القارئ ديفيد دييني، في رسالة بالإنكليزية وبالبريد الإلكتروني، يعلق على مقال لي عن الدكتور محمد البرادعي، رئيس لجنة الطاقة الذرية في فيينا، ويقول ان الأميركيين يريدون ازاحته ليضعوا في مكانه عميلاً لهم يقول عن ايران ما يريدون ان يسمعوا، لذلك فهم يروجون لألكسندر داونر، وزير خارجية استراليا، كخليفة محتمل. وبما ان القارئ استرالي فهو يقول انه يشهد ان داونر، مثل رئيس الوزراء جون هوارد عميل اميركي ثم يزيد نعوتاً لا استطيع تسجيلها هنا لأسباب قانونية. والقارئ بعد ذلك يحذر من ثورة لم ير العالم مثلها من قبل اذا استمرت الولاياتالمتحدة وعملاؤها في طريقهم الحالي، وهو طريق يتمثل في ارتكاب جرائم حرب، وإصدار قوانين مخالفة للدستور، وخفض مستوى عيش مواطنيهم. يا اخ ديفيد، انت قلت هذا ولم اقله انا. وأكمل بالقارئ ياسين حسين، في رسالة إلكترونية اخرى بالإنكليزية، فهو يطالب الرئيس محمود عباس بأن يحدث رئيس الوزراء توني بلير بصراحة وثبات، وأن يذكره بماضي آرييل شارون، وأن هذا السفاح ليس شريكاً في اي عملية سلام. الرسالة تصر في كل سطورها على موقف فلسطيني وعربي واضح وحازم، حتى لا تهضم الحقوق العربية مرة اخرى. وأثارت السلسلة التي كتبتها عن المسيحيين الصهيونيين ردود فعل استمرت حتى الآن، وقد رددت على بعض القراء رداً مباشراً، وأختار نماذج اخرى هنا. القارئ إد ماكدونالد يقول انه كأميركي شعر دائماً باستياء من كتب"المتروكون"اي الذين سيتركون بعد ان يعود المسيح وينقذ المؤمنين من اتباعه فقط، فهي دعاية حقيرة لطائفة واحدة، كما انها مكتوبة بلغة رديئة. وهو بالتالي يؤيد موقفي منها. والقارئة اماندا لانغ تكتفي بثلاث كلمات تعليقاً"مقال جيد جداً". اما القارئ جيرالد دارسي فيتحدث عن المعايير المزدوجة في التعامل مع العالم العربي"فنحن نتهم دينكم بالتحامل، إلا اننا نقبل تحاملنا عليكم. ان الإدارة تضر اكثر مما تنفع عندما تتحدث عن احترام بعضنا بعضاً، فالمطلوب مع الاحترام الثقة التي كانت موجودة قبل هذه الحرب... والمتطرفون من الجانبين يستغلون الدين لتدمير العالم بدل مساعدة الناس". والقارئة انا فيدير وهي قارئة مواظبة، كانت طلبت مني الحديث عن المسيحيين الصهيونيين وتشكرني على الحلقات التي تعتبرها وافية. وكانت هناك رسائل تدافع عن المسيحيين الصهيونيين والقارئة آن لاندرز تقول انهم اتباع المسيح وليس تيم لاهاي، احد مؤلفَيْ سلسلة"المتروكون". وتزيد ان المعلق نيكولاس كريستوف الذي استشهدت به يخطئ إذا اعتقد ان الفقراء يستغلون ويشجعون على دفع ملايين الدولارات لإنقاذ انفسهم، فالنجاة تتم بمشيئة الله لا الدفع. وأنتقل الى القارئ حسن قبيسي، وبيننا مراسلات كثيرة، إلا انه هذه المرة يكتب بالشيفرة عن الرئيس رفيق الحريري، ويتحدث عن"خياره الأخير"وترويض"النمور"او ما شابه. وأرد عليه بالشيفرة ايضاً، وأقول ان الطقس في لندن غائم، مع مطر، وبعض الصحو، والليلة ستكون معتمة. والقارئة صفا خالدي بيشينارت في رسالة اخرى بالإنكليزية، وبالبريد الإلكتروني تؤيد ما كتبت في حلقتين عن الأخبار الأخرى مع نهاية السنة، وتسأل متى سينتهي هذا الكابوس، وأقول: يا اخت صفا لا تسألي. اما القارئ جمال عقباني فهو يشير الى قولي انه ربما كانت الأجندة في العراق عدم وجود اجندة، والهدف تدمير البلاد تحت زعم إعادة التعمير، وهو يخشى ان نكون نرى بداية النهاية في العراق، ثم يكون دور سورية وغيرها. والقارئ عبدالعزيز بدري سعد الدين يقول انه رآني في احد فنادق بيروت، وطلب مني مقالات غير سياسية، لأن السياسة"تطلع الروح"، ووعدته ان أفعل إلا انني خلفت الوعد، مع انه يقال ان وعد الحر دين. أذكر الحديث، وأذكر الوعد، وقد وصلت الرسالة بعد ان نفذته في مقال خفيف نشر السبت الماضي. وعندي شهود من الزملاء والزميلات، فالمقال عمره اسبوعان، وقد أخّرته مرة بعد مرة، بسبب الأخبار الأهم، من فلسطين الى العراق، وأيضاً واشنطن، وانتخابات الرئاسة الفلسطينية، وانتخابات البرلمان العراقي المقبلة، ولأنني رأيت انني لا أستطيع تأخير حديث مع الرئيس غازي إلياور، او الأخ ابو مازن، او الأخ خالد مشعل، لأتحدث عن بختي مع النسوان. المهم انني نشرت موضوعاً خفيفاً، ووعدت فيه بمثله مرة على الأسبوع، في نهاية الأسبوع العربي او الغربي، وأنا أفضل هذا النوع من الكتابة الساخرة، وأعتقد بأنها اكثر شعبية بين القراء، ولكن ماذا افعل اذا كنت أستيقظ على جريمة لآرييل شارون، وأنام على جريمة للإرهابيين في العراق. وأختتم بالقارئ كميل عطرقجي، والفضلة للفضيل كما يقولون، وهناك ثلاث رسائل إلكترونية منه، إلا انني اريد ان أعلّق على نقطة في إحداها، فقد تحدثت عن صداقتي مع الدكتور هشام شرابي، رحمه الله، وقصصي معه والقارئ يسأل لماذا لا أؤلف كتاباً يجمع بعض الأخبار الطريفة من عملي في الصحافة. ربما فعلت ذلك يوماً، وإذا فعلت فستكون ذكريات لتسلية الأصدقاء والقراء، لا مذكرات، فهذه يكتبها رؤساء دول وقادة جيوش. ما يمنعني من جمع هذه القصص حتى الآن امران، الأول الكسل، والثاني عدم وجود قارئ عربي، فأفضل الكتب مبيعاً بالعربية لا يتجاوز خمسة آلاف نسخة، وعشرة آلاف في ما ندر. ولكن الزاوية هذه يقرأها مئة ألف او مئتا ألف، وإذا ترجمت الى الإنكليزية زاد القراء اضعافاً. ربما كنت اخترع الأعذار لنفسي، إلا أنني اتكلم بصدق.