تعهد افراد قبيلة باكستانية من البشتون امس، تشكيل ميليشيا بهدف إجبار المقاتلين الاجانب الذين لهم صلة بتنظيم "القاعدة" على الخروج من اراضيهم على الحدود الافغانية. جاء ذلك بعد محاولة قوات الامن الباكستانية على مدى سنوات ومن دون نجاح، تطهير الحزام القبلي الحدودي من المقاتلين الاجانب الذين تنسب اليهم مسؤولية شن هجمات على القوات الاجنبية في افغانستان والهجمات التي تشن داخل باكستان. واتخذ افراد القبيلة في وزيرستان قرارهم امس، بعد اربعة ايام من مهاجمة مسلحين يعتقد انهم من الاوزبك مكتبين تابعين لحركة سلام ترعاها الحكومة في اقليم جنوب وزيرستان وقتلوا ثمانية من افراد القبيلة. وقال أحد شيوخ القبيلة امام حشد في وانا وهي البلدة الرئيسة في الاقليم:"سيتم تجميع 600 شخص غداً"في قوة ميليشيا. وقال ان افراد القبيلة الذين يؤون الاجانب يجب ان يسلموهم الآن. وأضاف ان"قوة الميليشيا ستعرض خيارين على الذين يؤون الاجانب: اما الكف عن ايوائهم والعودة الى قبيلتهم أو مواجهة طرد اسرهم من المنطقة". وفرّ آلاف المتشددين الاجانب وبينهم عرب وشيشان وأوزبك الى الاراضي القبلية التي تتمتع بشبه حكم ذاتي في باكستان، بعدما اطاحت قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة حكم"طالبان"في افغانستان عام 2001. وقدمت قبائل البشتون التي تعيش على جانبي الحدود الافغانية والباكستانية المأوى للمتشددين. ويعتقد ان زعيم تنظيم"القاعدة"اسامة بن لادن يختبئ في مكان ما على الحدود التي تمتد 2500 كيلومتر. وبدأت العلاقات بين بعض افراد القبائل وضيوفهم الاجانب في التفكك العام الماضي، عندما انقلب رجال القبائل بدعم من الجيش الباكستاني على المتشددين الاجانب لدى محاولتهم قتل أحد شيوخ القبائل. وقتل نحو 300 مقاتل اجنبي وما يصل الى 40 مقاتلاً من القبائل الباكستانية في الاشتباكات التي اندلعت بعد ذلك واستمرت اياماً عدة. وقال مسؤولو امن اميركيون ان مقاتلي"القاعدة"تمكنوا من اعادة تجميع صفوفهم في مناطق في اراضي القبائل الباكستانية.