تواصل القوات الإسرائيلية توسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة، مع غارات جوية وقصف مدفعي مكثف طال أحياء عدة، من بينها حي التفاح والزرقا شرق المدينة، وحي الكرامة غربها، وسط تحذيرات متزايدة من تدهور الأوضاع الإنسانية والمجاعة بين المدنيين. وأفادت مصادر محلية بأن الغارات الأخيرة أسفرت عن مقتل ثلاثة فلسطينيين في الكرامة، وإصابة آخرين، فيما أدى قصف خيمة نازحين وسط المدينة إلى اندلاع حرائق وإصابة عدد من المدنيين. كما استهدفت القذائف مناطق وسط وجنوب القطاع، التي تحتضن أعدادًا كبيرة من النازحين، بالإضافة إلى هجمات على تجمعات المدنيين شمال القطاع أثناء انتظارهم المساعدات. وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 42 شخصًا على الأقل جراء الغارات، بينها ثمانية أشخاص في حي الصبرة. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل: إن الغارات شملت عدة مناطق في القطاع، فيما وصف أحد سكان حي الصبرة، إبراهيم الشرفا، الوضع بأنه "خطير للغاية، كل يوم هناك تفجيرات وشهداء وموت ودماء، ولا مكان آمن للهرب." تأتي هذه التطورات ضمن الحرب التي اندلعت منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن سقوط أكثر من 1200 قتيل إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، فيما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس مقتل نحو 62,686 فلسطينيًا، أغلبهم مدنيون. في سياق سياسي، أرسل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شدّد فيها على ضرورة اغتنام الفرصة الحالية لإبرام صفقة لتحرير الرهائن المحتجزين في غزة، محذرًا من أن أي هجوم شامل قد يعرّض حياتهم للخطر. وتتصاعد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وسط معارضة شديدة من اليمين الحاكم، فيما اقترح السياسي المعارض بيني غانتس تشكيل "حكومة فداء الرهائن" لمدة ستة أشهر لإتمام الصفقة قبل تنظيم انتخابات جديدة العام المقبل. على الأرض، استهدف القصف الإسرائيلي مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا بينهم أربعة صحافيين وعامل في الدفاع المدني، وإصابة العشرات. وأوضح الدفاع المدني أن المبنى تعرض لغارتين متتاليتين، الأولى استهدفت مستشفى ناصر بواسطة طائرة انتحارية، والثانية أثناء نقل القتلى والمصابين. وصنفت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الغارتين ك"جريمة اغتيال" بحق الصحافيين محمد سلامة ومريم أبو دقة ومعاذ أبو طه وحسام المصري. وأقر الجيش الإسرائيلي باستهداف مجمع ناصر الطبي بعد رصده تهديدًا، معلنًا فتح تحقيق أولي وأبدى أسفه لسقوط المدنيين، زاعماً أنه لا يستهدف الصحافيين عمدًا ويسعى لتقليل المخاطر عليهم مع الحفاظ على أمن قواته. في الوقت ذاته، تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث أعلنت وزارة الصحة وفاة نحو 300 شخص نتيجة المجاعة منذ أكتوبر 2023، بينهم 117 طفلاً، في ظل حصار إسرائيلي مستمر وقيود على دخول المساعدات، ما جعل الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية تصنف الوضع شمال القطاع رسميًا؛ كأول حالة مجاعة موثقة في الشرق الأوسط.