طالب رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بأن"يستعيد المجلس النيابي دوره عملاً بمقولة رئيسه نبيه بري إن المجلس سيد نفسه"، تاركاً للمجلس أن يقرر سحب ثقته من حكومته أو تأكيدها وفي كلا الحالين"هذا عمل جيد وديموقراطي ودستوري". وقال السنيورة رداً على أسئلة الصحافيين في السراي الكبيرة أمس، عن اقفال أبواب المجلس للأسبوع الثالث:"لا بد من أن تستعيد مؤسساتنا الدستورية القدرة على العمل، وبغض النظر عن أي اعتبار، يجب أن نستعيد الكلمة التي كان دائماً يرددها رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن المجلس سيد نفسه وهو صاحب القرار، والهيئة العامة هي التي تقرر، ويجب أن نعيد للمجلس قدرة اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً قد يسحب الثقة من الحكومة، وهذا عمل جيد وديموقراطي ودستوري، وقد يؤكد ثقته بالحكومة وهذا أيضاً عمل جيد وجوهر العمل الديموقراطي". وربط السنيورة نتائج مؤتمر"باريس ? 3"بعودة المجلس النيابي الى عقد جلسات"لأن ما تعهدت به الحكومة هو مشاريع قوانين بعضها أحيل على المجلس وبعضها ضمن موازنة عام 2006 المحالة على المجلس أيضاً وبعضها مشاريع قوانين تجرى إحالتها أيضاً، لذلك لا بد من إعادة العمل إلى المجلس ليقر هذه القوانين التي تمكننا من الإفادة مما تعهدت به الدول الشقيقة والصديقة في باريس ? 3". واعتبر أن الحوار بين بري ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري"يجب أن يستأنف وأن يعطى كل الحظوظ، وليس الأمر يمكن أو لا يمكن. علينا أن ندرك أن ليس هناك حلول لأي أمر سوى من خلال الحوار، كلنا يعلم أن الحكومات التي تقوم على الوحدة الوطنية موجودة في كل الدول لكن لا تجتمع المعارضة والموالاة من دون هدف، بل على برنامج عمل وخطة تحسم السياسات التي ستلتزم الحكومة بها". وأشار الى أن"هناك أموراً عدة تعهدنا بها وقلنا إننا نوافق عليها بالإجماع لكن عندما نقترب من التنفيذ نجد أن هناك من لا ينفذ". وعن انتقاد بري له غير مرة بينما يدعو هو الى الحوار، قال السنيورة:"أنا أسمع ثم أبقي الأمور المفيدة، أما ما هو غير مفيد فأنساه". وعن مطالبة المعارضة بتطمينات محددة في موضوع المحكمة تتعلق بوضعية"حزب الله"، قال:"أنا لم أسمع من أحد أي شيء، ليتقدموا ويعلنوا هواجسهم. قلنا مئات المرات وما زلنا نقول، نحن نريد أن نستمع إلى هواجس الجميع ونطمئنهم"، آملاً بأن تنشأ اللجنة السداسية لدرس مشروع المحكمة"ونحن حاضرون لها، لكن اللجنة مرتبطة بالموافقة على مطلب المعارضة حكومة 19+11، أما نحن فنوافق على اللجنة وقلنا ان هذه هي الطريق الصحيح". وقال:"يبدو من البداية أن ما تقوم به المعارضة هو تسييس للمحكمة، وبعبارة أخرى نصل إلى أن من لا يريد المحكمة يضع مئات العراقيل في وجهها". وأضاف السنيورة:"الحكومة والموالاة أقدمتا على التنازل منذ البداية حين قالتا انهما حاضرتان لتأليف حكومة على أساس 19+10+1، إضافة الى أن المبادرة العربية مبنية على التوازن، الموالاة تتخلى عن القدرة على الفرض، والمعارضة تتخلى عن القدرة على التعطيل، وبالتالي الموالاة قطعت شوطاً بعيداً جداً في هذا الشأن وبالتالي المطلوب من الأخوة في المعارضة العودة إلى الحوار وتقدير هذا الجهد الذي بذل من الموالاة". وتعليقاً على زيارة رئيسة الكونغرس الأميركي نانسي بيلوسي دمشق، قال:"هذه الخطوة ليس لنا دور فيها ولا علاقة لنا فيه ولا يغضبنا ولا يرضينا. ما يهمنا أن يدرك الجميع أن اللبنانيين حريصون على استقلالهم وسيادتهم وعلى علاقات جيدة جداً مع سورية مبنية على احترام متبادل في ما بيننا. لبنان لا يحكم ضد سورية ولا يحكم من سورية"، مؤكداً"أننا نؤيد كل مسعى يوصل إلى توافق بين بلدين عربيين، وكنا من أشد المرحبين بالتواصل بين المملكة العربية السعودية وسورية". ونفى السنيورة أن يكون تسلم من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون صوراً عن تهريب سلاح الى لبنان، مشيراً الى أن"هناك كلاماً كبيراً في هذا الشأن بينما لم يعثر الجيش اللبناني على أي عملية تهريب عبر الحدود".