ثمة تقليد غربي هو ان يقطع الانسان على نفسه وعداً او وعوداً في نهاية السنة للالتزام بها في السنة المقبلة. ويزيد التعهد بالامتناع عن التدخين الوعود الاخرى مجتمعة كل سنة. ومن نافلة القول ان غالبية الذين يقطعون على انفسهم هذا العهد تفشل خلال أيام وتعود الى التدخين. وسمعت عن امرأة كانت تحث زوجها باستمرار على التوقف عن التدخين، وعندما فعل في نهاية السنة، اصبح لا يطاق. وبما انها لم تكد تطيقه وهو يدخن، فهي اصبحت ترجوه ان يعود الى التدخين قبل ان ينتهيا بالطلاق. وهي قالت ان زوجها توقف عن التدخين مرة... فقد وجد علبة الثقاب مبتلة. لست اليوم في موضوع وعود نهاية السنة، او التدخين، وإنما في تلك الحرب المستمرة بين الجنسين، فقد توافرت لي خلال فترة الاعياد الغربية مجموعة من الاهانات المتبادلة تستحق التسجيل. غير انني أبدأ بملاحظة نافذة قرأتها خلاصتها انه اذا رأيت امرأة ورجلين في مطعم، وكانت المرأة تحدث واحداً من الرجلين فقط وتركز انظارها عليه، فمعنى ذلك ان قدمها تلعب بقدم الرجل الآخر تحت الطاولة. ولعل هذه الملاحظة، صادقة عن النساء الاجانب، فرأيي الشخصي ان النساء العربيات اكثر اخلاصاً الف مرة من ازواجهن. والرجل - في الشرق والغرب - يبلغ في الستين، في حين ان المرأة تبلغ في الرابعة عشرة. ولعل هذا الرأي وراء لسعة نسائية قاسية سمعتها قبل أيام، فقد قالت امرأة ان الرجل يشبه زجاجة الكولا لأن الاثنين فارغان من الرقبة، فما فوق. ويقابل هذا قول رجل ان زوجته تذكره بحديقة الحيوان، فهي في حجم فيل، وتتكلم مثل ببغاء، وتضحك مثل ضبع، وتمشي مثل بطة، وتشبه حدأة. قال رجل ان زوجته هربت من البيت وهو يستحم. وقيل له انها لا بد انتظرت سنوات حتى سنحت لها هذه الفرصة. في فرصة العيد، وأنا وسط الثلج في سويسرا سمعت رجلاً يقول ان الدنيا برد الى درجة انه يفكر في الزواج. ومشكلة هذا الرجل انه متزوج... ومقصّر، وطموحاته اكثر من قدراته. وهو يذكرني برجل آخر كان حظه سيئاً من زوجتيه، فالأولى تركته، والثانية ترفض ان تتركه. هذا التجاذب عبّر عنه حوار بين رجل وامرأته، فهو يقول لها، هل اهديك عقداً من الألماس؟ وتقول: عندي واحد. ويقول: هل اهديك عقداً من الزمرد؟ وتقول: عندي واحد؟ ويقول: هل اهديك معطفاً من الفرو؟ وتقول: عندي واحد. ويسألها: ماذا تريدين اذاً؟ وتقول: اريد الطلاق. وهو يعلق قائلاً: لم أكن اعرف انني ثري الى هذه الدرجة. والزوجان غربيان، فالمرأة عندهم تحصل على نصف الثروة المشتركة او اكثر عند الطلاق، اما المرأة العربية فتحصل على حريتها وقليل معها. وهي تحصل على القليل خلال الزواج ايضاً، وقد سمعت امرأة تقول: لا شيء زوجي لا يقبل عمله من اجلي... منذ تزوجنا عمل لي "لا شيء". وأعتقد انني انصفت النساء بما يكفي فأتحول الى الرجال، وكنت قرأت عن رجل اوصى بكل ثروته لزوجته شرط ان تتزوج من جديد، وفسّر ذلك بالقول انه يريد ان يضمن ان هناك شخصاً واحداً على الأقل سيحزن على موته. وأعود الى ما بدأت به، فالانسان يعد نفسه بأن يتوقف عن التدخين، ثم تتوتر اعصابه ويتملّكه الغضب. ويجد انه "يدخن" من رأسه. وفي مثل هذا الحال فالتدخين أهوَن من الانقطاع عنه، كما وجدت المرأة التي بدأت بها فزوجها صعب في احسن احواله، ومستحيل عندما ينقطع عن التدخين. وأختتم بشيء ايجابي، فالاتيكيت يقضي الا تغازل ارملة الا بعد عودتها من الجنازة، وبملاحظة عامة هي ان اصعب سنة زواج هي السنة التي أنت فيها.