تجددت في الكويت أمس الاشتباكات بين رجال الأمن ومسلحين من المتطرفين، وقتل رجل أمن وجرح أربعة آخرون، كما قتل مسلح وجرح آخر، واعتقل ثالث في عملية دهم لمبنى سكني بمنطقة السالمية. كذلك قتل مقيم بحريني من سكان المبنى خلال تبادل النيران. وجاء هذا الاشتباك الدامي في التاسعة والنصف صباحاً، بينما كان مجلس الوزراء الكويتي يعقد جلسته الاسبوعية التي غلب عليها بحث التطورات الأمنية. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن مصدر امني ان المسلح القتيل هو ناصر خليف العنيزي احد ابرز المطلوبين وشقيق للزعيم الروحي المفترض للمجموعة المسلحة في الكويت عامر خليف العنيزي، مشيرة اى ان الاشتباك استمر زهاء الساعة في منطقة السالمية التي تقع على بعد 20 كلم شرق العاصمة الكويتية. وسمع في المكان دوي قنابل يدوية واطلاق نار غزير، في حين حلقت مروحيتان فوق القطاع الذي اغلق بينما انتشر عناصر الشرطة بكثافة معززين بالمصفحات. وشارك عدد كبير من عناصر الامن الكويتي في الاشتباك الذي وقع في منطقة غير بعيدة من الجامعة الاميركية والمدرسة الفرنسية، ويعيش فيها عدد كبير من الغربيين. وأوضح بيان لوزارة الداخلية ان"الرقيب الأول علي جواد بوحمد استشهد خلال عملية المداهمة، فيما أصيب كل من الملازم الأول بدر ناصر بومرزوق والرقيب الأول زيد زعال الظفيري والعريف علي ابراهيم الخارجي والشرطي عبدالله جيرمن، وذلك أثناء تأديتهم لواجباتهم تجاه الوطن". وقال البيان ان"البحريني الجنسية محمود عبدالعزيز قضى أثناء تبادل اطلاق النار، وهو أحد سكان العمارة السكنية التي كان يتحصن فيها عدد من الارهابيين"، مشيراً الى ان العملية تمت عند دهم رجال الأمن احدى العمارات السكنية في شارع البلاجات بمنطقة السالمية، حيث كان يتحصن فيها عدد من الارهابيين وتم تبادل اطلاق النار معهم. وعرض تلفزيون الكويت صوراً لعملية الدهم، ظهرت فيها جثة لمسلح على درج العمارة وأسلحة نارية وذخائر وأقراص كومبيوتر صادرتها الشرطة من الشقة التي كان يقطنها المسلحون. وفي ظل التوتر الأمني اتخذت في مطار الكويت أمس اجراءات احترازية إثر الاشتباه بإحدى الشاحنات، غير انه تبين خلوها من أي"مواد مخلة بالأمن والسلامة". وقدم وزير الداخلية الشيخ نواف الأحمد لمجلس الوزراء في جلسته أمس، تقريراً عن تطورات الملف الأمني، وتضمن الاجتماع اتفاق الحكومة على البيان الذي ستقدمه الى مجلس الأمة البرلمان، خلال الجلسة المخصصة للبحث في الملف الأمني والتي من المرجح أن تطلب الحكومة عقدها في صورة غير علنية. وفي اول رد فعل حكومي على حادث السالمية، اكد رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد، عقب اجتماع مجلس الوزراء، عزم السلطات على"مواصلة تعقب كل من يثبت ضلوعه في العمليات الارهابية"معربا عن"الاسف"لما حدث في السالمية. وشدد على أن"حملات التعقب ستكون مستمرة للقضاء على كل الضالين"، منبها الى ان تطبيق القانون سيكون على"نحو أشد مما كان عليه الامر في السابق لأن الوضع يختلف الان". ويأتي اشتباك السالمية بعد مقتل مشبوه سعودي في مواجهة في 15 كانون الثاني يناير بين اسلاميين متطرفين وقوات الامن التي كانت تلاحق مشبوهين في منطقة ام الهيمان على بعد سبعين كيلومترا جنوب العاصمة، والقريبة من الحدود مع السعودية. وفي العاشر من كانون الثاني وقعت مواجهة اخرى في منطقة الحولي في العاصمة الكويتية اوقعت قتيلين بين قوات الامن ومشتبه به كويتي. واعتقلت قوات الامن في عمليات مداهمة نحو 15 اسلاميا متطرفا، وعثرت على اسلحة ومتفجرات. ودعت سفارات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا في الايام الاخيرة مواطنيها المقيمين في الكويت الى عدم التوجه الى بعض المناطق في الكويت محذرة اياهم من اشتباكات اخرى مسلحة محتملة.