عقب ظهور مقالي الأسبوع قبل الماضي "الضيف وضيفة"، اتصل بي الأستاذ زيد من كينيا ليصحح اسم أصحاب العرس. في الليلة الأولى كانت حفلة عرس لشاب من قبيلة البقمي وحضرناها بالخطأ دون دعوة. أما الدعوة الصحيحة فقد كانت في الليلة التالية وهي لعرس آل الشماسي وليس آل البيتي حسبما جاء في المقال. ثم اتصل بي السيد ح. الحداد وقال إن الخطأ وارد. إذ كلفه والده ذات ليلة بحضور إحدى الحفلات وأن يذكر لأصحاب العرس أنه أتى نيابة عن والده. قال السيد حسين: فلما وصلت إلى القاعة، سلَّمت على أهل العرس وأخبرتهم واحداً واحداً، أني جئت نيابة عن والدي السيد ع. الحداد. قال: ثم ساورتني الريبة إذ لم أر في أهل الحفل أحداً أعرفه. وبعد خمس دقائق انسحبت. ولما حكيت لوالدي ما فعلت، ضحك رحمه الله. وقال إن الموعد هو الليلة التالية. وكتب لي الأستاذ هلال الكثيري أنه حضر عرساً، فرأى رجلا من بلاد عربية، فشك فيه لأن العرس كان للحضارم. قال فسألته: أنت تعرف أهل العروسة أم أهل العريس؟ فقال: لا هذا ولا ذاك أنا أحضر في هذه القاعة كل أسبوع وأتعشى وأخرج. أما أغرب واقعة لأحد الطفيليين، فقد شهدتها جدة في ليلة عرس في الكيلو خمسة بطريق مكة عندما كانت جدة مدينة صغيرة، وكان الكيلو 5 بعيداً عنها. جاءت القصة على لسان السيدة ليلى النعماني علي رضا في كتابها الممتع "ذاكرة الزمن الجميل.. جدة التي أحببتها". كتبت السيدة ليلى: تدخل إلى مكان الفرح بعض السيدات المحجبات بغطاء أسود كامل ينسدل على وجوههن وأجسادهن، ويمضين السهرة كلها على هذه الهيئة، وتسمى هؤلاء السيدات "المغطرات". وذات مرة أُكتشف رجل متنكر بهذا الزي في أحد الأعراس. بعد ذلك صارت رقاع الدعوة إلى الأفراح تحوي هذه الكلمة ممنوع دخول "المغطرين" وذلك تفاديا للإحراج". لكن الكتاب لم يذكر كيف تصرفت المدعوات مع هذا الرجل الطفيلي وسطهن. أخمن من محض الخيال أنهن ضربنه بالجزم والقباقيب حتى أقنعهن أنه ما جاء لغرض سافل بل الجوع هو سبب وجوده بينهن. وأتخيل أن إحداهن قالت ساخرة: وأعجبك الدور حتى صرت تترنم مع المطربة؟ ربما أن الذي كشف أمره سماع صوت رجالي بينهن. أو أنه انسجم مع المطربة توحة أو لعلها نجيدية، فقال بصوت واضح: يا سلام. وإذا مضيت في الخيال فإن إحداهن اقترحت الاتصال بالشرطة. فأبى أهل العروس حتى لا يتذكر الناس هذه الواقعة. وأخيرا اتفقن على طرد الطفيلي. فقد نال من الضرب ما يكفيه. ولكن مع خروجه أعطينه صحن معجنات. هذا هو الأنسب للحبكة. والله أعلم وأستغفر الله.