تقود المؤسسات في المملكة نقلة نوعية في مجال أمن الذكاء الاصطناعي بالتزامن مع التوسع السريع في تبني التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ودمجها في العمليات التشغيلية والأنظمة الحساسة. وبحسب تقرير لشركة «سيسكو» حول مؤشر الجاهزية للذكاء الاصطناعي 2025، أبدت المؤسسات السعودية مستوى مرتفعًا من الوعي بالمخاطر الأمنية المصاحبة للذكاء الاصطناعي، حيث أكد 60% من قادة التقنية والأعمال أنهم «على دراية تامة» بتهديدات هذا النوع من التقنيات. كما أشار 51% من المشاركين إلى أنهم ينشرون تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتعزيز دفاعاتهم السيبرانية، وعلى وجه الخصوص في مجالات الكشف عن الهجمات، والاستجابة للحوادث، والتعافي السريع من الاختراقات. دمج الذكاء الاصطناعي تتجه المؤسسات في المملكة إلى دمج الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق داخل بنية الأمن السيبراني؛ إذ أوضح التقرير أن 39% من المؤسسات تدمج الذكاء الاصطناعي مباشرةً ضمن أنظمة الأمن والهوية مع استعداد النسبة نفسها بشكل كامل للتحكم في «وكلاء الذكاء الاصطناعي» وتأمينهم في مختلف بيئات التشغيل. هذا الاتجاه يعكس انتقال الكثير من المؤسسات المحلية من مرحلة التجريب إلى مرحلة الاعتماد الفعلي، وإدارة الذكاء الاصطناعي كعنصر أساسي في منظومة الحماية. نمو المكاسب الاقتصادية أكد التقرير أن تبني الذكاء الاصطناعي في السعودية يدخل مرحلة نمو متسارع؛ إذ تخطط 91% من المؤسسات إلى نشر «وكلاء ذكاء اصطناعي» خلال الفترة القريبة المقبلة، ويتوقع 40% منها أن يبدأ هؤلاء الوكلاء العمل جنبًا إلى جنب مع الموظفين خلال عام واحد فقط. هذه الوتيرة السريعة لا تأتي بمعزل عن الأثر المحسوس في الأداء، إذ أفادت 68% من المؤسسات بتحقيق مكاسب ملموسة في الربحية والإنتاجية والابتكار نتيجة استثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يعزز مكانة الذكاء الاصطناعي كأحد أهم محفزات التحول الرقمي والنمو الاقتصادي في المملكة. ويؤكد التقرير أن المملكة تتحرك بخطى سريعة نحو توطين واعتماد الذكاء الاصطناعي ضمن بيئات العمل، مع نهج استباقي في حماية هذه التقنيات، وبناء قدرات أمنية قائمة على الذكاء الاصطناعي نفسه. ومع ارتفاع مستويات الدمج والاستعداد الأمني، يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة مركزية لإعادة تشكيل الإنتاجية وتطوير نماذج التشغيل، بما يتوافق مع مستهدفات التحول الرقمي والنمو المستدام في السعودية.