هذه السطور ليست عن بنيامين نتانياهو، وانما عن الموت الآخر، أو الزواج، ولكن أبدأ برئيس وزراء اسرائيل بعد أن سألتني قارئة هل قابلته. رأيت رئيس وزراء اسرائيل في الأممالمتحدة، وفي المؤتمر الاقتصادي في دافوس، ولم أكلمه بالطبع، وأتمنى لو أقابله وأنا سائق باص وهو يعبر الطريق أمامي، لو فعل لفعصته فعصاً، ودهسته دهساً، ورهسته وهشمته وحطمته وسحقته ومحقته. وأما وقد فككت عقدتي بنتانياهو فإنني أكمل بدنيا الزواج، ونصيحتي لكل قارئ أن من الأفضل له أن يكون الزوج الثاني لأرملة على أن يكون زوجها الأول. وسمعت امرأة قالت انه منذ يوم وفاة زوجها وهي مع المحامين والفواتير وحصر الإرث، وأضافت "أحياناً أتمنى لو أنه لم يمت". وسمعت غيرها تقول ان زوجها مات وترك لها مليون دولار، وهي مشتاقة له الى درجة أنها مستعدة ان تدفع 50 ألف دولار كي يعود. واحدة مات زوجها فدفنته على عمق 30 متراً لأنه في أعماق أعماقه كان رجلاً طيباً. وأبقى مع الموت الآخر، فرجل سأل زوجته هل تتزوج مرة ثانية إذا مات. وفكرت وقالت: ربما نعم. وسألها: هل تبقين ساكنة في بيتنا هذا؟ وقالت: الأرجح نعم. وسألها: هل تعطين زوجك الجديد ثيابي؟ وفكرت وقالت: ربما. وسألها: هل تعطينه عدة الغولف التي أملكها؟ وقالت: لا لأنه أعسر. اليوم نعرف أن نصف الزيجات ينتهي بالطلاق، والسبب أن النصف من الرجال الذي يقول لحبيبته انه مستعد أن يموت من أجلها لا يفعل. وأعرف رجلاً كسولاً الى درجة أن خمسة أيام مضت قبل أن تدرك زوجته انه مات. وكان هناك الذي قال لزوجته: إذا مت لن تجدي رجلاً مثلي. وردت: من قال لك انني سأبحث عن رجل مثلك. وأنتقل الى شيء أخف وطأة من الموت وذكره، فقد قرأت رسالة من شاب الى شابة قال فيها: أشعر بحزن كبير في غيابك. أشعر بوحدة، بوحشة، بحرقة. لا استطيع أن أعيش من دونك. آسف لأنني فسخت خطبتنا. ارجوك، اقبل يديك أن تعودي إليّ. ملاحظة: اهنئك على فوزك بالجائزة الكبرى في اليانصيب. وفاخرت امرأة يوماً بأن زوجها لا يشرب أو يلعب الميسر أو يسهر مع أصدقائه أو يطارد النساء. وسئلت عن سر ذلك فقالت انه مصاب بشلل نصفي. ومقابل هذه الزوجة السعيدة هناك امرأة شكت من أن زوجها يعذبها باستمرار حتى انها خسرت كثيراً من وزنها. وسئلت لماذا لا تتركه، فقالت: انتظر أن أصل الى 55 كيلوغراماً. غير أنني أعرف امرأة تنهدت يوماً وقالت: لا أريد تخسيس وزني، بل مجرد إعادة توزيعه. وهي تذكرني برجل قال انه عندما تزوج كانت زوجته تزن 50 كيلوغراماً، وهي الآن تزن مئة كيلوغرام. وأضاف ان هذا هو الاستثمار الوحيد الذي استطاع ان يضاعفه. والوزن، من مختلف الأحجام، يذكرني بالذي قال عن زوجته: الحقيبة من ايطاليا والفستان من فرنسا والحذاء من اسبانيا... والقوام من المطبخ. وسمعت عن امرأة وجدت عند زوجها سكرتيرة حسناء جداً فطردتها، وقيل لها انه كان يجب أن تعطيها فرصة، فقالت انها لم ترد أن تعطي زوجها فرصة. وربما هي كانت المرأة نفسها التي قالت لزوجها: جارنا يقبل زوجته كل يوم عندما يترك البيت في الصباح، لماذا لا تفعل مثله؟ ورد: كيف أفعل وأنا لا أكاد أعرفها. وارجو ألا أكون أغضبت النساء في القصص السابقة، فأكثرها على حساب الرجال، وغضب النساء لا طاقة لي به فأنا أحب من النساء نوعين: المحلي والمستورد. واختتم بملاحظة عامة، فكل أم تريد أن تحصل ابنتها على زوج أفضل مما حصلت عليه هي، وأن يحصل ابنها على زوجة كالتي حصل عليها أبوه .