شهد قطاع غزة ليلة دامية كواحدة من أيام الإبادة الجماعية التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر2023، شملت قصفا مدفعيا وغارات جوية متواصلة استهدفت أحياء سكنية وأماكن مكتظة بالنازحين. وقصفت مدفعية الاحتلال حي الصبرة جنوب مدينة غزة، أعقبه تصعيد جوي مكثف حيث شنت طائرات الاحتلال المروحية غارات متتالية على مخيم البريج وسط القطاع، ما أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين جراء استهداف منزل لعائلة الشاعر في بلوك 12 بالمخيم. كما شملت الغارات الجوية حي الرمال غرب مدينة غزة، حيث قصفت طائرات الاحتلال المروحية شقة سكنية في عمارة البورنو المحاذية لمستشفى الشفاء، ما أدى إلى وقوع إصابات جديدة، في وقت عاودت فيه الطائرات استهداف المنطقة لثلاث مرات متتالية. وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، قصفت طائرات الاحتلال منزلاً في مخيم 2، وأسفر القصف عن شهيدة وعدد من الجرحى جراء استهداف منزل بمحيط مسجد الشقاقي. كما قصفت غارة أخرى منزلًا في محيط مديرية التربية والتعليم بحي الدرج شرق غزة، أدت إلى استشهاد 3 فلسطينيين بينهم طفلة كانوا من النازحين داخل المكان. ولم تسلم بقية أحياء المدينة من التصعيد، إذ قصفت طائرات الاحتلال منزلًا وسط مدينة غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف حي الزيتون جنوب شرق المدينة. وفي الساعات الأولى من فجر أمس، نفذ جيش الاحتلال عمليات تفجير عبر "روبوتات مفخخة" شرق حي الصبرة. وانتشلت طواقم الإنقاذ 3 شهداء من تحت أنقاض موقع قصفه الاحتلال ليلًا في حي الدرج شرق غزة. كما أعلن مستشفى العودة عن استشهاد امرأة وإصابة عدد من الجرحى جراء استهداف منزل آخر في مخيم النصيرات. وفاة 5 مواطنين بسبب الجوع أعلنت مصادر طبية، أمس، وفاة 5 مواطنين بينهم طفلان خلال الساعات ال24 الماضية بسبب سوء التغذية والمجاعة في قطاع غزة. وأشارت المصادر، إلى أن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية في القطاع ارتفع إلى 263 شهيدا، من بينهم 112 طفلا. يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم، في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع. وتغلق سلطات الاحتلال جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع. وكانت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف نتيجة لاستمرار الحصار. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد. مجاعة متعمدة في غزة أكدت منظمة العفو الدولية، أنَّ "إسرائيل" تنفذ سياسة تجويع متعمدة في قطاع غزة، مستندةً إلى شهادات جديدة تؤكد استخدام "إسرائيل" حملة متعمدة وممنهجة في تجويع غزَّة. وقالت العفو الدولية، أمس، إنها استندت إلى شهادات جديدة تكشف أدلة دامغة على أن تجويع "إسرائيل" للفلسطينيين في غزة سياسة متعمدة. وأشارت إلى أنَّ "إسرائيل" تعمل من خلال سياسة التجويع على تدمير صحة ونسيج المجتمع الفلسطيني بشكل منهجي. وأوضحت، أنَّ الشهادات عن التجويع بغزة إدانة صارخة لنظام دولي منح "إسرائيل" إفلاتا شبه كامل من العقاب لعقود. وأضافت، "يجب رفع الحصار عن قطاع غزة فورا ومن دون شروط وفرض وقف دائم لإطلاق النار"، مشددةً على ضرورة وقف أي خطة تهدف إلى ترسيخ الاحتلال أو تصعيد الهجوم العسكري على غزة. وتابعت العفو الدولية، "إسرائيل تواصل حملتها المتعمدة والممنهجة في التجويع في غزة والأطفال يتركون للموت جوعا". خطة احتلال غزة أجرت هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي مداولات "مطولة" حول خطة احتلال مدينة غزة، وتعالى خلالها أن المهمة الأصعب بالنسبة للجيش الإسرائيلي هي تهجير حوالي مليون مواطن من المدينة إلى جنوب القطاع، وأن احتمالات إخراج أسرى إسرائيليين أحياء، يتوقع أنهم يتواجدون في مدينة غزة، "ضئيلة للغاية". وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، خلال جولة في قطاع غزة، أمس، أنه "سنشن قريبا المرحلة القادمة من عملية عربات جدعون العسكرية في مدينة غزة". وتقضي خطة احتلال مدينة غزة، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أمس، بإعادة ألوية نظامية إلى القتال في القطاع، وتفضيلها على قوات الاحتياط، بادعاء أن كفاءات القوات النظامية وخبرتها في القتال داخل مدن أعلى من كفاءات قوات الاحتياط. وحسب الصحيفة، فإن التقارير التي تحدثت عن تجنيد قرابة 250 ألف جندي في قوات الاحتياط هي "تقارير كاذبة"، وأنه يخدم في الجيش الإسرائيلي حاليا حوالي 74 ألف جندي في الاحتياط، وتشير تقديرات الجيش إلى أنه سيتم استدعاء عدة عشرات آلاف أخرى من جنود الاحتياط. وتتركز المداولات في الجيش الإسرائيلي حول تهجير مليون مواطن من مدينة غزة، والذي يوصف بأنه "تحدي صعب للغاية"، لأن حوالي 75% من قطاع غزة مدمر، وإمكانيات نقل المواطنين إلى جنوب القطاع "محدودة"، وفقا للصحيفة. ويتوقع الجيش الإسرائيلي أن حماس ستضع صعوبات أمام مخطط تهجير الفلسطينيين من مدينة غزة، وأن حماس أعادت إعمار مواقعها داخل المدينة خلال الفترة التي لم تتوغل القوات الإسرائيلية فيها، وطورت مواقع أخرى دفاعية. ويعمل الجيش الإسرائيلي على وضع خطة عسكرية لعمليات في عمق الأنفاق في مدينة غزة. وذكرت الصحيفة أن توغلا كهذا يعتبر ضرورية "لتحقيق هزيمة، لكن يتعالى منه السؤال حول كيف بالإمكان العمل في الأنفاق من دون تشكيل خطر على المخطوفين". ويسود إجماع في الجيش الإسرائيلي على أن احتمال إخراج أسرى إسرائيليين أحياء في عملية عسكرية ضئيل للغاية، "لكن الواضح في هيئة الأركان العامة أن هزيمة حماس لا يمكن أن تستند إلى توقعات لا يمكن تحقيقها". وأضافت الصحيفة أنه "بذلك بدأت تتضح صورة معقدة. إسرائيل تقترب من نقطة حسم استراتيجية، تستوجب الدمج بين سيطرة على المدينة والدخول إلى عمق الأنفاق. والنجاح لن يقاس فقط بإنجازات تكتيكية ميدانية، وإنما بالقدرة على تنفيذ عملية متدرجة، تأخذ بالحسبان محدودية القوى البشرية (في الجيش) وضائقة السكان المدنيين والثمن الباهظ لقضية المخطوفين". وقال زامير خلال جولته في القطاع إنه "سنعمل بموجب إستراتيجية ذكية ومدروسة ومسؤولة. وسيستخدم الجيش الإسرائيلي قدراته في الجو والبحر من أجل استهداف حماس بقوة بالغة" كما ألمح إلى توسيع الحرب في المنطقة مجددا، وقال إن "المعركة الحالية ليست موضعية، وهي دعامة أخرى في خطة طويلة المدى ومخطط لها، من خلال رؤية متعددة الجبهات لاستهداف جميع مُركبات المحور وفي مقدمتها إيران". وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، بأنه على خلفية "النقص الشديد" بالجنود، يدرس الجيش الإسرائيلي إمكانية التوجه إلى جاليات يهودية في العالم من أجل "تشجيع تجنيد فتية يهود في سن الخدمة العسكرية من خارج البلاد إلى صفوفه". وأضافت الإذاعة أنه حسب تقديرات شعبة القوى العسكرية فإنه سيكون بإمكان الجيش الإسرائيلي أن يجند سنويا أكثر من 10 آلاف شاب يهودي من أنحاء العالم في سن 18 – 25 عاما. ونقلت الإذاعة عن ضباط كبار قولهم إن "الغاية التي سنضعها هي إضافة حوالي 600 – 700 جندي آخر سنويا من الجاليات اليهودية في خارج البلاد، وخاصة من الولاياتالمتحدة وفرنسا". نتنياهو يقتحم الضفة أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الاقتحام الاستعماري الاستفزازي الذي قام به أمس، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لمستعمرة "عوفرا" الجاثمة على أرض فلسطينية محتلة، والتصريحات التي أدلى بها بشأن ما أسماه التمسك بالأرض وتفاخره بدوره في رفض الدولة الفلسطينية وتعطيل تجسيدها. واعتبرت الخارجية في بيان لها أمس، تصريحات نتنياهو إمعاناً في تكريس الاحتلال الاستيطاني والعنصري كحلقة في جرائم الإبادة والتهجير والضم، وتوفر الغطاء والتشجيع لعناصر الإرهاب الاستيطانية لارتكاب المزيد من الاعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم، واستخفاف بردود الفعل الدولية على الاستيطان وجرائم المستوطنين، ومحاولات إسرائيلية رسمية للحفاظ على دوامة العنف والحروب. وطالبت الوزارة الدول والمجتمع الدولي التعامل بمنتهى الجدية مع الدعوات والمواقف التي تطالب بضم الضفة كما جاءت من وزراء في حكومة الاحتلال ورئيسها وأعضاء من حزب "الليكود" الحاكم وما يسمى برؤساء مجالس المستوطنات وغيرهم، وتدعوها لحشد المزيد من الاعترافات بدولة فلسطين وتمكينها من نيل العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، وتصعيد الإجراءات الدولية والأوروبية لحماية حل الدولتين وفرض المزيد من العقوبات على منظومة الاحتلال الاستعمارية برمتها، وفي مقدمة ذلك ضرورة تكثيف الضغوط الدولية لتحقيق الوقف الفوري لجرائم الإبادة والتجويع والتهجير والضم، وتنفيذ إعلان نيويورك فورا. بادية القدس يواجهون التهجير أعلنت محافظة القدس أمس، أن نحو 7 آلاف مواطن يعيشون في 22 تجمعاً في بادية القدس، يواجهون خطر التهجير القسري، جراء تنفيذ مشروع الاستعمار الإسرائيلي المعروف بE1 إلى جانب مشروع شارع السيادة. وأضافت، إضافة إلى المشروع الاستعماري سيعزل ويفصل تجمعَي جبل البابا ووادي جمل عن بلدة العيزرية بشكل شبه كامل، حيث يقطن في هذين التجمعين نحو 100 نسمة. وكان وزير المالية في حكومة الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أعلن قبل عدة أيام موافقته على بناء آلاف الوحدات الاستعمارية ضمن المخطط الاستعماري في المنطقة "E1"، الواقعة شرق القدس، ما يعني ضرب فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، وتقويض وحدتها الجغرافية والسكانية، وتكريس تقسيم الضفة إلى مناطق معزولة بعضها عن بعض. وبحسب مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بيتسيلم"، سيؤدّي تنفيذ مخططات البناء في منطقة E1 إلى خلق تواصل عمرانيّ بين مستوطنة معاليه أدوميم وبين القدس، وسيزيد من حدة عزل القدسالشرقية عن سائر أجزاء الضفة الغربية، وسيمس بالتواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها. وقفتان رفضاً للحرب شارك مئات الفلسطينيين الليلة الماضية، في وقفتين بمدينتي رام الله وطوباس شمالي الضفة الغربية، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وتضامنا مع الأسرى الفلسطينيين، وفي مقدمتهم الأسير مروان البرغوثي. ففي رام الله، التي تشهد فعاليات يومية منذ 30 يوما، رفع المشاركون شعارات تندد بما وصفوه بصمت العالم تجاه حرب الإبادة في غزة، مرددين هتافات تطالب بإنهاء سياسة التجويع بحق الأسرى. كما صدحت الهتافات بالتضامن مع مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية ل"فتح"، المعتقل منذ عام 2002 والمحكوم بالسجن المؤبد خمس مرات. وفي مدينة طوباس نظمت وقفة دعت لها مؤسسات الأسرى وفتح "دعما واسنادا للأسرى وعلى رأسهم الأسير القائد مروان البرغوثي". ورفع المشاركون في الوقفتين صور الأسير البرغوثي. وتأتي هذه الوقفات بعد أيام من اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، قسم العزل الفردي في سجن "ريمون" حيث يُحتجز البرغوثي، وتهديده له في مشهد اعتبره الفلسطينيون "استفزازيا"، خاصة وأن الأسير بدا بجسد هزيل ومعاناة صحية ظاهرة، وفق ما أظهر مقطع مصور بثته قناة عبرية خاصة. ومنذ تولي بن غفير مهامه وزيرا للأمن القومي نهاية 2022، شهدت أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال تدهورا ملحوظا، حيث لوحظ انخفاض كبير في أوزانهم نتيجة السياسات التي فرضها في السجون. ووفق معطيات سابقة نشرها نادي الأسير، بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل 10 آلاف و800 حتى مطلع أغسطس الجاري، بينهم 49 أسيرة و450 طفلا، و2378 معتقلا يصنفون "مقاتلين غير شرعيين". وأوضح النادي أن العدد الإجمالي لا يشمل المعتقلين في معسكرات تابعة للجيش الإسرائيلي ومنهم أسرى من لبنان وسوريا. وبموازاة حرب الإبادة في غزة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، بما فيها القدسالشرقية، ما لا يقل عن 1015 فلسطينيا على الأقل، وأصابوا نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية. هدم منازل ومنشآت بالنقب هدمت آليات وجرافات السلطات الإسرائيلية، صباح امس، منازل لعائلة أبو جدوع ومنشآت لعائلة النصايرة في قرية السر مسلوبة الاعتراف بضواحي بلدة شقيب السلام، في منطقة النقب بأراضي ال48. ويأتي هذا الهدم في ظل عدم توسعة الخرائط الهيكلية للبلدات العربية منذ أكثر من 3 سنوات، وارتفاع وتيرة عمليات الهدم تحديدا في منطقة النقب، والتي تضاعفت خلال العام الماضي 2024 بنسبة 400% بحسب معطيات رسمية. وتواصل السلطات الإسرائيلية هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية في البلدات العربية بذريعة عدم الترخيص كما حصل في رهط وطوبا الزنغرية، وجديدة المكر ويركا، والزرازير وعكا، والناصرة، وأم الفحم، وشفا عمرو، وسخنين، وعين ماهل، ويافا، وكفر قاسم، وقلنسوة، وكفر ياسيف، وعرعرة، واللد، وحرفيش، وكفر قرع، وبلدات عربية في منطقة النقب، وغيرها. من جهة أخرى شرع مستوطنون، أمس، بتجريف أراضٍ وشق طرق في منطقة حوارة بمسافر يطا جنوب الخليل جنوبيالضفة الغربيةالمحتلة. وأفادت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو بأن مجموعات من المستوطنين، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، شرعت بعمليات تجريف الأراضي وشق طرق في منطقة حوارة بمسافر يطا، تمهيدًا لإقامة بؤرة استيطانية جديدة. وأوضحت أن هذه الأعمال تأتي ضمن سياسة توسعية ممنهجة تهدف إلى السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتهجير السكان المحليين. وحذرت المنظمة من التداعيات الإنسانية والاقتصادية لهذه الانتهاكات. وشددت على ضرورة تكثيف جهود المجتمع المحلي والحقوقي لرصد وتوثيق هذه الانتهاكات، والعمل على منعها ومنع المستوطنين من فرض أمر واقع جديد. سياسة التهجير القسري للمقدسيين آليات الاحتلال تواصل عمليات الهدم بالضفة