فيما تواصلت جهود أجهزة الأمن المصرية لمطاردة أصوليين أعضاء في تنظيم"التوحيد والجهاد"يُعتقد أنهم كانوا وراء التفجيرات التي ضربت سيناء أخيراً، شدد رئيس الحكومة المصري الدكتور أحمد نظيف على أهمية العمل في إطار دولي لمواجهة ظاهرة الإرهاب، مرجحاً ان عمليات التفجير في دهب انتحارية. وقال إن الشكل العام للتفجيرات يؤكد بوجود انتحاريين"حيث كانت هناك أشلاء جثث، وهذا يعني ان هناك انفجارات حدثت في هذه الجثث، ولهذا فإنه من المرجح أن تكون تمت بهذا الشكل". لكن نظيف فضل عدم استباق الاحداث، موضحاً أن العمليات تمت بواسطة اشخاص يحملون قنابل صغيرة و"للأسف الشديد فإنها حصدت العديد من الأرواح لأنها كانت في منطقة مزدحمة". وأوضح أنه لا يوجد حتى الآن ما يدل على علاقة للمنفذين بتنظيمات خارجية. ولاحظ نظيف وجود اختلافات في نمط التفجيرات التي وقعت في طابا وشرم الشيخ والتي نفذت بواسطة أنواع ثقيلة من المتفجرات وبين التفجيرات الأخيرة، معتبراً أن الاجراءات الأمنية التي اتخذت عقب حوادث طابا وشرم الشيخ حالت دون وقوع تفجيرات مماثلة بالطريقة ذاتها مرة أخرى، بينما الحوادث التي وقعت أخيراً نفذت من خلال حمل بعض الافراد المحليين لكميات ضئيلة من المتفجرات. وأرجع نظيف وقوع هذا العدد من الضحايا والتدمير الى وقوع التفجيرات في شارع صغير مزدحم للغاية، مشيراً الى أن منفذي التفجيرات قاموا بتفجير أنفسهم في ثلاث مناطق مختلفة تقع في محيط مئة متر فقط. وحاصرت الشرطة في سيناء مغارات تقع في قلب الصحراء يعتقد أن بعض أعضاء تنظيم"التوحيد والجهاد"يختبئ فيها. وقالت مصادر مطلعة ان أجهزة الأمن القت القبض على مشتبه في تورطهم في التخطيط والتجهيز للتفجيرات وتجري معهم تحقيقات بغرض الوقوف على أسماء رفاق لهم. في غضون ذلك، قررت نيابة أمن الدولة العليا مساء أول من أمس حبس صحافيين و14 آخرين من ناشطي حركة"كفاية"، في وقت أطلقت النيابة مدير مكتب قناة"الجزيرة"في القاهرة حسين عبدالغني بكفالة مالية قدرها عشرة آلاف جنيه بعدما وجهت اليه تهمة بث معلومات دعائية مثيرة من شأنها تكدير السلم والأمن العام. وكانت السلطات قبضت على عبدالغني الأربعاء في أثناء وجوده في مدينة دهب حيث كان يغطي الأحداث هناك، ونقلته الى القاهرة حيث خضع للتحقيق. وقال المحامي منتصر الزيات الذي حضر وقائع التحقيق إن جلسة التحقيق مع عبدالغني جرت في حضور نقيب الصحافيين السيد جلال عارف وأعضاء في مجلس النقابة، وان رئيس النيابة أشرف العشماوي سأل حسين عبدالغني عن مصدر خبر كانت"الجزيرة"بثته الأربعاء عن انفجار وهجوم استهدف مكمناً للشرطة في بلبيس في محافظة الشرقية، فرفض عبدالغني الافصاح عن مصدره موضحاً أن شبكة من المراسلين يغطون للقناة مختلف المحافظات وأن أهالي وشهوداً يتصلون به عادة ليبلغوه عن أحداث تقع وتفاصيلها، فسأله المحقق عما إذا كان أمد المركز الرئيسي للقناة في الدوحة بالخبر أم انهم طلبوه منه، فأوضح ان"الجزيرة"تبث فترات حية ومفتوحة للأحداث إذا كانت متلاحقة، كما حدث منذ وقوع تفجيرات دهب الاثنين وأن الحوار الذي جرى بينه وبين المذيع في الاستديو الرئيسي أمر يتكرر في كل مرة يقع فيها حدث مهم في مصر.