جلسنا في صالون البيت، في زيارة عائلية، وذهبت مضيفتنا الى المطبخ لتحضر شيئاً ما، وتنهد زوجها وقال: نحن متزوجان منذ 30 سنة، ومع ذلك لا تزال زوجتي تصحح كل شيء أقوله. وهتفت الزوجة من المطبخ: 31 سنة. وكنت سمعت قبل ذلك رجلاً قال: أنا متزوج منذ 30 سنة ولم أندم على يوم واحد منها... أذكره تماماً... كان 11 حزيران يونيو 1977 عندما ذهبت لزيارة أمها. ما سبق من قصاصات جمعتها، ثم وجدت انها زادت كثيراً في نهاية السنة، والصحف الانكليزية اللغة التي اقرأها تنشر مجموعات من الأقوال المأثورة التي سمعت في الاثني عشر شهراً الماضية. ولن أسجل شيئاً هنا عما قيل في الحرب والسلام، وانما اختار من ميادين مشابهة، مثل الزواج والمتزوجين، مع ملاحظة سريعة، فقد جمع بادي اشداون، الزعيم السابق للحزب الليبرالي الديمقراطي، بين كل ما سبق وهو يتفاوض مع رئيس الوزراء توني بلير لتشكيل حكومة ائتلافية، فهو قال: قد نعقد زواجاً، أو ندخل في علاقة غرام، أو مجرد جنس عابر. وجاءت هذه الملاحظة في مذكراته التي نشرت السنة الماضية. أترك السياسة لأهلها، واكتفي بالنكد الآخر، فالمؤلفة شيرلي كونران قالت: النساء يردن تغيير الرجال ولا يستطعن، والرجال يريدون أن تبقى النساء كما هن ولا يستطيعون. أما المؤلفة الأخرى جوانا ترولوب فقالت: المأساة هي ان الرجال يحبون النساء، والنساء يحببن الأطفال، والأطفال يحبون الحيوانات. أرى ان الموضوع لا يستحق كل هذا البحث، فالرجل يستطيع أن يتزوج من يشاء، ثم يجد في الصباح أنه مع امرأة تختلف عن تلك التي اعتقد أنه تزوجها. والذي سألوه: هل تعرف الحب، رد قائلاً: عيب. أنا رجل متزوج. ثم هناك مراحل في حياة الرجل، ففي النصف الأول من حياته تسأله أمه: الى أين أنت ذاهب؟ وفي النصف الثاني تسأله زوجته: الى أين أنت ذاهب؟ وأخيراً يسأل المشيعون: الى أين ذهب؟ أو ربما نظرنا الى قسمة أخرى، ففي بداية الزوجية يتحدث الرجل، والمرأة تسمع، ثم ينقلب الوضع وتتحدث المرأة والرجل يسمع. وفي النهاية الاثنان يتحدثان والجيران يسمعون. بعض القصص يذكر ببعض، وكنت سمعت عن رجل قال لزوجته انه عندما يحلق شعر ذقنه في الصباح يشعر وكأنه رجل آخر. وقالت الزوجة: لماذا لا تحلق شعر ذقنك قبل النوم؟ هذه القصة ذكرتني بزوجة ربما كانت الزوجة نفسها، اشترى زوجها فرشة مائية فاطلقت عليها اسم البحر الميت. مثل ذلك ان الزواج "فيفتي - فيفتي"، أي نص - نص، فالزوج يعمل الفلوس وزوجته تنفقها. ومثل ذلك الذي يقول ان الزواج نص - نص فيسمع التعليق انه لا يفهم الزواج أو الكسور العشرية. وكنت سمعت طرفة خلاصتها ان الشاب يسأل حبيبته: هل أنا أول من يقبلك؟ وترد: لا أعرف، هل كنت في حفلة التخرج من المدرسة سنة 1991؟ ثم سمعت رداً جديداً هو: نعم، ولكن لماذا أنتم الرجال تسألون السؤال نفسه؟ وقالت امرأة انها لم تتزوج زوجها لأن أباه ترك له ثروة. وعلقت مستمعة: طبعاً كنت ستتزوجينه بغض النظر عمن ترك له الثروة. وفي وضع مشابه قال الشاب لحبيبته: ليس عندي حساب في البنك مثل حمدي. ليس عندي قصر مثل حمدي. ليس عندي يخت مثل حمدي. هل يمكن أن تحبيني؟ وردت: أحبك جداً، لكن عرفني على حمدي. وعندي من هنا وهناك: - حبيبي، اذا سألني الناس ماذا رأيت فيك، ماذا أقول لهم؟ - الكعب العالي اخترعته بنت كانت تتلقى القبل على جبينها. - الأم لابنها: اسأل أباك عن الزواج لأن زواجه كان أنجح بكثير من زواجي. - الأب: ابننا أخذ عقله مني. الأم: طبعاً لأنني لا أزال محتفظة بعقلي. - الزواج الى الأبد... مثل الباطون المسلّح. - عنده أخطاء، ولكنه في أعماق محفظته لطيف جداً. - طبعاً ضميره مرتاح. متى استعمله؟ - المشكلة ان الاخلاص طبيعة بشرية، والذي يخلص لزوجته يخلص أحياناً لزوجات الآخرين. غير أنني أعود الى أقوال السنة الماضية، كما سجلتها الصحف، فقد كانت هناك عبارة تحتمل أكثر من معنى، اترك القارئ أن يفسرها كما يشاء، هي ان الفرق بين زوجة وعشيقة ليل ونهار