دعا رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية الفلسطينيين في الضفة الغربية الى إطلاق انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي ثأراً لقرار الحكومة الإسرائيلية ضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية وقبر راحيل مسجد بلال بن رباح في بيت لحم الى التراث اليهودي. واعتبر هنية أن"كلمات الاستنكار والشجب لا تكفي في مواجهة هذه القرارات الإسرائيلية الجائرة التي تهدف الى ضرب مقومات الصمود الفكري والشرعي لشعبنا". وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت خلال جلستها الأسبوعية الأحد ضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم المحتلتين إلى المواقع التراثية التاريخية الإسرائيلية. وقال هنية إن"القرار يحتاج الى رد عملي في الضفة الغربية بأن ينتفض الشعب في وجه الاحتلال وأن يكسر كل قيد في مواجهته". وأضاف أن"القرار يحتاج إلى رد فلسطيني واضح محدد يتمثل بالإفراج عن جميع المعتقلين في سجون أجهزة الأمن في الضفة الغربية، وعدم إبقاء أي سجين بسبب انتمائه السياسي واقتنائه سلاح المقاومة وتمسكه بالثوابت". وطالب"بوقف المفاوضات والتعامل الأمني وهو الأخطر، لأنهم يتكلمون عن مفاوضات متوقفة، لكنهم لا يتحدثون عن اتصالات أمنية مستمرة، حتى في ظل جمود المفاوضات السياسية". ودعا هنية خلال اعتصام نظمه المجلس التشريعي في مقره في مدينة غزة أمس، احتجاجاً على القرار الإسرائيلي إلى"مصالحة فلسطينية حقيقية قائمة على أساس التمسك بالحقوق والحق في مقاومة الاحتلال من دون قيد أو شرط". وأشار الى أن القرار بضم المسجدين"جاء في وقت يتم فيه الحديث عن العودة الى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وبالتزامن مع جريمة اغتيال القائد محمود المبحوح في دبي". وطالب الأمتين العربية والإسلامية"بالرد على هذا القرار وعلى ما يتعرض له الأقصى والقدس بنهضة عربية صادقة في تبني مشروع المقاومة وعدم الالتفاف عليه والتآمر ضده". ورأى أن"الرد العربي يجب ألّا يقتصر على التنديد، بل بخطوة عملية تقوم على أساس كسر الحصار عن غزة وفتح المعابر وأن تبقى غزة حرة متواصلة مع محيطها، بعملية أحادية الجانب وبقرار عربي مستقل". واعتبر أن هذه"المرحلة مرحلة قرارات، ونأمل من القمة العربية التي ستعقد في ليبيا الشهر المقبل في أن تتخذ قرارات عملية ترقى الى مستوى التحديات التي تمر بها القضية"الفلسطينية. وفي هذا السياق، دانت سورية"بشدة"قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية إدراج الحرم الإبراهيمي ومحيط مسجد بن رباح مسجد قبر راحيل على قائمة المواقع الأثرية في إسرائيل، معتبرة القرار"خرقاً سافراً للقانون الدولي في مهام الاحتلال وواجباته". وأعلن مصدر في وزارة الخارجية في بيان أن سورية"تدين بشدة هذا العدوان على المقدسات والتراث"، مطالبة"المجتمع الدولي بما فيه الأممالمتحدة ومنظماتها المتخصصة برفض هذا الإعلان وإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي". واعتبر المصدر أن إعلان إسرائيل ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل وقبر راحيل في بيت لحم إجراء"يشكل خرقاً سافراً للقانون الدولي في مهام وواجبات سلطات الاحتلال وهو استمرار لنهج الاحتلال الإسرائيلي في تهويد الأراضي المحتلة". نشر في العدد: 17127 ت.م: 24-02-2010 ص: 16 ط: الرياض