شهد قطاع غزة الليلة الماضية وفجر أمس، ليلة دامية، حيث واصل جيش الاحتلال قصفه الجوي والمدفعي المكثف على مختلف مناطق القطاع، تزامناً مع تفجيرات متتالية لروبوتات مفخخة في الأحياء السكنية شمال وشرق مدينة غزة. في مدينة غزة، استهدفت طائرات الاحتلال منازل المدنيين في حي الصبرة والزيتون والرمال، إضافة إلى قصف محيط مستشفى الكرامة شمال غرب المدينة، ما أسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى بينهم أطفال ورضّع. ومن بين الضحايا طفلة استشهدت جراء قصف خيمة نازحين غرب خانيونس، وطفل (عامان) فقد شقيقيه وجده ويواجه خطر بتر قدمه بعد إصابته البليغة. كما أصيبت رضيعة أخرى بالقصف على منزلهم في منطقة الكرامة. وأكد مجمع الشفاء الطبي، أن الاحتلال يستخدم غازات مجهولة خلال هجماته وحالات اختناق تصل المستشفيات يوميًا. وفي خانيونس جنوب القطاع، شنت طائرات الاحتلال غارات متتالية على مناطق المواصي وأصداء، طالت خيام نازحين قرب مسجد مطر، وأوقعت شهداء وإصابات بينهم أطفال ونساء. كما استُهدف عناصر تأمين المساعدات شرق دير البلح وسط القطاع، ما أدى إلى ارتقاء ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى. أما شمال غزة، فقد شهدت جباليا البلد والنزلة والزرقاء انفجارات ضخمة إثر تفجير الاحتلال روبوتات مفخخة بين المنازل، في "ليلة رعب"، حيث وثقت الطواقم الطبية والدفاع المدني انهيار بيوت فوق ساكنيها. وانتشلت طواقم الإنقاذ ثلاثة شهداء وطفلاً على قيد الحياة من تحت أنقاض منزل عائلة كحيل. سقوط أربعة شهداء صحفيين مع ساعات الصباح، واصلت المدفعية الإسرائيلية قصفها العنيف على محاور التوغل شرقي غزة، خصوصاً في حي الشجاعية وشارع يافا بحي التفاح، بالتزامن مع غارات جوية متتالية وانفجارات عنيفة هزّت الزيتون والصبرة. كما فتحت آليات الاحتلال نيران رشاشاتها بشكل كثيف تجاه المناطق السكنية في جباليا وخانيونس. على شاطئ غزة، تكدست مئات العائلات النازحة الهاربة من جحيم القصف، فيما يواصل الحصار الإسرائيلي والتجويع خنق المدنيين، حيث تسجّل المستشفيات وأقسام الطوارئ أعداداً متزايدة من الأطفال المصابين بسوء التغذية إلى جانب جرحى الغارات. وأسفر العدوان الليلة الماضية عن عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء ونازحون، في وقت يتواصل فيه البحث عن مفقودين تحت الأنقاض في مناطق متفرقة شمال وجنوب القطاع. وحذر المدير العام لمجمع الشفاء الطبي من تهديد حياة 130 طفلاً بالحضانات و250 مريض غسيل كلى، مشيراً إلى أن الاحتلال يستخدم غازات مجهولة تسبب حالات اختناق تصل المستشفيات يوميًا. وفي السياق نفسه، صرح المستشار الإعلامي للأونروا أن "الوضع على الأرض لم يتغير بعد الإعلان الأممي عن دخول غزة مرحلة المجاعة، ويجب أن يستمر الحراك العالمي لوقف المأساة التي يعيشها القطاع". وفاة 11 مواطناً بينهم طفلان أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، أمس، وفاة 11 مواطناً بينهم طفلان، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، سجّلتها مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات ال24 الماضية. وأفادت المصادر الطبية، بأن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 300 شهيد، من بينهم 117 طفلاً. يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم، في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر 2023. وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع. وكانت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس ويونيو، نتيجة لاستمرار الحصار. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حاداً. من جهتها طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته والبقاء في حالة انعقاد دائم بهدف توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، واتخاذ الإجراءات الملزمة لوقف جرائم الاحتلال، وفي مقدمتها التدابير والآليات اللازمة التي تضمن إدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى قطاع غزة لوقف المجاعة، وفقاً للفصل السابع من الميثاق. وحملت الوزارة، في بيان لها، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائم الإبادة والتهجير والتجويع والضم التي ترتكبها. كما حملت المجتمع الدولي المسؤولية عن عجزه في وقف تلك الجرائم وتراخيه في تطبيق ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية على الحالة في فلسطينالمحتلة، خاصة بعيد صدور التقرير الأممي بشأن انتشار المجاعة في قطاع غزة. وأشارت إلى أن جيش الاحتلال المدجج بأحدث الأسلحة يواصل مطاردة المدنيين الفلسطينيين، ويفرض على حياتهم حصاراً خانقاً ويستقوي عليهم بأطواق خنق غير مسبوقة، ويمعن في ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة في قطاع غزة، وينتهك أبسط حقوق الإنسان والقانون الدولي واتفاقيات جنيف، والاتفاقيات الموقعة في الضفة الغربيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية، ويطلق عصابات المستعمرين المنظمة والمسلحة لتخريب أنظمة حياة المواطنين، ومرتكزاتها سواء ما يتعلق بتعميق الاستيلاء على الأرض الفلسطينية بالقوة وبحماية جيش الاحتلال، كما يحصل في عموم الضفة المحتلة، والتي كان آخرها ما تعرضت له بلدة المغير وبلدتي دير بلوط وكفر الديك من عمليات الاستيلاء. 244 شهيداً من الصحفيين ارتفع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة، إلى 244 شهيداً، وذلك بعد الإعلان عن ارتقاء أربعة شهداء صحفيين أمس، في استهداف مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة: إن عدد الشهداء الصحفيين ارتفع إلى 244 شهيداً صحفياً منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وذلك بعد الإعلان عن استشهاد الزملاء الصحفيين حسام المصري ومحمد سلامة ومريم أبو دقة ومعاذ أبو طه. وذكر الإعلامي الحكومي، أن الزملاء الصحفيين استشهدوا عندما ارتكب الاحتلال الإسرائيلي جريمة مروّعة بقصف مجموعة من الصحفيين كانوا في مهمة تغطية صحفية بمستشفى ناصر بمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، وراح ضحية هذه الجريمة العديد من الشهداء. وفي السياق ذاته، دان المكتب الإعلامي الحكومي بأشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة. المطالبة "بصفقة" واحتلال مدينة رفح دعت قيادة الجيش الإسرائيلي المستوى السياسي إلى استخدام ما وصفوها ب"رافعات الضغط" على حماس، وبضمنها احتلال مدينة رفح وتهجير سكان غزيين إلى جنوب القطاع، من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى، حتى لو كان جزئياً. وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، قال للوزراء خلال مداولات في الأسبوع الماضي: إن ضغطاً عسكرياً آخر على حماس، على شكل احتلال مدينة غزة، سيستغرق وقتاً طويلاً وسيؤدي إلى استهداف جنود وأسرى إسرائيليين، وسيفاقم العبء على قوات الاحتياط. ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه حقق رافعات ضغط على حماس وأن المستوى السياسي لم يستخدمها حتى الآن من أجل تحرير أسرى إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة، ويعتبر أنه يجب استنفاد احتمالات التوصل إلى صفقة تبادل أسرى قبل توسيع الحرب وبدء عملية عسكرية لاحتلال مدينة غزة، حسب الصحيفة. واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو مندوبي الجيش خلال عدة مداولات، أنهم يعبرون عن مخاوف مبالغ بها، حسبما نقلت الصحيفة عن مصدر مطلع. وقال مندوبو الجيش: إن احتلال رفح أدى إلى مقتل جنود وأسرى إسرائيليين ولم يؤدِ إلى تحرير أسرى. وأضافت الصحيفة أنه في قيادة الجيش الإسرائيلي يشعرون أن نتنياهو يتجاهل مواقفهم المهنية، وأن موقف الجيش الذي قدمه زامير يقضي بأن التوصل إلى صفقة جزئية سيمنح الجيش وقتاً إضافياً لينظم نفسه والعمل على حل مشاكل في جزء من وسائله القتالية. وشدد زامير أمام الوزراء، حسب الصحيفة، على أنه يقدر أن التوغل في مدينة غزة من شأنه أن يؤدي إلى مقتل أسرى إسرائيليين، وأن التقديرات أنه لن يكون بالإمكان العثور على قسم من الأسرى لم تتغير. ويتوقع أن يعقد نتنياهو اجتماعاً للكابينيت السياسي – الأمني، اليوم الثلاثاء، للتباحث في إمكانية استئناف الاتصالات في الأيام المقبلة وفي خطة احتلال مدينة غزة، بعد أن أعلن، الخميس الماضي، أنه أوعز "بالبدء بمفاوضات فورية حول تحرير جميع المخطوفين وإنهاء الحرب بشروط تكون مقبولة على إسرائيل". لكن نتنياهو لم يعلن حتى الآن عن موقف إسرائيل من مقترح الصفقة الذي أعلنت حماس عن موافقتها عليه، الأسبوع الماضي، أو إذا كان سيوافق على صفقة تنهي الحرب أو وقف خطة احتلال مدينة غزة، حتى لو أدى ذلك إلى سقوط حكومته، بسبب معارضة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وقف الحرب وتهديدهما بالانسحاب من الحكومة في حال قرر نتنياهو إنهاء الحرب، لكن يبدو الآن أن قرار كهذا مستبعد. اقتحام باحات المسجد الأقصى في تصعيد خطير، اقتحمت جماعات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك صباح أمس، وأدوا طقوسًا تلمودية تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، بالتزامن مع اقتحام المئات منهم منطقة حائط البراق. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس: إن المستوطنين رددوا أغاني بصوت مرتفع في ساحات الأقصى، فيما أدى عشرات آخرون صلواتهم التلمودية ورفعوا أعلام ما يسمى ب "الهيكل المزعوم" أمام أبواب المسجد وفي أزقة البلدة القديمة. وأوضحت دائرة الأوقاف أن المقتحمين نظموا جولات استفزازية في باحات المسجد، وأدت شرطة الاحتلال قيوداً مشددة على دخول الفلسطينيين، واحتجزت هويات بعضهم عند البوابات. كما نصبت شرطة الاحتلال حواجز حديدية في طريق الواد استعداداً لمسيرة جماعات "الهيكل"، التي رددت شعارات عنصرية، ورددوا الأغاني والشعارات العنصرية والعبارات النابية، مع تشكيل حلقات رقص وغناء على طول مسارهم. وتواصل "جماعات الهيكل" استهداف الأقصى، مستغلة المناسبات الدينية في مسعى لتهويده، في حين تتواصل الدعوات المقدسية الواسعة لأهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل للحشد والنفير والرباط في المسجد الأقصى، إفشالاً لمخططات الاحتلال ومستوطنيه. ويشهد المسجد الأقصى اعتداءات واقتحامات متواصلة من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال، في محاولة لتغيير الواقع الديني والتاريخي القائم فيه، وفرض وقائع تهويدية عليه. ويواصل المستوطنون اقتحاماتهم اليومية للمسجد الأقصى عبر باب المغاربة، باستثناء يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، وتتصاعد أعداد المقتحمين وتنتهك حرمات المسجد بشكل أكبر خلال الأعياد والمناسبات اليهودية. اقتحامات المستوطنين للأقصى