائرات الشحن الكبيرة التي تنقل مساعدات الهبوط فيها ونقل المساعدات براً يتأخر بسبب نقص الوقود والآليات والجسور والطرق مدمرة مما يجعل الانتقال إلى المناطق المنكوبة صعباً. ولمدة ثلاثة أسابيع على الأقل أن يكون ممكناً استخدام الطرق البرية للوصول إلى مناطق ساحلية كاملة في شمال غرب سومطرة، بينما أكد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر أن الناجين في مدينة مولابو لا يملكون شيئاً. وأوضح ايغيلاند (علينا تحويل مدارج الهبوط الصغيرة المتضررة إلى مطارات ستكون من الأكثر نشاطاً في العالم). وأوضح أن عمال الإغاثة سيحتاجون إلى مروحيات ومئات الشاحنات ووحدات المعالجة المياه ومولدات كهرباء وطائرات نقل. وبدأت مروحيات أمريكية الأحد إجلاء المنكوبين من الساحل الشمالي الشرقي لسومطرة في رحلات مكوكية انطلاقاً من حاملة الطائرات أبراهام لينكولن التي ترسو قبالة سواحل الجزيرة. وتعمل حوالي خمسين منظمة طبية دولية في شمال جزيرة سومطرة. وفي سريلانكا حيث ارتفعت حصيلة القتلى إلى 29729شخصاً و5240 مفقوداً، تصل المساعدات بوتيرة لا تتلاءم مع الاحتياجات بينما تشعر السلطات بالقلق من الوضع الصحي للمنكوبين. وفي شمال البلاد تنتظر فرق الإغاثة موافقة المتمردين التأميل الذين يسيطرون على المنطقة لنشر فرق للمساعدة. وتخشى السلطات السريلانكية انتشار أوبئة في شرق الجزيرة المنطقة الأكثر تضرراً بالأمواج العاتية، نظراً لغياب الشروط الصحية الملائمة. وقال متحدث باسم الحكومة السريلانكية: إن (انتشار الأمراض المرتبطة بالمياه يشكل مصدر قلق كبير). وفي جنوب الجزيرة ينتظر وصول وحدات من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) تضم مئتي جندي من أصل 1500 قررت الولاياتالمتحدة إرسالهم من قاعدة جزيرة أوكيناوا اليابانية. وسيعمل هؤلاء الجنود على إعداد الجانب اللوجستي لوصول المساعدات الأمريكية. وأعلنت تايلاند مقتل 4993 شخصاً بينهم 2461 أجنبياً وفقدان 3810. وقد تمت تعبئة حوالي عشرين ألف شخص لعمليات إزالة الركام والأنقاض وإعادة الإعمار التي تتركز في فانغ نغا وفوكيت وهما موقعان سياحيان مهمان. وعبرت وزارة الصحة التايلاندية عن قلقها من ظهور أمراض تنفسية معدية والملاريا والكوليرا أو التيفوئيد بين الناجين وبين سكان فانغ نغا. وفي الهند حيث بلغت الحصيلة الأحد 14962 قتيلاً بينهم 5421 مفقوداً يرجح أنهم قتلوا، تبدو المساعدات غير كافية وتتم في أجواء من الفوضى. وقد دان مسؤولون ميدانيون توزيع هذه المساعدات بشكل غير عادل وطابعها الذي لا يتناسب مع حجم الكارثة. وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال مسؤول في منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) في ولاية تأميل نادو (جنوب شرق) الأكثر تضرراً من الكارثة وحيث قتل 7793 شخصاً إن (الكثير من المنظمات الإنسانية تصل إلى المنطقة مع ملابس ومواد أخرى ليست ضرورية). وأعلنت السلطات في ارخبيلي اندامان ونيكوبار الهنديين اللذين يبعدان حوالي ألف كيلومتر شرق الهند القارية أنها تواجه نقصاً كبيراً في الفرق الطبية. وقال موقع حكومي على شبكة الإنترنت: إن ثلث وسائل الإغاثة المخصصة لهذه الجزر فقط وصل. وقال متعهد يعمل مع السلطات: إن (مئات إن لم يكن آلاف الأشخاص يحتاجون إلى علاج لأنهم مصابون بجروح خطيرة لكن ليست هناك مساعدات). وأكّد مسؤولون محليون أمس الاثنين أن بعض الجزر لم تتلق أي مواد غذائية حتى الآن، داعين إلى (إرسال مساعدات فوراً إلى سكان شاورا، حيث الناس جائعون).