واصلت الكرة السعودية تقديم مواهبها الشابة الواعدة ونماذجها المضيئة الصاعدة التي لفتت الأنظار وأبهرت الجميع وسحبت بساط التألق والنجومية من بقية اللاعبين في الفترات الأخيرة، واستحقت عبارات الثناء والإطراء والإعجاب بفعل المستويات الأدائية الراقية والمهارات الفنية الرائعة والفكر الكروي المميز والروح المعنوية العالية والإرادة القوية والعزيمة والإصرار على إثبات الذات وفرض الوجود على خريطة الفريق واحتلال مكان ثابت في القائمة الأساسية بين كوكبة النجوم اللامعة التي تمثل الفريق من سنوات طويلة. آخر الصيحات الشبابية المبهرة التي أذهلت النقاد والمحللين والرياضيين في الاستحقاقات الكروية السعودية موهبة لاعب متوسط الميدان في فريق الهلال المبدع أحمد الفريدي، الذي أكد من خلال لقاءين فقط أمام الشباب والاتفاق في مسابقة كأس ولي العهد أنه مشروع لاعب كبيرة وموهبة حقيقية ستعيد ذكريات الزمن الماضي الجميل وستكون امتداداً فعلياً لجيل العمالقة الأفذاذ الذي سطروا ملاحم الذهب وحفروا أسماءهم في قلوب وأذهان الجماهير الرياضية السعودية على مختلف انتماءاتها وميولها وألوانها في الأعوام الماضية. وجاءت انطلاقة النجم الموهوب أحمد الفريدي ذو ال 21 ربيعاً من حواري وأحياء المدينةالمنورة، فهو من مواليد 1408ه ومارس معشوقته لعبة كرة القدم منذ الصغر وكان مميزاً في أدائه ولمساته ومهاراته في دورات الأحياء، وشاهده أحد كشافي فريق الأنصار وعرض عليه التسجيل في كشوفات النادي من خلال فئة الناشئين فوافق الفريدي سريعاً لرغبته في صقل موهبته وتطوير إمكاناته الفنية وقدراته البدنية ومن يومها وضع اللاعب لبنته الأولى في طريق الإبداع والتألق والنجومية. انضم الفريدي بعد وقت قصير إلى المنتخب السعودي لدرجة الناشئين وأسهم معه في تحقيق بطولة كأس الخليج التي أقيمت في الرياض، وبرز بشكل لافت للأنظار مع مهاجم الهلال الحالي أحمد الصويلح، ما جعل المتابعين يتنبأون له بمستقبل باهر في عالم المستديرة، وتحركت الأندية السعودية الكبيرة في مفاوضة اللاعب وناديه الأنصار لمحاولة ضمه إلى صفوفها وكسب الصفقة الكروية الناجحة بكل المقاييس. ونجح نادي الهلال في الظفر بصفقة الفريدي بدعم من باني مدرسته ومؤسس قاعدته نائب رئيس أعضاء الشرف الأمير بندر بن محمد، وذلك في مقابل 350 ألف ريال، منها 300 ألف لنادي الأنصار و50 ألف ريال للاعب مع تأمين السكن والسيارة، وتم التوقيع رسمياً والانتقال نهائياً في 30-6-2004، ليبدأ الفريدي صفحة جديدة هي الأهم والأبرز والأميز في ملف حياته الرياضية. وتواصلت رحلة الإبداع والتألق والتوهج لابن المدينةالمنورة مع"زعيم الأندية السعودية"ولعب مع شباب"الأزرق"في الموسم الأول وقدم معه مستويات فنية مميزة جعلت مسيري النادي يسارعون إلى إرساله مع زميله اللاعب عبدالعزيز الكلثم إلى البرازيل للالتحاق بأكاديمية نادي باوليستا البرازيلي لمدة شهرين لتنمية مهاراتهما وصقل موهبتيهما، وبالفعل استفاد الثنائي وتعلّما فنون الكرة من أبناء"السامبا"وعادا إلى الرياض بمخزون مهاري وأدائي من طراز رفيع. والتحق الفريدي بصفوف"الأخضر الشباب"وشارك معه في بعض الاستحقاقات الكروية ومنها نهائيات كأس آسيا التي أقيمت في الهند، ثم انضم إلى المنتخب الأولمبي وهناك فجّر موهبته وإبداعاته الكروية خصوصاً في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى أولمبياد بكين ثم كأس الخليج الأولى التي أقيمت في الرياض وحققها السعوديون عن جدارة واستحقاق. وخطف النجم اللامع أحمد الفريدي الأضواء والنجومية في الأدوار النهائية من مسابقة كأس ولي العهد بعدما شارك في لقاء الإياب أمام الشباب في الدور نصف النهائي بديلاً عن الموقوف طارق التايب، وقدم أداء مبهراً وعطاءاً مقنعاً دفاعاً وهجوماً لدرجة أن الجماهير الهلالية لم تشعر خلال اللقاء بغياب"البرنس"الليبي، وقرر المدرب الروماني كوزمين أولاريو استمرار مشاركة الوجه الجديد على الخريطة الهلالية في لقاء النهائي أمام الاتفاق، فكان اللاعب من نجوم النهائي ومن اللاعبين الذين أسهموا بشكل كبير في تحقيق"الأزرق"للقبه الغالي. ويتمتع الفتى الهلالي أحمد الفريدي بموهبة كروية من أعلى طراز، ويمتلك مواصفات النجم الحقيقي ومقومات اللاعب العصري من فكر كروي وحس مهاري وذكاء ودهاء في أرض الميدان ولياقة بدنية عالية، وهو من أمهر اللاعبين الذين يجيدون فن المراوغة وجندلة المدافعين وإرباك الفرق المنافسة، ويشبه أداؤه كثيراً طابع اللاعب الأوروبي، وهو مكسب كبير للهلال وللكرة السعودية التي قدمته إلى عالم التألق والإبداع والنجومية من خلال المنتخبات الوطنية في الاستحقاقات الخارجية الماضية. وجاء اختيار اللاعب لقائمة المنتخب الاول منصفاً لقدراته كلاعب شاب يستحق الكثير من الاهتمام من البرازيلي آنغوس الذي يراهن على اختياره للفريدي، كونه الأبرز من اللاعبين الشباب حالياً في الاستحقاقات السعودية.