كنت فجر الثلاثاء الأول من يناير الموافق لبداية هذا العام الميلادي الجديد منهمكاً بكتابة أسئلةَ امتحاناتِ طلابي وطالباتي حيث أقيمُ في باريس ، وقتها دوّت الأصوات الصاخبة التي ملأت الأرجاءَ وأفزعت السكون ، نظرت لأطفالي الذين لم يناموا بعد وقد استثارتهم الأصواتُ فجعل كل واحداً منهم ينادي بصوت عالٍ لست أفهمه ، عذرتهم لأنهم صغارٌ ، أما أنا فللحق لم تزعجني هذه الهالة بقدر ما أيقضت لديّ مشاعرَ لم تزل تذّكرني بضعفاء المسلمين ومهموميهم وغالبية مقهوريهم ، حينها سألت نفسي : أتُري كل الناس يعيشون في صخبٍ كهؤلاء أم أن منهم المعوز والفقير والمظلوم والمكلوم الذي ربما صرخ من غير فرح ؟؟ جاءتني إجابةً لم أزل أحفظها ولم أزل مؤمناً بها قائلةً : لا ياسائلي لا يامن تعذر أطفالك فنحن وأطفالنا نئن حاجةً وفقراً وضعفاً ومهانةً وذلاً ، إن منا من يرديه الألم ومنا من تقتله العازة ومنا من تستضعفه قوة الجبابرة إن منا من يموت أطفاله بين يديه وهو يصبح ومنا تركتموه يامسلمون طريح. أيقنت أحبتي أن إخوتنا يئنون بلا صريخ وأنهم يستصرخون بلا معتصم. رسالتي أيها المسلمون في أول يوم ميلادي من هذا العام المبارك : ليست إلا دعوةً لمن يستطيع أن ينصر صرخةً ليست لفرحٍ أو أنينٌ ليس إلا من عذاب. اذكروهم يوم أن احتفل غيركم وواسوهم يوم أن ليس لهم سواكم فالله سيسألكم ولن يسأل من عداكم أسأل الله أن يجعل كل أيامكم طاعةً ونصرةً وعزاً للإسلام. سالم بن هويله القحطاني - باريس