نفى السفير الايراني في بريطانيا محمد حسين عادلي السبت اي علاقة لبلاده بالتفجيرات التي وقعت في العراق واستهدفت جنودا بريطانيين، محذرا لندن من استخدام هذه المسألة للضغط على طهران في اطار ملفها النووي. فيما دانت بريطانيا تفجيرات الاحواز ونفت بدورها أي علاقة لها بأعمال العنف في هذه المنطقة الايرانية ذات الغالبية العربية. ورفض السفير الايراني الاتهامات التي وجهها مسؤول اميركي الى طهران بأنها تسعى منذ 18 عاما الى تطوير اسلحة نووية وتفكر في تزويد ارهابيين بها. ويتحدث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وعدد من كبار المسؤولين عن أدلة على ان سلسلة الهجمات القاتلة التي تعرض لها جنود بريطانيون في العراق تشير الى ضلوع ايران و"حزب الله"اللبناني الشيعي فيها. الا ان السفير الايراني اكد انه"ليست هناك اي صلة مباشرة او غير مباشرة لبلاده بهجمات على الجنود البريطانيين في العراق". وقال السفير في مؤتمر للحد من انتشار الاسلحة النووية عقد في لندن ان الصلة الممكنة الوحيدة بين ايران والتفجيرات هي احتمال ان يكون المسلحون استخدموا متفجرات من مخلفات الحرب الايرانية - العراقية التي جرت في الثمانينات من القرن الماضي. وفي تحذير الى بريطانيا، قال السفير امام المؤتمر السنوي الذي يعقد تحت شعار"حملة ضد التسلح النووي"، انه لا يريد ان يؤثر هذا الخلاف الديبلوماسي في المفاوضات حول تطوير بلاده تكنولوجيا نووية. وقال:"لا نتوقع ان يستخدم البريطانيون العراق للضغط على ايران خلال المفاوضات". وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير صرح ان لندن لن تخضع للضغط في مفاوضاتها حول الملف النووي الايراني، متهماً ايران بالضلوع في الهجمات في العراق. وعن تصريحات السفير الاميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون قال عادلي انها"ادعاءات باطلة"، موضحاً:"لدينا برنامج نووي للطاقة منذ 18 عاماً لكننا لم ننتج أي نوع من الاسلحة النووية". وفي دفاع قوي عن برنامج ايران النووي، قال السفير انه تعرض"لجدل مليء بالتصريحات والمزاعم الخاطئة". واضاف ان بلاده في حاجة الى الطاقة النووية لأن مواردها النفطية بدأت تنفد والنمو المستقبلي يعتمد على توفر مصدر دائم للطاقة. الى ذلك، دانت بريطانيا أمس عمليتي التفجير اللتين وقعتا في سوق في الاحواز جنوب شرقي ايران التي تسكنها غالبية عربية، ونفت اي علاقة لها بأعمال العنف التي تجري في المنطقة الغنية بالنفط. وافادت السفارة البريطانية في طهران في بيان انها"تعرب عن استيائها وادانتها للهجمات الارهابية في الاحواز". وأضافت:"نيابة عن الحكومة والشعب البريطاني، نقدم التعازي لعائلات القتلى والجرحى والمعنيين. والحكومة البريطانية تدين الاعمال الارهابية كافة". وكان اربعة اشخاص قتلوا وجرح تسعون آخرون في انفجار قنبلتين في سوق في الاحواز. ووقع الانفجاران قبل المغرب بقليل بينما كان المتسوقون يتجمهرون في السوق لشراء الطعام لإعداد الافطار في شهر رمضان. والاحواز هي كبرى مدن محافظة خوزستان النفطية المحاذية للعراق وغالبية سكانها من العرب. وتشهد اضطرابات منذ بضعة اشهر. ووقعت في عدد من البلدات الاخرى في نيسان ابريل مواجهات استمرت بضعة ايام بين السكان العرب وقوات الامن. كما وقعت في 12 حزيران يونيو خلال الحملة للانتخابات الرئاسية الايرانية سلسلة تفجيرات اسفرت عن مقتل ثمانية اشخاص وإصابة تسعين آخرين بجروح. وتبنت التفجيرات ثلاث مجموعات عربية انفصالية غير ان سلطات طهران اتهمت الولاياتالمتحدةوبريطانيا بالسعي"الى تحريك الخلافات الاثنية والدينية"في الشرق الاوسط. وأوضحت السفارة البريطانية ان"تكنهات تحدثت عن ضلوع بريطانيا في خوزستان. ننفي هذه المزاعم، وأي صلة بين الحكومة البريطانية وهذه الاعمال الارهابية لا اساس له من الصحة". واضافت ان"الحكومة والقوات البريطانية في العراق تقف على اهبة الاستعداد لتقديم المساعدة بأي طريقة ممكنة للحيلولة دون وقوع اي هجمات من هذا النوع او تحديد المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة".