أعلن قائد القوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان إيساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو الجنرال ديفيد ريتشاردز أمس، أن عدد عناصر"إيساف"لا يكفي لتحقيق النصر خلال الشهور الستة التالية. وقال الجنرال ريتشاردز من كابول لصحيفة"فايننشال تايمز":"سنركز على مواصلة التحسينات التي تضمن استمرار الأفغان في الوثوق بنا وبحكومتهم. ونحن نسلك الطريق الصحيح في هذا الإطار بعدما تراجع مستوى العنف في الأسابيع القليلة الماضية، على رغم استمرار ترجيح حدوث انتكاسات تكتيكية". وأكد ثقته بأن دول حلف شمال الأطلسي ستلبي نداء إرسال أعداد إضافية كبيرة". وفي حديث آخر إلى صحيفة"تايمز"، كشف ريتشاردز أن الحملة ستركز في فترة الشتاء على إعادة الإعمار اكثر من مهاجمة مقاتلي"طالبان". واعتبر أن"ايساف"نجحت في الأشهر الماضية"في إرساء الاستقرار الأمني"وانه يجب تركيز الجهود على إعادة الإعمار. ويشارك الحلف الأطلسي في اكبر حرب برية في تاريخه في أفغانستان، حيث تولى قيادة القوات الأميركية في شرق أفغانستان في أيلول سبتمبر الماضي والقوات الكندية والبريطانية والهولندية في الجنوب قبل أربعة شهور. ووصلت سريتان كنديتان جديدتان، فيما يتوقع انضمام ألف عسكري بولندي إلى"ايساف"السنة المقبلة. ميدانياً، جرح جنديان من قوات"ايساف"حين فجر انتحاري نفسه حين مرور قافلة قرب سوق تجاري صغير على الطريق السريع الرئيس المؤدي إلى قاعدة للحلف خارج ولاية قندهار جنوب. وقال مسؤول من الحلف إن الجنديين أجليا عبر طائرة هليكوبتر فور وقوع الهجوم، علماً أن ثلاثة جنود من الحلف قتلوا أول من أمس، بعدما انفجرت قنبلة زرعت على جانب طريق في قافلتهم في ولاية نورستان شرق. وشهدت ولاية خوست شرق، اشتباكات بين قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة ومقاتلي"طالبان"اثر كشف مخبأ مشبوه لأعضاء في شبكة إرهابية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مسلحين واعتقال رابع. حوار استراتيجي على صعيد آخر، أعلن نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الأميركية انه سيجري محادثات استراتيجية مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي السنة المقبلة، مؤكداً الدعم الأميركي لكابول في مواجهة تصاعد أعمال العنف التي تنفذها"طالبان"وأسفرت عن مقتل أكثر من 3000 شخص هذه السنة بينهم 150 جندياً أجنبياً. وقال بيرنز إن"زيادة الاشتباكات والتفجيرات الانتحارية في أفغانستان هذه السنة لا تهدد حكومة الرئيس كارزاي"، مشيراً إلى أنها نتجت من نقل قوات الأطلسي المعركة إلى الولاياتالجنوبية والشرقية. وزاد أن الولاياتالمتحدة ستواصل دعمها لأفغانستان في توسيع الأمن والقضاء على تجارة الأفيون ومحاربة الفساد. عملية المدرسة الدينية وفي باكستان، واصل الجيش محاصرة منطقة باجور القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان وجزء من موهماند المجاورة، ومنع الصحافة ووسائل الإعلام ولجان حقوق الإنسان من دخولها بعد قصف سلاح الجو التابع له مدرسة دينية فيها، قال إنها استخدمت من قبل متطرفين كمركز تدريب. وفشل مندوبو منظمة"هيومان رايتس ووتش"لحقوق الإنسان والتي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً لها في الوصول إلى المنطقة للتأكد من هوية القتلى وسؤال السكان المحليين عن هوية وأسماء القتلى الذين يقول السكان المحليون إنهم طلبة مدرسة دينية كانوا يتلقون تعليم القرآن في المدرسة. وقال علي دايان حسن، الباحث في المنظمة لشؤون جنوب آسيا:"يجب أن تسمح الحكومة للمحققين المستقلين بدخول المنطقة من اجل تحديد الجهة التي شنت الهجوم ومن خطط له ونفذه ومن الذين قتلوا". وزاد:"يجب أن تقدم الحكومة تقريراً موثوقاً عن شرعية الهجوم". وتظاهر حوالى ثمانية آلاف شخص حمل كثير منهم أسلحة في مدينة موماندغاره التي تقع بين باجور ومنطقة موهماند المجاورة فيما تجمع ثلاثة آلاف آخرون في قرية دانكول المحاذية للحدود مع أفغانية. وخاطب النائب هارون رشيد المتظاهرين في موماندغاره:"نريد العدالة لدماء هؤلاء الأبرياء ونطالب بالتحقيق ومعاقبة منفذي هذا العمل الوحشي". وأطلق زعماء إسلاميون مزيداً من التهديدات بالانتقام. ودعا رجل الدين ناصر الدين حوالى ألف متظاهر في بلدة لاندي كوتال في منطقة خيبر إلى تنفيذ تفجيرات انتحارية. وقال:"يجب على المسلمين أن يصبحوا انتحاريين للدفاع عن أنفسهم ولا يوجد سبيل إلا الجهاد ضد المعتدين". وكان زعماء القبائل المتشددين أطلقوا تهديدات مماثلة، ووعدوا بالانتقام من الهجوم في مسيرات شارك فيها حوالى عشرين ألف شخص في خار, البلدة الرئيسة في باجور, ولاندي كوتال أول من أمس. وقال المسؤولون إن الهجوم جاء بعد اشهر من المراقبة, مؤكدين انه كان ضرورياً لأن المسؤولين عن المعسكر التدريبي كانوا"في عجلة من أمرهم لدفع المتدربين إلى القيام بهجمات بعد تدريبهم"سواء في أفغانستان أو في باكستان.