واصلت سلطات الامن الكويتية أمس مطاردة مجموعة المسلحين المنتمين الى"الفكر التكفيري"والذين قتلوا ليل الاثنين ضابطا ورقيبا من عناصر أمن الدولة وجرحوا اثنين آخرين، فيما حذرت السفارة الاميركية مجدداً رعاياها من خطر إرهابيين قائلة ان مسلحاً واحداً على الاقل نجا من الاشتباك مع قوات الامن وهو حر الحركة ويشكل خطرا على الغربيين. وعلمت"الحياة"من مصادر مطلعة ان عدد افراد المجموعة المتطرفة الملاحقين يراوح بين 20 و 25 شخصاً معظمهم معروف لدى السلطات. وربطت المصادر بين اشتباك الامس وتوقيف عسكريين اثنين في الجيش الكويتي وجهت اليهما تهمة التخطيط لارتكاب اعتداء ارهابي. وكشفت ان التحقيقات مع العسكريين اظهرت ان الهدف كان اغتيال رئيس الاركان الكويتي الفريق الركن فهد الامير ورئيس الاركان الاردني الفريق اول الركن خالد جميل الصرايره الذي يزور الكويت حاليا، عبر مهاجمة المنصة التي كانا سيشاهدان منها تدريبات لوحدات كويتية ومعهما ضباط كبار من الجيشين. واجتمع وزير الداخلية الشيخ نواف الصباح مع لجنة الشؤون الداخلية البرلمانية واطلع اعضاءها على تطور التحقيقات وجهود مطاردة المطلوبين، وقال للصحافيين بعد هذا الاجتماع"ليس لدينا معلومات تجعلنا نتهم جهة معينة بالوقوف وراء الحادث والتحقيقات لا تزال مستمرة". واضاف:"لم نعتقل اي شخص حتى الان لنعلن الى اي جهة ينتمي". ولدى سؤاله عن ارتباط الحادث بتطورات معينة في المنطقة اجاب"حتى الان لا نستطيع الكلام عن ذلك". ونقلت وكالة"رويترز"عن مصدر امني ان"وزارة الداخلية تشن حملة على المتشددين المشتبه بهم في انحاء البلاد وانها احتجزت ستة كويتيين على الاقل سيتم استجوابهم بشأن اماكن وجود مسلحين نفذوا الجريمة". وكان المطلوب فواز طليق العتيبي الذي حاولت عناصر مباحث امن الدولة اعتقاله، اصيب بطلقة في الرأس في الاشتباك وتوفي في ساعة متقدمة من ليل الاثنين، ولاذ رفاقه بالفرار بعدما قتلوا ضابطا ورقيبا في أمن الدولة. ورغم امتناع الداخلية عن اعطاء هوية سياسية للمسلحين الا ان وزير الطاقة احمد الفهد لمّح الى كونهم متطرفين اسلاميين، وقال للصحافيين امس"آسف لان يكون هذا بداية انتشار الفكر التكفيري الذي لا يمت لديننا ولا لاعرافنا وتقاليدنا بصلة"، وتمنى على"اخواننا فقهاء الدين والشريعة ان يؤكدوا على ان الفكر التكفيري ما هو الا دمار للمجتمعات". واستنكر رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي"الحادث الارهابي"وقال ان الشعب الكويتي"بكل فئاته وتوجهاته الفكرية والسياسية يرفض بصورة قاطعة العنف والجنوح الى الارهاب بجميع اشكاله وصوره". واضاف في بيان صحافي"باسمي وباسم زملائي اعضاء مجلس الامة، نستنكر وندين العمل المشين الذي اقدمت عليه فئة ضالة اعماها فكرها الاجرامي المنحرف فاطلقت النار على رجال الشرطة الابرياء وهم يؤدون واجبهم الوطني المقدس في الدفاع عن امن وسلامة الكويت واهلها وتعقب المطلوبين أمنيا". واكد دعم المجلس للاجراءات التي اتخذتها الحكومة حفاظا على امن الوطن والمواطنين، واشار الى ان الكويت"بلد ديموقراطي يتيح الطرق المشروعة لابداء الرأي".