لم يجد صالح المحمد فرصة للحديث عن سوق الأسهم السعودية ل"الحياة"إلا بعد منتصف الليل. فهو لا يبرح غرفته التي خصصها للتعامل مع الأسهم عبر الإنترنت، ولا يجد فرصة للحديث بعيداً من الأسهم إلا بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً. فصالح يقضي يومه إما على شاشة الكومبيوتر، أو الحديث مع الأصدقاء عن الأسهم، ويعلق صالح قائلاً:"أقضي أكثر من 70 في المئة من يومي مع عالم الأسهم، وحتى في منامي تجتاحني أشباح الأسهم". ولا يبتعد إبراهيم النافع عن صالح في قضاء يومه مع الأسهم، ووصف يومه قائلاً:"أصحو من نومي التاسعة صباحاً، لمتابعة أهم تعليقات منتديات الإنترنت قبل افتتاح السوق، وعند العاشرة تبدأ معركتي الكبرى مع التداول عبر الإنترنت، ولا أغفل عنها طرفة عين، حتى يقفل السوق أبوابه عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، لأعود بعد إقفال السوق أتابع أبرز التحليلات في المنتديات والفضائيات لمدة لا تقل عن ساعة ونصف الساعة، وأنام بعدها ساعة واحدة". ويردف إبراهيم في حديثه عن يومه:"في فترة العصر تعود معركتي من جديد، حتى إقفال أبواب السوق آخر اليوم، ووقت المغرب أقضيه بالكامل في متابعة إيجابيات السوق وسلبياتها وأبرز كتاب المنتديات بعد إقفال السوق". ويشير إلى أنه عند الذهاب للأصدقاء، لا يملكون من الحديث إلا عن سوق الأسهم، من الساعة العاشرة إلى الثانية عشرة، وعند الساعة الواحدة ليلاً يكون موعد النوم استعداداً للقيام لسوق جديدة في الساعة التاسعة صباحاً"، على حد قوله. أما فهد عبدالله فيقول:"أنشغل كثيراً بمتابعة الأسهم في غرفة خصصتها في منزلي للتعامل مع الأسهم عبر الإنترنت، لدرجة أنني لا أهتم للمكالمات الواردة على هاتفي وقت التداول، ولا أستطيع الإجابة عليها، حتى حين أريد أخذ رشفة من فنجان الشاي، أجده صار بارداً، بسبب إهمالي له طوال متابعتي للأسهم"، مشيراً إلى أن"هذه الحال تحدث معه يومياً. ويضيف:"زوجتي صارت تشتكي كثيراً من متابعتي للأسهم وإهمالها، وتصفني بالمهووس". وتقول أم عبدالله:"ابنتي رناد في السابعة من عمرها، وتعرف أن اللون الأخضر مفيد لوالدها". ومضت تقول:"رناد الطفلة الصغيرة صارت تعرف شريط الأسهم الذي يمر أسفل شاشات الفضائيات، وفي إحدى المرات اتصلت بوالدها لتخبره بأن إحدى الشركات تحول لونها للأخضر، لأنها تعرف أن والدها اشترى أسهماً فيها". وألمحت أم عبدالله، إلى أن"وضع زوجها مقلق بالنسبة إليها، إذ إنه لا يلقي بالاً لهم طوال متابعة الأسهم، وقد يلغي مواعيد مهمة للأسرة بسبب متابعة الأسهم". وبتذمر شديد تصف أم فيصل زوجها بأنه ينقطع كثيراً عن اجتماعات الأسرة داخل المنزل وقت الغذاء والراحة، إذ إنه أعد غرفة خاصة به في المنزل، وصار جلوسه فيها يمتد لأكثر من 8 ساعات يومياً، يقضيها في التعامل مع الأسهم وأخبارها. وأردفت قائلة:"زوجي مصاب بإدمان هروين الأسهم". وتضيف وهي تدعو:"أخذ الله الأسهم وبلاويها".