فنّد مدرب فريق الوحدة، الفرنسي جون كريستان أسباب تذبذب مستويات «الفرسان» في جولات دوري زين السعودي الماضية، وأكد أن الفريق يعد حالياً في طور البناء والتطوير، مطالباً جماهير الوحدة بالصبر على فريقها ومساندة اللاعبين حتى تتم صناعة فريق جديد يعوض الفريق السابق، الذي فقد عدداً كبيراً من عناصره التي انتقلت إلى أندية أخرى، وأشار كريستان إلى أن هناك عملاً كبيراً يحتاجه الفريق الأول من إدارة النادي واللاعبين. وأوضح المدرب الفرنسي أن هناك اختلافاً بين مرحلة إعداد الفريق للموسم في البرتغال والمرحلة الحالية، مبيناً أن لاعبي فريقه متى ما أرادوا تحقيق هدفهم المنشود سيحققونه بالعزيمة والإصرار، كما أبان جون كريستان أن مشكلات انتخابات مجلس إدارة النادي التي حدثت أخيراً أثرت في لاعبي الوحدة، جاء ذلك في حواره الآتي ل «الحياة» فإلى نصه: كيف تجد مقدرة فريق الوحدة على المنافسة على المراكز الأولى في الدوري؟ - تعثرنا كثيراً لأسباب عدة، وعدنا واستعدنا أنفاسنا، وأمامنا مشوار طويل، والفريق بحاجة للكثير حتى يواصل حضوره ومنافسته على المراكز الأولى، لدي مجموعة جيدة، لكن هناك عوامل خارجية أسهمت في التأثير السلبي على الفريق، كما أن عامل المادة يجب أن يكون حاضراً بصفة خاصة للفريق لينافس الجميع، والدوري السعودي ينقسم إلى مستويين، الأول يضم خمسة أندية فقط وكأنهم يتنافسون في معترك مختلف عن ذلك الذي يخوضه الآخرون، وبصراحة فرق الصف الثاني تتشابه كثيراً في الأداء وفي الظروف المادية، وحتى في طريقة استقطاب الأجانب، ولكن النظرة الأولى تثبت لي أن الدوري السعودي ليس بالسهل، وأؤكد لكم أن المنافسة فيه في غاية الصعوبة. كيف تقوّم أداء لاعبي الوحدة حتى الآن؟ - شخصياً، أفضل دائماً عدم الإسهاب بصورة سلبية عن لاعبي الفريق الذي أشرف على تدريبه. هل تقصد بذلك أن لاعبيك سلبيون؟ - أقصد أن الوحدة فريق يسعى للتطور الآن، وهو في مرحلة بناء، ولن أكون مخطئاً لو قلت إنه يبدأ من الصفر في هذا الوقت، أضف إلى ذلك أنه مر جيل ممتاز جداً بالفريق في المواسم الخمسة الماضية، ولكن تلاشي أكثر من سبعة أسماء بانضمامهم لفرق أخرى أضر بالفريق، والجماهير وإدارة النادي تطمح إلى تكرار صناعة فريق يضم مجموعة مميزة، وهو حق لهم، واللاعبون الموجودون الآن لديهم إمكانات متى ما كانوا حريصين على تطويرها أكثر سنشاهد مجموعة ستكون على أقل تقدير ضمن قائمة المنتخب السعودي. ما الذي تريد تحقيقه أو صناعته للفريق؟ - مع انطلاقة الدوري أصبت بخيبة أمل نتيجة الأداء العادي والنتائج السلبية قياساً بالعمل الكبير الذي عكفنا عليه في معسكر لشبونة في البرتغال، مع أننا كنا الأجدر على الفوز في أكثر من مباراة، ولا أخفيك بأن الهلال هو الفريق «الأشرس»، ولكن على الأقل مع تقدم المباريات أصبح الأداء أفضل، والأهم اختتام الجولتين الماضيتين بانتصارين أحدهما أمام النصر في الرياض، وهو ما أثبت لي أن لدى اللاعبين روح الانتصار متى ما وضعوا الفوز هدفاً لهم، وبالتأكيد لدي أهداف أحققها مع الفريق ومن الصعب التصريح بها في هذا التوقيت، وآمل بأن صحوة الفريق الأخيرة تستمر إلى نهاية الدوري. تحدثت عن معسكر لشبونة، متى ستجنى ثماره؟ - أثناء المعسكر كان اللاعبون يفكرون في كرة القدم ليل نهار، وكانت الأجواء في المعسكر ممتازة وتتيح الفرصة للقيام بأفضل عمل ممكن، سواء من خلال المناخ أو الأداء الفني الكبير للفرق التي واجهناها، أو حتى من خلال عزيمة اللاعبين ورغبتهم في تلقي كل جديد عن كرة القدم، وشعرت حينها أن هذا الفريق سيحقق نتائج كبيرة في الدوري، ولكن بعد عودتنا إلى مكة اختلفت الأمور تماماً، خصوصاً بعد حلول شهر رمضان فتغيرت المواعيد والبرامج الغذائية وأوقات النوم، وهذه الأمور سببت معاناة كبيرة، وكانت عاملاً رئيسياً في تدهور المستوى الفني في الملعب، والأهم أن الفريق سلك أخيراً طريق الانتصارات، وأتمنى أن نبدأ في جني ثمار المعسكر في الأيام المقبلة بشكل أفضل. ما رأيك في محترفي الفريق الأجانب؟ - الأجانب حتى نهاية الجولة ال 8 باستثناء المهاجم عبدالكريم بن هنية لأنه المستمر الوحيد من الموسم الماضي، ما زالوا في حاجة للتأقلم بشكل أكبر مع زملائهم المحليين، ومع الظروف المناخية الصعبة، وعلى سبيل المثال البرازيلي كامبوس إلى الآن لم يلعب مباراتين متتاليتين بسبب الإصابات، وشاهدنا عصام الراقي يقدم مستوى لافتاً في مباراة الفريق أمام الفتح ولو واصل على هذا الأداء ستكون له كلمة ما بين أجانب الدوري كافة، وحسين بابا يملك مقومات مميزة في الدفاع ويحتاج لمهلة قبل الحكم النهائي على مستواه. بعد فترة التوقف، ستواجه «المتصدر» فريق الاتحاد الذي دائماً يلحق الوحدة بخسائر متتالية، ماذا أعددت له؟ - عملنا خلال فترة التوقف على معالجة الأخطاء الفنية وترميم صفوفنا، ومعالجة المصابين، وبعد عودة اللاعبين الذين شاركوا مع معسكر المنتخب السعودي سيكون ذلك الأمر دافعاً معنوياً للاعبين كافة، إذ إن انضمام لاعبين من الوحدة للمنتخب الوطني يرفع من معنوياتهم، وسنعمل جاهدين على تحقيق الفوز، على رغم استقرار وارتفاع المستوى الفني اللافت للفريق الاتحادي، لكن في مقدور لاعبي الوحدة تحقيق أي هدف يصبون إليه، شريطة أن قوة عزيمتهم وإصرارهم. قبل أيام قليلة تغيرت إدارة النادي، وحضرت إدارة منتخبة بعد مشكلات واختلافات واسعة في عملية الانتخابات، هل أثر ذلك في فريقك؟ - هذا لا يعد أمراً مقلقاً بالنسبة إلى اللاعبين، فهم يعلمون منذ فترة أن هناك انتخابات وأن تغيير الإدارة والرئيس سيحدث لاحقاً، وأن الإدارة الحالية لم ترشح نفسها فتره أخرى، ونبارك للرئيس الجديد جمال تونسي، وهو كما علمت سبق وأن قاد دفة الفريق في فتره مميزة سابقة، والجماهير تعقد عليه آمالاً واسعة، ونحن سنواصل العمل الذي بدأناه، وأطالب الجماهير بالصبر لأن الفريق الآن يمر بمرحلة صعبة وهو في حاجة إلى الاستقرار لتقديم عطاء أفضل وتحقيق نتائج إيجابية، وحديثي هذا ليس مخدراً أو بمثابة المهدئ، بل هو حقيقة لمستها خلال فترة وجودي حتى الآن. فريق الوحدة أمام منعطف خطر بمواجهته المقبلة مع الاتحاد... وفي الإطار المدرب الفرنسي كريستان. (أحمد طاحون)