في قلب والد احمد ليس للحياة طعم ولا نكهة ولا رائحة.. يشعر أن الاسبوع يوم واحد فقط هو يوم الجمعة.. تمر الايام الاخرى عليه كأنها الزمان كله.. يشعر بطولها إلى حد اليأس.. الجمعة فقط هو يوم الحياة عنده!!. في هذا اليوم تُتاح له فرصة زيارة فلذة كبده وابنه الوحيد الذي خرج به من هذه الدنيا.. احمد يقضي عمره خلف القضبان في دار الملاحظة الاجتماعية.. ووالده يقضي الحياة خلف قضبان الأسى والدموع!! عندما يلتقيان يبكيان بحرقة ويُبكيان الزمن! كان احمد شعلة من طموح.. اجتاز الثانوية بتفوق.. وقضى الصيف يفكر اي التخصصات يختار؟ كان يفضل الانظمة او الادارة. وثق والد احمد في ابنه كثيراً ولم يراقب تصرفاته وهو في هذه السن.. ولم يكن حظ احمد جيداً عندما تعرف الى بعض اصدقاء السوء الذين اغروه بحمل السلاح واقتنائه.. واكدوا له أن هذا دليل رجولة!! الناس كلهم سيهابونه ويحسبون له ألف حساب!! شعر احمد بنشوة عارمة وهو يحمل السلاح.. احس أنه فارس زمانه وقال في نفسه: السلاح يزيدني قوة ورجولة..! بقي على الجامعة يوم واحد.. كان احمد وقتذاك في رفقة اولئك الاصحاب.. اختلف مع احدهم في موضوع ما.. شعر بغضب شديد.. ودون شعور انطلقت رصاصة من مسدسه لتخترق جسد صاحبه وتستقر في سويداء قلبه!! في الغد.. لم يذهب احمد الى الجامعة ولكنه ذهب الى..... م.أول محمد عبدالعزيز المحمود