تزوج رجل في التسعين شابة في العشرين فلم تمض سنة حتى ولد لهما طفل. وأبدت الممرضة في المستشفى اعجابها بنشاطه. ورد الرجل ان الإنسان كسيارة و"يجب أن أبقي المحرك شغالاً". ومرت سنة أخرى وولد للتسعيني طفل آخر، وقالت الممرضة إنها مذهولة بقدرته رغم سنوات عمره، وقال "يجب أن ابقي المحرك شغالاً". ولم تمض سنة ثالثة حتى ولد للرجل طفل ثالث، وقالت له الممرضة إنها لا تكاد تصدق ما حدث، ورد الرجل كالعادة "يجب أن ابقي محرك السيارة شغالاً". وقالت الممرضة: انصحك بأن تغير الزيت، لأن الطفل هذه المرة كان أسود. تلقيت الطرفة السابقة بالبريد الالكتروني، وهي ذكرتني بطرفة تنسب إلى جحا، عمرها مئات السنين، فهو سُئل هل يستطيع ابن التسعين أن يولد له ولد، فقال: نعم، إذا كان جاره في العشرين. الانترنت تحمل إليّ كل يوم طرفاً، بعضها من أصدقاء، وبعضها لا أعرف مصدره. وفي حين أن المادة تتناول كل شيء أو لا شيء، فقد وضعت جانباً منذ أسابيع ما له علاقة بالحياة الزوجية، وهذه يلخصها القول إن سر السعادة الزوجية لا يزال سراً. والحديث عن الخيانة الزوجية عمره من عمر مؤسسة الزواج، وهو لا يصبح جديداً لمجرد أنه نشر على الانترنت، فأكثره قديم يتكرر بشكل أو بآخر. ومع ذلك يحدث أحياناً أن اقرأ جديداً، أو شيئاً لم يمر عليّ من قبل أو لا أذكره، مثل الرأي الفلسفي: لا يخون كل متزوج زوجته، ولكن قطعاً كل من يخون زوجته متزوج. وهو رأي صحيح، فحتى تكون هناك خيانة زوجية يجب أن توجد زوجة تخان. وهي قد تكون السبب، فامرأة قالت لزوجها إنه يستطيع أن يبدي عطفاً أكبر، فذهب واتخذ لنفسه عشيقة. وقد أجريت بحثاً ميدانياً انتهى بنتيجة مفاجئة هي أن 80 في المئة من العرب يخونون زوجاتهم في بلادهم، والعشرين في المئة الآخرين يخونون زوجاتهم في أوروبا. وأكتفي من حديث الخيانة الزوجية بما سبق على طريقة "ابعد عن الشر وغني له"، واكمل برجل وامرأة أمام بئر تمنيات، وهي ألقت قطعة عملة معدنية في البئر وتمنت أمنية، وتبعها زوجها، إلا أنه فيما كان يلقي قطعة العملة زلّت رجل زوجته وسقطت في البئر. وهتف الرجل: يا الهي، لم أكن أعرف أن البئر تحقق التمنيات فعلاً. هل يعرف القارى أن النساء لا يتكلمن أكثر من الرجال؟ الأبحاث كافة في الشرق والغرب أثبتت أن الرجال يتكلمون بقدر ما تتكلم النساء أو أكثر قليلاً، لا أقل. ومع ذلك نسمع باستمرار عن ثرثرة النساء، والسبب ان الرجال يقولون هذا. وتعكس الانترنت هذه الاسطورة، وقد تلقيت طرفاً كثيرة عن الموضوع مثل الرجل الذي يقول إنه لم يكلم زوجته منذ سنوات، لأنه لا يحب أن يقاطعها، والرجل الذي شكت زوجته من أنه يتكلم في منامه، فوعدها ألا يتكلم في منامه إذا سمحت له أن يتكلم وهو مستيقظ. والمرأة لا تصغي إلى كلام زوجها عادة، ولكن إذا أراد أن تصغي، فما عليه إلا أن يتكلم في منامه. وربما كان الأفضل لسعادة الزوجين ألا يصغي أحدهما كثيراً لكلام الآخر، فالرجل يظل يعتقد نفسه كامل الأوصاف حتى يتزوج، وهو لن يعرف الرأي الحقيقي لامرأة فيه حتى يتزوجها. المرأة في العشرين تسأل: هل هو وسيم؟ وفي الثلاثين تسأل: هل هو ثري؟ وفي الأربعين تسأل: أين هو؟ والسؤال الأخير يعيدنا إلى الخيانة الزوجية، غير أنني لا أعود، وإنما اكمل بولد صغير طلب من أمه أن تحكي له قصة، فقالت: انتظر حتى يعود أبوك إلى البيت في الرابعة صباحاً، ويحكي لنا الاثنين "قصّة". كان رجل يتأخر في العودة إلى منزله كل يوم، فتشكو الزوجة وتهدده. وأخيراً وعدها يوماً بأن يعود إلى البيت من العمل مباشرة. وأعدت الزوجة طعام العشاء وانتظرت، إلا أن الزوج تأخر ساعتين. وأخيراً وصل الزوج واستقبلته الزوجة بالصراخ، وقال الزوج: على مهلك. عندي عذر شرعي هذه المرة فقد صدمتني سيارة. وقالت الزوجة: هل بقيت السيارة تصدمك ساعتين؟ أقول للزوج ألا يحاول الرد، بل أقول له ألا يحاول... ونقطة على السطر، وإنما عليه أن يتذكر أنه إذا ظلمته زوجته مرة، فقد ارتكب ألف جنحة أو جناية بحقها ونجا. وأهم من هذا ألا يخانق زوجته إذا كانت هوايته القفز بالبراشوت، وكانت هي تطوي له البراشوت هذا. لا أعرف رجالاً كثيرين هوايتهم القفز بالمظلة، ولكن أعرف كثيرين يعلقون كل يوم على ما تطبخ الزوجة أو تحرق. وسأل رجل رجلاً آخر مستغرباً: هل قلت انه بعد 20 سنة زواج لا تزال زوجتك تبدو كعروس. ورد الثاني: قلت إنها تطهو كعروس. طبعاً هو لم يتزوجها لمهارتها في الطبخ، وإنما لجمالها، وصحيح أنها لم تعد تبدو جميلة كما كانت في العشرين، غير أنها فازت يوماً بمسابقة جمال في لندن... كان الضباب كثيفاً. اليوم هي لن تفوز بمسابقة جمال ولو كانت المتسابقة الوحيدة، غير أنه ليس فالنتينو عصره، ولم يكن يوماً. وأشعر بأن الانترنت تظلم النساء، لأن أكثر الطرف مصدره رجال، فأحاول في نهاية الصفحة الانتصار لهن، وانصح الزوج ألا ينظر في المرآة، فهو بشع إلى درجة أن القرود في حديقة الحيوان ترمي له الفستق، وهو اصلع إلى درجة أن استطيع قراءة أفكاره. ولو كانت البشاعة ماء لكان شلالات نياغرا. وإذا تذكر ان عنده أصابع أكثر مما عنده أسنان فربما تذكر أيضاً أن يحمل لزوجته في المساء باقة ورد حمراء ويشكرها على البقاء معه