تواصلت امس تظاهرات التنديد بالحرب التي يشنها "التحالف" الاميركي - البريطاني على العراق لليوم الرابع عشر. وفي القاهرة، قال نشطاء سلام انهم يعتزمون التظاهر اليوم الجمعة للتنديد بالحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد العراق رغم تحذير رسمي من هذه الخطوة. وقررت الحكومة المصرية حظر اي مظاهرات خارج الجامعات الا بتصريح رسمي بعدما اصطدم الالاف مع الشرطة خلال احتجاجات في 21 اذار مارس. وقال المنظمون انهم حصلوا على حكم قضائي يسمح لهم بمسيرة من حي السيدة عائشة في القاهرة القديمة الى السفارة الاميركية وسط العاصمة. الا ان مصادر في وزارة الداخلية اعلنت ان "اي تجمع او تظاهر... سيكون من دون سند قانوني او قضائي او اداري". وقال احد المنظمين "لا يوجد خطط لالغاء المسيرة. سنقوم بالمسيرة كما هو مقرر غداً الجمعة اليوم وربما تقع مواجهات مع الشرطة". ويقول النشطاء ان الحكم مازال سارياً على رغم استئناف الحكومة امام محكمة أعلى. وكثفت الشرطة اجراءات الامن حول السفارتين الاميركية والبريطانية في القاهرة منذ بدء الحرب ضد العراق واقامت عددا من الحواجز الامنية في الشوراع المؤدية للسفارتين تحسباً لاي اعمال تخل بالامن. كذلك ندد المرشد العام لجماعة "الاخوان المسلمين" المحظورة في مصر مأمون الهضيبي ب "العدوان الظالم" على العراق الا انه اكد رفض الجماعة "الاصطدام بالسلطة" التي ترغب في تحجيم الاحتجاجات الشعبية. وقال ل "فرانس برس" ان "الحرب تبدأ في العراق وستتطور الى كل دول الشرق الاوسط، فهم يعملون لضمان امن اسرائيل واعادة ترتيب المنطقة وتنظيمها بما يتفق مع المصالح الاميركية". واضاف ان "هذه الحرب تشكل عدوانا ظالما لا مبرر له، هناك عصابة مسلحة تريد ان تستولي على ثروة منطقة الشرق الاوسط ومركزها الجغرافي". واتهم مرشد عام الجماعة، وهي اقوى الاحزاب المعارضة المصرية، الولاياتالمتحدة بانها تريد احتلال دول الشرق الاوسط و"اعادة العالم الى شريعة الغاب" واستغلال اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 "للتصرف كقائد وحيد للعالم". من جهة اخرى، ذكر مسؤول في القنصلية البريطانية في اسطنبول ان انفجارا صغيرا سمع خارج مقر القنصلية في الساعات الاولى من صباح امس لكن لم ترد تقارير بشأن الاضرار أو الاصابات . واغلقت الشرطة المنطقة خارج المبنى وبدأت تحقيقاتها في الحادث. وقال المسؤول ان انه لم يكن يوجد احد في المبنى وقت وقوع الانفجار. وفي اليونان، تظاهر حوالي 15 الف شخص، بحسب المنظمين، وستة الاف، بحسب الشرطة، امس في العاصمة اثينا ضد الحرب على العراق، وللمطالبة بزيادة الرواتب وذلك تلبية لدعوة ابرز نقابة للموظفين في اطار اضراب من 24 ساعة. واطلق شبان زجاجات حارقة في ختام التظاهرة على السفارة الاميركية حيث انتهت المسيرة. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود. ونظمت تظاهرات في مدن يونانية اخرى ضمت حوالي عشرة الاف شخص. وتأتي هذه التظاهرات بعد سلسلة من الاحتجاجات التي نظمتها الاحزاب والنقابات والمنظمات المناهضة للعولمة في البلاد منذ اندلاع الحرب في العراق قبل اسبوعين. اضافة الى ذلك، تم تنظيم فترات توقف عن العمل في القطاع الخاص وتعرضت حركة النقل المشترك والملاحة الجوية الى اضطرابات عديدة ما ادى الى الغاء اكثر من 200 رحلة طيران امس. وبقيت المدارس الخاصة والرسمية في البلاد مقفلة. وفي اسبانيا، نظم الاف الطلاب مسيرات سلمية ضد الحرب في العراق، داعين الى تنفيذ الاضراب العام المعلن في العاشر من نيسان ابريل المقبل وغيره من التحركات السلمية المستقبلية. وفي مدريد، قدرت مصادر في الشرطة عدد الطلاب المتظاهرين بنحو الفين فيما قال المنظمون انهم ثلاثون الفاً. وفي اشبيلية جنوب حيث تحرك الف طالب اخرين، انتقد المتظاهرون قرار النقابة الاسبانية الرئيسية لعدم رغبتها في تلبية الدعوة الى الاضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد العمالي العام. وجددت منظمة "سنتر" غير الحكومية المختصة في متابعة حقوق الانسان والدفاع عنها دعوتها الى تقديم شكوى غداً السبت امام المحكمة العليا ضد رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا اثنار لانه خرق قانون العقوبات والدستور بتورطه في الحرب على العراق. وفي اندونيسيا، تظاهر ما لا يقل عن خمسة الاف شخص في مدينة مكسار سولاويسي جنوب احتجاجاً على مواصلة الحرب في العراق، بحسبما افادت مصادر الشرطة. وتظاهر حوالي 2500 شخص ايضا في سيمارانغ في جزيرة جاوا مقر الاممالمتحدة في جاكرتا. وجرت تظاهرات ايضا في سورابايا حيث قام 200 طالب برشق القنصل الاميركي في باندانغ وبانجرماسين بالطماطم والبيض. والتظاهرات باتت يومية في اندونيسيا منذ بدء الحرب على العراق. وقد ضمت اكبر هذه التظاهرات اكثر من مئة الف شخص الاحد الماضي في جاكرتا. وفي النيجر تظاهر سلمياً حوالي 20 الف شخص في نيامي بحسب الصحافيين الموجودين هناك في شوارع المدينة مطالبين "بوقف" الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة وبريطانيا ضد "الاشقاء في العراق" منذ اسبوعين من دون موافقة الاممالمتحدة. ومنذ الصباح الباكر، تدفقت مجموعات من المتظاهرين وبعضهم ناشطون اسلاميون جاء من مدن الداخل، ومدافعون عن حقوق الانسان ونقابيون او مسؤولون سياسيون الى "ساحة الشورى" قبالة الجمعية الوطنية وسط المدينة. وقد غادر عدد كبير من التلاميذ والطلاب صفوفهم المدرسية واقفل تجار محالهم للمشاركة في ثالث اكبر تظاهرة تنظم منذ اسبوعين في النيجر حيث غالبية السكان من المسلمين. ورفعت يافتات كتبت عليها شعارات تطالب بانزال "العقاب الالهي على الولاياتالمتحدة وشركائها" وهتف المتظاهرون "بوش، بلير وشارون قتلة شياطين".