-منوة العبدالله عاتبي الصب الذي ما أن رأى فيكِ أحلام الصبا حتى أحبْ.. عاتبيه فلكم يحلو له أن يجيىء الحبُ من بعد العتبْ.. إن يكن منك بحالي عجبٌ فبعينيكِ تراءى لي العجبْ.. وبعينيكِ تراءى لي غدٌ باسمٌ كالزهرِ زاهٍ كالذهبْ.. أنا إن كان عذابي هدبٌ فلكم أهفو لتعذيب الهدبْ.. ولكم يكتبني رمشُ الهوى شاعراً يختال في ساح الأدبْ.. بي من الأشواق نارٌ تصطلي وأنا المحروق فيها كالحطبْ.. ربما قلتِ وقد أبصرتني ياله هذا القوام المنتصبْ.. ربما أقسمتِ جهلاً أنني أمتلي عنفاً وكبراً وغضبْ.. ربما أبدو لعينيكِ كمن يتهادى مترف العيش طربْ.. إن ما أبصرتِ أغصاني ولم تبصري في القلب عنقود العنبْ.. فأنا يافتنتي لو تعلمي عاشقٌ للحسنِ مجروحٌ وصبْ.. في ثيابي فارسٌ لا ينثني وبجنبيّ فؤاد من قصبْ.. نخلةٌ أنتِ بعينيّ فما باله ينكرني عذقُ الرطبْ.. أولم أسقيكِ أشعار الهوى أولم أهديكِ تيجان الذهبْ.. دررٌ كم صغتها لو حدثت بالذي قلت زهت منها الكتبْ.. هي في صبح الأماني شمسه وهي في ليل المتاهاتِ شهبْ.. عاتبيني إنما لا تكثري فلقد يعصفُ بي كثر العتبْ..