حمّلت بريتا بويلر، محامية الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، وزير الخارجية اليوناني المستقيل ثيودور بانغالوس المسؤولية الأولى عما حصل لموكلها الذي سلمته السلطات الكينية إلى فريق من ضباط الاستخبارات الأتراك في مطار نيروبي. واعتبرت أن الوزير هو مهندس عملية التمويه لاخراج أوجلان إلى بلد غير أوروبي يتمكن فيه من تسليمه إلى أنقرة. وروت بويلر ل "الحياة" في امستردام ملابسات عملية الخطف بالتفصيل، وأوضحت المواقع التي اختبأ فيها أوجلان في الفترة بين خروجه من روما وذهابه إلى نيروبي في الثاني من شباط فبراير الجاري. وقالت بويلر: "بعدما غادر موكلي ايطاليا إلى روسيا التي مكث فيها بعض الوقت ورفضت بقاءه، توجه إلى اليونان، حيث طلب اللجوء السياسي، وبعد بضعة أيام حاولنا المجيء به إلى هولندا 1 شباط ولم تنجح المحاولة، فعدنا مجدداً إلى اليونان. وفي 2 شباط نقلته سلطات الأمن اليونانية إلى سفارة اليونان في كينيا". وأضافت: "تعهد وزير الخارجية اليوناني لموكلي أنه سيكون تحت الحماية الرسمية لليونان أثناء وجوده في السفارة، وأن أثينا تعمل لترتيب بقائه في جنوب افريقيا". وذكرت أن "أثينا أكدت له أنه في ظل حمايتها الديبلوماسية، وتبين لاحقاً أن هذه التطمينات كانت تغطية لخطفه". وزادت: "لديّ معلومات موثوقة جداً تؤكد تعاون أثينا مع الاستخبارات الأميركية لتنظيم رحلة أوجلان إلى كينيا، بهدف اخراجه من أوروبا، حيث يصبح سهلاً وضعه في أيدي الأتراك إذا كان خارج أوروبا". وروت المحامية تفاصيل الساعات الأخيرة قائلة: "مساء 15 شباط تلقت السفارة اليونانية في كينيا اتصالاً هاتفياً من بانغالوس ابلغ فيه موكلي أن أمامه خيارين: إما أن يترك المبنى الديبلوماسي بمحض إرادته، وتنقله سيارة من السفارة إلى مطار نيروبي حيث سيلتحق بطائرة تابعة لشركة KLM الهولندية تنقله إلى امستردام، وإما أن تدخل سلطات الأمن الكينية السفارة اليونانية بعد ساعة واحدة لتعتقله، وترحله إلى هولندا". وزادت: "رحب موكلي بالسفر إلى امستردام، لكنه كان يريد مني تأكيداً لصحة العرض، والتأكد من أنه سيذهب إلى هناك إذا غادر السفارة. لكن اليونانيين قطعوا عنه كل الاتصالات الهاتفية، ونحو الساعة السادسة أو السابعة مساء دخل رجال أمن كينيون وطلبوا من موكلي مرافقتهم إلى المطار للانضمام إلى رحلة شركة الطيران الهولندية. ورفض ذلك، لكنهم أخذوه بالقوة وحالوا بينه وبين مرافقيه الأربعة، واقتادوه في قافلة من ثلاث سيارات، الأولى تقل ضباط الأمن والثانية تضم موكلي ومرافقيه الأمنيين، والثالثة كانت سيارة السفير اليوناني. ولدى وصول القافلة إلى المطار انحرفت السيارة التي تقل أوجلان فجأة إلى طريق آخر، ودفعوه إلى طائرة فالكون صغيرة كانت تنتظره، وفيها رجال الأمن الأتراك الذين اعتقلوه". وفيما أكدت بويلر الدور الذي لعبته الاستخبارات الأميركية في عملية الخطف، أشارت إلى أن الدور الإسرائيلي "لا يزال غير واضح تماماً" بالنسبة إليها، وأنها تدرس التقارير التي تربط "موساد" ببعض مراحل العملية. وكانت تقارير صحافية بلجيكية تحدثت عن سر "الطائرة الغامضة" التي أبعدتها طائرتا "اف - 16" بلجيكيتان من أجواء بلجيكا في الخامس من شباط. ونقلت التقارير عن مسؤول في وزارة الدفاع البلجيكية ان الطائرة المشتبه فيها والتي كانت تحلق بين أجواء هولنداوبلجيكا هي طائرة إسرائيلية خاصة من نوع "بايبر" اميركية الصنع، اكتفى البلجيكيون بإبعادها من دون توضيح الأسباب.