تركت أحداث ايلول سبتمبر 2001 شرخاً كبيراً في عقول الاميركيين بلغ في بعض الاحيان درجة الهوس، فلم يعد الاحتراز من اعمال "إرهابية" يتوقف على الحيطة الشديدة وعلى تكثيف الأعمال الاستخباراتية، إذ خطا المسؤولون خطوة أبعد من ذلك باعدادهم خططاً واستراتيجيات لحماية المعالم التاريخية والأثرية والمصالح السياحية في حال تعرضها للتدمير والتخريب، بتجهيز مجسمات جاهزة لأخذ محلها في غضون أيام ووسائل فورية لإعادة بناء ما قد يتدمر. وتحت هذه الاستراتيجية الجديدة، فإن مجسماً مطابقاً لسيدة الحرية تمثال الحرية الذي نحته فريدريك اوغستي بارثولدي ويزن 225 طناً ويبلغ طوله 305 اقدام، سيكون جاهزاً في غضون أيام في حال تعرض الاصل لتخريب أو تدمير ليحل محله فوق ميناء نيويورك. وإذا تنوعت الأعمال "الارهابية" وطاولت معالم أخرى، فإن استراتيجيات مشابهة أقرت لإعادة بناء قبة مبنى الكونغرس في واشنطن، أو أي جزء من البيت الأبيض يناله التخريب. ولم ينس المسؤولون وضع استراتيجية لإعادة نحت شخصيات الرؤساء الأربعة جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وابراهام لينكولن وثيودور روزفلت على قمة جبل رشمور. فللحفاظ على الوضع الاصلي لهذه المجسمات استخدمت اشعة الليزر لتسجيل كل تفاصيل المنحوتات على جبل رشمور، وتصوير كل زاوية ممكنة. وقام العلماء بصنع مجسمات بأبعاد ثلاثية وبطريقة رقمية حديثة ركزوا فيها على تفاصيل الوجوه. وكانت النتيجة النهائية للمجسمات الاحتياطية أكثر دقة من الاصل، وقام بها النحات كتزون بورغلم. وقال المسؤول الامني عن جبل رشمور دون سترايكر: "اذا جاء احدهم يحمل حقيبة مليئة بالمتفجرات ونجح في عملية تخريبية وتعرض مثلاً أنف توماس جيفرسون للتدمير سيكون سهلاً علينا ترميمه وإعادته الى أصله في اسرع وقت ممكن لأن كل تفاصيل النحت السابق مسجلة ومصورة بدقة".