بدأ المجلس النيابي اللبناني مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة في أجواء نيابية هادئة مساء أمس، قطعها أول المتكلمين في الجلسة زعيم"التيار الوطني الحر"النائب ميشال عون بحملة على رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط، فطلب رئيس البرلمان نبيه بري شطب كلامه من محضر الجلسة. راجع ص 5 وانطلقت الجلسة النيابية التي ينتظر أن تستمر بضعة أيام مع نقل تلفزيوني مباشر لوقائعها، بالتزامن مع كثافة التحضيرات لعقد القمة اللبنانية ? السورية الأربعاء المقبل في دمشق، إذ التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان رئيس الحكومة بعد ظهر أمس للبحث في ملف العلاقات مع دمشق. وحرص الرئيس سليمان خلال اليومين الماضيين على تدوين ملاحظات استمع اليها من بعض الوزراء والنواب، تتعلق بالاتفاقات المعقودة بين البلدين وبمخالفة السلطات السورية لبعضها. وتزامنت عودة الروح الى مؤسسة مجلس النواب بعد غياب استمر زهاء السنتين، مع تسارع البحث بين الرئيس سليمان وبين بعض الجهات المعنية بقرارات مستقبلية يفترض بالحكومة أن تتخذها، ومنها التعيينات الأمنية، التي ستطرح على مجلس الوزراء، وفي طليعتها تعيين قائد جديد للجيش بعد انتخاب سليمان رئيساً. وتناولت الاتصالات الموقف من أسماء ضباط كبار مرشحين أخذت لائحتهم تتقلص الى أقصى الحدود. وكانت الجلسة بدأت بإشارة من بري الى أن يوم أمس 8-8-2008 هو عرس لبنان بفعل عودة المؤسسات و"عقبال 14 و8 آذار"، ثم تلا السنيورة البيان الوزاري 48 صفحة. وطلب بري نظراً الى طول البيان بالاكتفاء بالمقدمة السياسية وتلاوة عناوين ما تبقى. وأعقب السنيورة عون الذي تناول الموضوع الرئيس الذي استغرق نقاشه 3 أسابيع في لجنة صوغ البيان الوزاري والذي انتهى الى صيغة التسوية عن"حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير أو استرجاع الأرض المحتلة..."، وقال عون:"إسرائيل تعتبر أن حكومة الوحدة الوطنية في لبنان مسؤولة عن أي عمل مسلح حتى التعرض لطائراتها ضمن الأراضي اللبنانية تعتبره اعتداءً عليها، إذاً علينا إما الاستسلام للتهويلات الإسرائيلية أو المقاومة". وأضاف:"كنت أتمنى عدم ذكر شعب وجيش ومقاومة لأننا نظهر مجزأين في حين أن للعناصر الثلاثة هوية واحدة تتكامل ونأمل خلال بحث استراتيجية الدفاع بأن نتناول المقاومة كأسلوب فكل لبناني له الحق بالمقاومة". وتحفظ عون عما ذكره البيان الوزاري عن"استرجاع"مزارع شبعا"لأننا بصدد تحرير ولا يجب أن نطالب بوضع هذه الأرض تحت الوصاية الدولية ويجب أن نطالب بتحرير الأرض والوصاية يجب أن تكون لفترة قصيرة إذا كانت ضرورة". وتحدث عون عن القضية الفلسطينية، مطالباً"كل الدول التي ساهمت بتهجير الفلسطينيين بتحمل مسؤولياتها وأن تعطي الفلسطيني حق الدخول إليها والعمل فيها وأميركا على رأس هذا الدول". وتابع:"أقول ذلك لئلا يفسر موقفنا خطأ. النائب وليد جنبلاط قال إننا نريد ترحيل الفلسطينيين. غير صحيح، ومن يتحمل المسؤولية هي الدول التي هجرتهم وتمنعهم من التجول". وحاول الوزير وائل أبو فاعور الرد على عون، فمنعه بري قائلاً لعون:"جنرال، الاتهامات للزملاء تشطب من المحضر. الاتهامات في الخارج أما هنا فلا". فرد عون:"إذاً سننشئ حلبة مصارعة في الخارج". وطالب الدول العربية بمنح لبنان 15 بليون دولار من دون فائدة، والسماح لمليون فلسطيني العمل في الخليج. وتحدث عن قضية المفقودين انطلاقاً من قضية الإمام موسى الصدر، ثم تناول موضوع التجنيس و"المأساة البيئية". ثم تحدث نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري تيار المستقبل، فسجل ملاحظات على البيان الوزاري على رغم اعتباره أنه شكل"خطوة متقدمة" أبرزها ما يتعلق ببند المقاومة اذ"ترك البيان ثغرة يمكن أن تتسلل منه الدولة الفرعية"، ورأى أن"البيان لا ينهي أزمة الثقة بين اللبنانيين الناجمة عن السلاح الفئوي". وحذّر النائب محمد قباني من"تفاقم المذهبية والطائفية في لبنان"، فيما تحدث النائب روبير غانم عن الأزمات المتعددة التي يعيشها لبنان ومنها المذهبية والطائفية، وطالب بتصحيح العلاقة اللبنانية ? السورية وبإنهاء الجزر الأمنية في لبنان. وتغيب عن الجلسة التي استمرت حتى ساعة متقدمة ليلاً زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري الموجود في الخارج والنائب جنبلاط.