أفادت مصادر رسمية ان مفاوضات السلام حول اقليم دارفور غرب السودان الذي يشهد حرباً أهلية منذ شباط فبراير 2003 استؤنفت أمس في العاصمة النيجيرية ابوجا. وقال مني اركو ميناوي الذي يرأس احد جناحي"حركة تحرير السودان"، حركة التمرد الرئيسية في دارفور،"اتمنى ان تبلغ عملية السلام في دارفور نهايتها خلال الاسابيع المقبلة". وكان ميناوي قاطع المفاوضات السابقة. من جهته، صرح محمد تقد المفاوض الرئيسي في"حركة العدل والمساواة":"نأمل ان تكون هذه الجولة حاسمة لمعالجة أزمة دارفور، وقد اتينا مع تصميم شديد على التوصل الى حل دائم". وكانت هذه الجولة السابعة من المفاوضات ارجئت ليوم واحد بناء على طلب الاطراف المعنيين، كما افاد الاتحاد الافريقي الذي يتولى وساطة لحل النزاع. وساهمت الانقسامات داخل حركة تحرير السودان ايضا في تعثر استئناف المفاوضات. ويشهد دارفور منذ 2003 نزاعاً بين حركات متمردة وسلطات الخرطوم المدعومة من ميليشيات عربية، واسفر حتى الان عن مقتل ما بين 180 و300 الف شخص. وفي الخرطوم، قالت جماعة متمردة في دارفور انها هاجمت بلدة في ولاية غرب دارفور أمس وقتلت 37 جندياً وشرطياً للضغط من أجل ضمها الى محادثات السلام في أبوجا. وأكد الجيش السوداني حدوث تحركات لقوات في المنطقة التي قال المتمردون انهم نفذوا هجومهم فيها، إلا انه لم يدل بمزيد من التفاصيل. واكد مصدر في مجال الاغاثة وقوع هجوم على مركز للشرطة في بلدة سربا وقال ان ثلاثة من رجال الشرطة اصيبوا. وهؤلاء المتمردون، وهم من"الحركة الوطنية للاصلاح والتنمية"، غير ممثلين في المحادثات التي يرعاها الاتحاد الافريقي ويقولون انهم لم يعودوا ملتزمين وقف النار الموقع مع الحكومة بعدما هاجمت القوات المسلحة السودانية مواقعهم قرب الحدود مع تشاد. وابلغ خليل عبدالله الزعيم السياسي للجماعة"رويترز"من دارفور ان مقاتلي الحركة هاجموا صباح أمس بلدة سربا في ولاية غرب دارفور وسيطروا عليها. وقال ان المتمردين قتلوا 37 من افراد الجيش والشرطة واستولوا على ست عربات. وحول سبب مهاجمة الجماعة للبلدة، قال انهم على مدى عام يتعاونون مع الاتحاد الافريقي ومع ذلك فهم لا يزالون غير مشاركين في المفاوضات الجارية في ابوجا. وأضاف أن الجماعة كانت ترد أيضا على هجمات الحكومة على قواعدها في منطقة جبل مون قرب الحدود التشادية أوائل هذا الشهر. وقال ان أكثر من 6000 من قوات الاتحاد الافريقي التي تراقب وقفاً هشاً لاطلاق النار في منطقة غرب السودان النائية لا يفعلون شيئاً لكبح قوات الأمن السودانية.