التقى النائب العام التمييزي في لبنان القاضي سعيد ميرزا امس، رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري القاضي سيرج براميرتز والوفد المساعد، في حضور المحامية العامة التمييزية القاضية جوسلين تابت وقاضي التحقيق العدلي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي صقر صقر الذي انتقل إليه ملف القضية من القاضي الياس عيد، وجرى خلال اللقاء التعارف بين براميرتز وفريقه وبين القاضي صقر وتبادل الفريقان المعلومات والمستندات. الى ذلك، تقدم المحامي أكرم عازوري الوكيل القانوني للموقوف في جريمة اغتيال الحريري اللواء الركن جميل السيد بمذكرة خطية باسم موكله، إلى كل من وزير العدل شارل رزق والقاضي ميرزا، تعقيباً على الندوة الإعلامية الأخيرة لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا ميشال،"حملتهما المسوؤلية الكاملة عن ارتكاب مخالفات جسيمة تتناقض مع مواقف الأممالمتحدة ومع القرار 1595 والقانون الدولي واللبناني، ما سمح بالاستمرار باعتقاله السياسي منذ سنتين إلى اليوم". واستندت المذكرة إلى"الموقف الرسمي لميشال والذي قال فيه ان مسؤولية البت بهذا الاعتقال تقع حصرياً على عاتق السلطات اللبنانية، وأن لا علاقة مطلقاً للأمم المتحدة ولجنة التحقيق الدولية والمدعي العام الدولي والمحكمة الدولية بهذه المسألة، في حين أن المواقف العلنية لوزير العدل كانت تصر على عدم صلاحية القضاء اللبناني للبت في الاعتقال، وفي حين أن ضغوط وتصرفات مدعي عام التمييز كانت تهدف دائماً إلى المماطلة بالاعتقال السياسي تمهيداً لرمي ملف التحقيق باتجاه المحكمة الدولية". وحملت المذكرة"وزير العدل ومدعي عام التمييز كامل المسؤولية الشخصية والقانونية في الإستمرار بإعتقال اللواء السيد السياسي". رزق: المطلوب رئيس يلتزم المحكمة وكان الوزير رزق أكد في مقابلة مع وكالة"رويترز"ان"المحكمة الدولية التي ستحاكم المشتبه بتورطهم في اغتيال الحريري ستمضي في عملها حتى إذا فشل لبنان في انتخاب رئيس جديد". وقال:"لا أحد يستطيع وقف الآلة. لا يمكن إيقافها حتى إذا حدث أسوأ سيناريو فهو يمكن ان يعطل أو يؤخر عمل المحكمة. لكنه لن يوقفها أبداً". وحذر رزق من مجيء رئيس دولة جديد غير ملتزم بمهمة المحكمة. وقال:" في اعتقادي انه إذا اختير شخص للرئاسة اعتقد بأنه يجب ألا نختار رئيساً غير ملتزم بالمحكمة لأنني واثق بأن هذا الرئيس لن يبقى طويلاً". الجميل: أمور أكثر من غامضة وكان رزق والقاضي ميرزا والمحقق العسكري في جريمة اغتيال الوزير والنائب الشهيد بيار الجميل القاضي عدنان بلبل، بحثوا مع الرئيس أمين الجميل امس، ما توصل اليه التحقيق في جريمة إغتيال الوزير الجميل. واوضح رزق في تصريح ان"المحققين ارادوا الطلب من الرئيس الجميل إذا كانت لديه أي معلومات كل ذلك ضمن سرية التحقيق الذي هو ضمانة نجاح هذا التحقيق". وعما اذا كانت هناك معلومات تدل على الجهة التي ارتكبت جريمتي اغتيال الشهيدين بيار الجميل وأنطوان غانم، اكتفى رزق بالقول:"كل ما أستطيع قوله أن هناك خطوطاً ولن أقول خيوطاً، يدرسها المحققون وقد تؤدي الى نتيجة. وحتى لو لم تؤد الى نتائج الآن، فهم مستمرون على قدم وساق، ونحن نتوجه الى جميع اللبنانيين والى كل الرأي العام الذي لديه أي معلومة أو اي تفاصيل أو أي إشارة يمكن أن تفيد التحقيق، فمن واجبه اللبناني ومن واجبه الإنساني أن يعطي ويبلغ الجهات القضائية بذلك". اما الجميل فقال انه لم يطمئن"بالكامل لغاية الآن، أكيد أنا مطمئن الى اهتمام القضاء بالقضية والمثابرة والتقنية التي يظهرها لكشف الحقيقة، إنما كي لا نعطي آمالاً واهية، فلغاية اليوم لست مطمئناً الى النتيجة، وما زالت الأخبار هي بداية البداية ولست أدري إذا كانت البداية توصل الى مكان. هناك أمور أكثر من غامضة تجعل كل الاحتمالات مطروحة". واشار الجميل الى انه كان التقى رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي سيرج براميرتز،"والتقيت اليوم معالي الوزير والمحقق واستخلصت النتيجة أننا لا نزال في بداية الطريق حتى لا نعطي آمالاً واهية للناس". وعن مسار التحقيق، قال:"لم تتكون عناصر يمكنني أن أبني عليها اطمئناناً معيناً".