عزا المتهمون في خلية "القاعدة" المعتقلون في المغرب عدم تنفيذ هجمات ضد أسطول حلف شمال الاطلسي في مضيق جبل طارق الى رفضهم "مبايعة" الملا أحمد بلال القائد الافغاني الذي وضع الخطة في قاعدة عسكرية في أفغانستان. وقال مصدر قضائي ل"الحياة" إن خلافات وقعت بين المتهمين حول تنفيذ تلك الهجمات حالت دون تسريع تنفيذها، لكنهم اعترفوا أمام قاضي التحقيق الذي يتابع الملف بوجود خطة لضرب بوارج الحلف الاطلسي. وزاد المصدر أن الملا بلال "كلف المتهمين بإعداد جدول زمني حول مواعيد عبور سفن الحلف الاطلسي"، طالبًا منهم "رصد التوقيت بدقة"، ما حدا بالمتهمين الى التنقل عبر مدن شمال المغرب لرصد تحركات تلك السفن. وأشار المصدر الى أن التحقيقات تركز بالخصوص على المتهم السعودي زهير هلال الثبيتي على اعتبار قربه من الملا بلال واستمرار اتصالات الطرفين بعد عودة الثبيتي الى المغرب، في إشارة الى ما كان صرح به صهر الثبيتي حول "تردد المتهم على مقاهي الانترنت من دون مرافقة أحد له كما جرت العادة في جميع تنقلاته". ولفت المصدر الى اتساع التحقيقات لتشمل جميع أصهار المتهمين حاملي الجنسية السعودية، خصوصًا في وسط عائلة نعيمة هارون زوجة المتهم جابر عوض العسيري التي رافقته الى أفغانستان ويعتقد أنها تملك معلومات ضافية عن علاقاته في أفغانستان وتحركاته داخل المغرب. في غضون ذلك، أجل قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء الى الاثنين المقبل، استكمال التحقيق مع أفراد خلية "القاعدة"، استجابة لطلب دفاع المتهمين، في وقت سمح فيه للمرة الاولى لافراد من عائلة المغربيات المعتقلات بزيارتهن في سجن عكاشة في الدار البيضاء. وقالت فاطمة هيدور شقيقة المعتقلة بهيجة هيدور زوجة الثبيتي إن مدة الزيارة "لم تتعد خمس دقائق لم تكن كافية للاطمئنان عليهن".لكنها أضافت أنه سمح لهن ب"اعطاء المعتقلات ملابس جديدة ومواد غذائية بعد تفتيشها كلها". وجاء قرار إرجاء التحقيقات إثر اجتماع في محكمة الدار البيضاء أمس، ضم قاضي التحقيق والمتهم حامل الجنسية السعودية زهير الثبيتي ودفاع المتهمين، التمس خلاله الاخير"إمهال المتهم أسبوعًا إضافيًا حتى تتحسن أوضاعه الصحية والنفسية". ونقل الثبيتي من سجنه الى محكمة الدار البيضاء وسط حراسة أمنية مشددة ولم يتمكن الصحافيون من الاقتراب منه. وقال محامي الخلية توفيق مساعف بنهمو ل"الحياة" إن "العياء والانهاك كانا باديين على ملامح الثبيتي لوجوده على غرار بقية المعتقلين في زنزانة انفرادية منذ حوالى شهر". وجدد الدفاع عن المتهمين وهم عشرة، ثلاثة يحملون الجنسية السعودية وسبعة مغاربة، التأكيد على أن موكليه "ما زالوا ينفون التهم المنسوبة إليهم" حول التخطيط لهجمات ضد بوارج حلف شمال الاطلسي في مضيق جبل طارق وضد أهداف داخل المغرب. وحول حقيبة المتفجرات التي أشارت إليها التحقيقات، قال بنهمو نقلاً عن الثبيتي أن الحقيبة كانت تحمل"كيسًا من الحبة السوداء وملابس خاصة وقوارير وميزانًا وليس متفجرات".