ينتظر أن تطغى أزمة العراق والدمار الذي تلحقه آلة الحرب الإسرائيلية بممتلكات الفلسطينيين على محادثات وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية مساء اليوم الاثنين في بروكسيل. وتحدث ديبلوماسي أوروبي إلى "الحياة" عن "وجود مواقف متقاربة بين البلدان العربية الخليجية والبلدان الأوروبية حول ضرورة أن تتولى الأممالمتحدة دوراً رئيسياً في مسار تأمين العراق بعدما يتسلم العراقيون السيادة على بلادهم نهاية شهر حزيران يونيو المقبل". ويبحث المجلس الوزاري الأوروبي - الخليجي حملة الدمار التي تشنها القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وقال المصدر إن الاتحاد الأوروبي "يتمسك بخريطة الطريق كسبيل لانجاز حل الدولتين". وأضاف أن "خيار قيام الدولة الفلسطينية في عام 2005 أصبح غير واقعي في ضوء تدهور الأوضاع في الميدان وانهيار الثقة بين الجانبين". وسيقدم وزراء خارجية مجلس التعاون تصوراتهم للأوضاع في المنطقة أمام نظرائهم الأوروبيين على طاولة العشاء ليل الاثنين - الثلثاء في بروكسيل. كما سيعرضون شرحاً عن مدى تقدم المسيرة الاندماجية بين دول مجلس التعاون، وسيرها بشكل تدرجي نحو العملة الواحدة. فيما سيقدم الجانب الأوروبي من جانبه "سياسة الجوار الأوروبي" التي يقترحها على الشركاء المجاورين للاستفادة من توسعه في اتجاه الشرق. وذكر مصدر ديبلوماسي أن الجانب الأوروبي "سيؤكد مساندة الاتحاد الأوروبي مسار الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الجارية في المنطقة العربية، واقتناعه بوجوب أن تكون مبادرة الاصلاح نابعة من داخل المنطقة". وأضاف ان الاتحاد الأوروبي "سيؤكد أيضاً أن حل أزمة النزاع العربي - الإسرائيلي تمثل هدفاً استراتيجياً بالنسبة للسياسة الخارجية الأوروبية، وان استمرار النزاع لا يبرر جمود مسار الإصلاح". ويأتي الاجتماع الخليجي - الأوروبي غداة القمة التشاورية التي عرضت فيها دول الخليج الأوضاع المتوترة في الساحة الاقليمية، وقبل انعقاد القمة العربية نهاية هذا الأسبوع في تونس. ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الست اجتماعات في ما بينهم ظهر اليوم لتنسيق وجهات النظر قبل لقاء الترويكا الأوروبية في الساعة السادسة والنصف. وتضم الترويكا وزير الخارجية الايرلندي رئيس المجلس الوزاري الأوروبي برايان كوين والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وعضو المفوضية مسؤول العلاقات الخارجية كريس باتن والمفوض الأوروبي للتجارة باسكال لامي. وصرح رئيس بعثة مجلس التعاون في بروكسيل حمد أحمد العامر إلى "الحياة" بأن اجتماع المجلس المشترك يعد الأول الذي يعقده الاتحاد الأوروبي، بعد توسعه في مطلع أيار مايو الجاري، مع مجموعة خارجية. وسيبحث المجلس المشترك مستقبل العلاقات بين الجانبين "اللذين أبديا حرصاً كبيراً على انهاء مفاوضات التبادل التجاري الحر قبل نهاية ولاية فريق المفوضية الحالية برئاسة رومانو برودي". ومن المقرر أن تنتهي ولاية المفوضية الحالية في 30 تشرين الأول اكتوبر 2004، وسيؤدي تغيّر المسؤولين في إدارة العلاقات الخارجية والمفاوضات التجارية في المفوضية إلى تأخير أجل حسم مفاوضات التبادل التجاري الحر الجارية بين الاتحاد ومجلس التعاون منذ أكثر من عقد.