واشنطن، نيويورك، لندن - أ ف ب - اعتبرت وزارة الخارجية الاميركية ان تقرير الاممالمتحدة عن احداث مخيم جنين "يتحدث عن نفسه"، رافضة اتخاذ اي موقف من التقرير الذي تجنب الاشارة الى وقوع "مجازر" في المخيم. الا ان منظمة "هيومن رايتس ووتش" اعتبرت التقرير "منحرفاً كلياً"، فيما اعتبرته منظمة "العفو" الدولية "ليس كاملاً" داعية الى "تحقيق معمّق على الارض". وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب ريكر خلال لقاء مع الصحافيين: "نقدر الجهود التي بذلها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لوضع هذا التقرير"، الذي قال إنه "يشير بوضوح الى ان المدنيين عانوا كثيرا وان هذه الالام يجب ان تنتهي" مضيفا انه يشكل في هذا المجال التزاما لمواصلة جهود السلام. واوضح ان انان "انهى تقريره بدعوة الاسرة الدولية الى المساعدة على ايجاد حل سلمي" للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي و"هذا تحديداً ما تعمل من اجله الادارة الاميركية في الوقت الراهن". يذكر ان تقرير الاممالمتحدة عن الاحداث التي وقعت في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين الضفة الغربية والذي صدر اول من امس في نيويورك لم يؤكد وقوع "مجازر"، لكنه اكد ان القوات الاسرائيلية أخرت مساعدة الجرحى وعمليات الاغاثة الانسانية. وحمل الجانبين مسؤولية ما جرى، واضاف ان 52 فلسطينياً اكثر من نصفهم من المدنيين و23 جندياً اسرائيليا قتلواً في مخيم جنين خلال عشرة ايام من المعارك التي جرت في المخيم. باريس: انصاف قدر الامكان واعتبرت باريس امس ان تقرير الاممالمتحدة حرص على ان يكون "منصفا قدر الامكان" حيث ان اسرائيل لم تسمح لأي من فرق الاممالمتحدة بزيارة المخيم. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية ماري ماسدوبي في تصريح ان "هذا التقرير الذي انجز في الظروف التي نعرفها يحرص على ان يقدم عرضا منصفا قدر الامكان عن وضع معقد ومأسوي". من جانبها، اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي تعنى بحقوق الانسان ان التقرير "منحرف كلياً" مشيرة الى ان "الاشخاص الوحيدين الذين يمكن ان يرتاحوا لهذا التقرير هم اولئك الذين حالوا منذ البدء دون اجراء تحقيق من قبل الاممالمتحدة اي السلطات الاسرائيلية". وقال المسؤول عن الابحاث في المنظمة التي تتخذ نيويورك مقراً لها بيتر بوكهارت "انه ليس تقريراً بإمكان الاممالمتحدة ان تفتخر به وبدل ان يوضح ما جرى فهو سيزيد فقط الغموض". واوضح: "في حال لم تقع اي مجزرة على المستوى الذي تحدث عنه الفلسطينيون فإن تجاوزات حقيقية وواقعية وقعت في جنين". وتابع ان "فشل البحث في تجاوزات حقيقية وقعت في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين يثبت ان هذا التقرير منحرف كلياً". واوضح انه يقصد بكلمة تجاوزات "عمليات الاغتيال المتعمد وغير الشرعي للمدنيين واستعمال هؤلاء كدروع بشرية وكذلك التعميم الواسع لعمليات التدمير". واعلنت منظمة العفو الدولية يوم الخميس ان تقرير جنين "يشير الى ضرورة اجراء تحقيق معمق على الارض" عن انتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبت خلال الهجوم، معتبرة ان التقرير "تجميع لتقارير من مصادر مختلفة". واضافت ان النتائج التي توصل اليها التقرير "تتطابق كثيراً مع تحقيقات" منظمة "العفو" عن خروق حقوق الانسان التي ارتكبت خلال هذه العملية، خصوصاً منع وصول المساعدات الطبية خلال 11 يوماً الى جنين وتدمير منازل في هواشين. واوضحت: "حتماً هذا التقرير ليس تحقيقاً كاملاً" معربة عن "الأسف لكون الحكومة الاسرائيلية أعاقت البحث عن الحقيقة والعدالة". واشارت الى ان تحقيقاً معمقاً "هو مهم بقدر ما تواصل اسرائيل اجراء تحقيقات معمقة بالادعاءات عن خرق حقوق الانسان".