تحولت المشاعر الملتهبة بين المحبين في عالم التكنولوجيا الحديثة الى رنات ورسائل قصيرة عبر الهاتف النقال، فلم يعد الحبيب ينتظر ساعات ليرى محبوبته دقائق محدودة بعيداً من الأعين، وتحولت تلك المشاعر الرقيقة الى وجبة "تيك اواي" عبر رسائل SMS التي يغيب عنها التواصل الحسي بين الطرفين. بعض الشباب والفتيات يؤكد أن التكنولوجيا قضت على الحب الصادق الذي حل محله حب من نوع آخر جاهز، ولكنه سريعاً ما ينتهي، فلم يعد المحب يبحث عن الورق المزين بالورود ليكتب عليه بعضاً من كلمات الغرام والعشق فيما يؤكد البعض الآخر أن رسائل SMS هي الوسيلة الأسرع والأكثر استعمالاً إذ تؤمن القرب عن بعد، والنجوى من دون رقيب، ويستطيع العشاق القراءة وسماع أصوات الانفاس المضطربة عبر الهاتف الخلوي ولا سيما الهمسات والاسرار. تقول نهلة حسين 23 عاماً: "إن الرسائل التي يتم تبادلها عبر الهاتف لا يمكن أن تصلح لنقل مشاعر الحب بإحساس، فما يحدث من علاقات عبر النقال يتعدى ان يكون إضاعة للوقت، فكثير ما ترسل اليَّ مئات الرسائل التي تحمل حباً على المشاع، ولكن عندما أحب بقلبي فإن هذه المشاعر الجميلة تظل في داخلي ولا افصح عنها لأحد ولا يمكن ترجمتها من خلال رسائل يتناقلها الاصدقاء". وترى شهد احمد 18 عاماً "ان انتشار الحب بالرسائل SMS لا يقلل من أهميته، بل العكس هو الصحيح لأن هذا الحب مكلف باهظ التكاليف ويحصل عليه المحب غير عابئ بما ينفق عليه، ومن ثم انه كثيراً ما يكون بديلاً من اللقاءات لأنه يعطي المتحدث فرصة الخلوة فلا يجد حرجاً في البوح بكل ما يشعر به ما دام يستطيع أن يخلو بالحبيب داخل الهاتف أو يعبر عن مشاعره من خلال الرسائل". وتستطرد قائلة: "إن الحب يبقى ما بقي الانسان على وجه الأرض فالهاتف دائماً وسيلة الاتصال الأكثر استعمالاً، وتؤمن القرب من بُعد، ناهيك بالهمسات والأسرار سواء عبر المكالمات او الرسائل التي يتم تبادلها، اذ أن الكثير من الاسرار يؤتمن عليها من خلال تلك الرسائل". وتقول نهال كميل 22 عاماً: "للهاتف النقال سحر وأحلى ما فيه خاصية ارسال الرسائل القصيرة، أشعر حين أرسل البعض منها بأنني أكثر حرية في التعبير عن مشاعري ولا سيما انني اتفنن يومياً في ارسال بعض الرسائل الضاحكة والساخنة، وربما أوجد دخول النقال الى مجتمعاتنا العربية حلاً لمشكلات المكالمات الحميمة من خلال الهواتف المنزلية والتي غالباً ما تكون تحت أنظار الأسرة". وتنفي سهير محروس 30 عاماً قدرة الرسائل القصيرة التي يتم تبادلها عبر الهاتف الخلوي على التعبير عن المشاعر الحقيقية بين الشاب والفتاة لأن ملامح الوجه هي التي تحقق التواصل مع الطرف الآخر. ويؤكد مهاب محمود 26 عاماً صعوبة التعبير عن المشاعر في الهاتف أو من خلال رسائل SMS. فالمشاعر الصادقة لا يتم تبادلها بالرسائل ولا يمكن لأي شاب ان يرتبط بالفتاة التي سيعيش معها بالهاتف او الرسائل فهو عندما يبحث عن الزوجة يريد الانسانة الأكثر التزاماً. ويقول عماد محمد حسين 23 عاماً: "ان بعض الشباب يتباهى برسائل الحب أو الرسائل غير الأخلاقية التي تغلب عليها الاباحية ويتبادلها مع آخرين، لقضاء وقت الفراغ والتسلية واللهو واحياناً لتفريغ الكبت المفروض عليه من المجتمع المحيط". ويضيف قائلاً: "ان فتاة اليوم تبحث عن الحب ولا تعرف قيمته، فكل ما يحدث عبر تلك الرسائل وهمٌ وكلمات بلا معنى وتسلية".