نشرت مجلة «السياسة الخارجية الأميركية» عام 2004 للكاتب الدكتور مايكل دوران الذي أصبح مسؤولاً عن الشرق الأوسط في البيت الأبيض، مقالاً يزعم فيه أن هناك صراعاً تحت الرماد بين عناصر في الأسرة الحاكمة، وأن هذا الصراع سيضع المملكة في أزمة سياسية كارثية. ولن أعيد ما كتبه مفكرون وكتاب سعوديون وعرب مثل مأمون فندي، لتفنيد ما كتبه المغرضون الغربيون، لكن للأسف عندما يكتب الغربيون هذه التخاريف يأتي آخرون ويستشهدون بهذه المزاعم ويجعلونها حقائق يرددونها. ويجهل أولئك الكثير والكثير. يجهلون أن الملك عبدالله قوي الشخصية يدرك المخاطر وأن الوطن ومستقبل المملكة أحب إليه حتى من نفسه وعواطفه. ويجهل أولئك أن الملك عبدالله يدرك كفاءة الأمير نايف وخبرته، فولاية العهد وقيادة الدولة فوق كل اعتبار. ويجهلون أن الملك عبدالله يعلم أن الأمير نايف متحدث متمكن ومستوعب للأحداث درَّبته السنون وعلمته مدرسة الحياة منذ أن كان وكيلاً لأمارة الرياض في عهد الملك عبدالعزيز. ويعلم أن الأمير نايف خبير بملفات الوطن الأمنية والاجتماعية وغيرها. زرت الأمير نايف مع مسؤولي وزارة التربية والتعليم عام 1418ه وجلسنا نتحدث معه أكثر من ساعتين عن الشأن التعليمي في المملكة وعن المناهج وبرامج التعليم فوجدناه مستوعباً تحدث عن المعلمين ومسؤوليتهم الكبرى في الأمن الفكري وكيف الرقابة والمتابعة وتناول المناهج وكيف أنها تبني الأخلاق والقيم فأساسها الدين وركز على مديري المدارس وأنهم الأساس في العملية التعليمية وقد بهرنا بفهمه وإدراكه وكأنه يقرأ تقارير الوزارة اليومية. وزار سموه مجلس الشورى إبّان الأحداث الإرهابية وتحدث عن خطط الإرهابيين وأمور يتعذر البوح بها وكانت جلسة مصارحة معه، وحين خرج من المجلس حمدنا الله أن ملف الوطن الأمني تحت إشرافه وإدارته. وجهل أولئك مشاهد رأيتها يوم البيعة للأمير نايف في مدينة الرياض، فرجل ميسور الحال نزل من سيارة فارهة على عكاز جاء ليبايع، وآخر ألح على رجال الأمن أن يسمحوا له بالدخول للصالات الأمامية فقالوا له: إنها ممتلئة، فترجاهم لأنه قادم من خارج الرياض ب400 كيلو متر وسيعود. ماذا جاء بأولئك البشر ومن دفعهم؟ أليست الروابط الودية الطرية بين القيادة والمجتمع. وجهل أولئك الترابط الأسري داخل البيت السعودي فحتى إن وجد من له رأي آخر فالجميع كبار يتجاوزون ذواتهم ويحترمون قرار الملك في اختياره القوي الأمين ولهم سمتهم الأخلاقي ومروءتهم الأصيلة وكلهم تربية عبدالعزيز - رحمه الله -. وفق الله ولي العهد في مسؤوليته الجديدة، ورحم الله الأمير سلطان وأسكنه فسيح جناته وأنعم الله على قائد الوطن خادم الحرمين الشريفين بالصحة والعافية.