لا أعرف أين بدأت هذه العادة، غير أننا وحدنا شعوب العالم الثالث نتميز بفنون التقبيل التي تلي المصافحة. هات خد من تقابل وانزل عليه تقبيلا و(جغفا)، وكلما كانت القبلة حارة و(لزجة) أكثر كان ذلك أدعى إلى إيصال حجم الاحتفاء بهذا الآخر، حتى لو كنت تقابله للمرة الأولى. لدينا مرض اسمه (خشمك). هات خشمك أو خدك سيان لأفرك عليه شفتيّ، حتى أعبّر لك عن مدى اشتياقي وحبي.. وتقديري. يا عالم كيف يقبل عقل بشري بهذا؟ أفكر كثيرا: أليست هناك طرق أفضل للتعبير عن هذا الحب والتقدير؟!.. كم مرة مسح أحدنا خده بعد حفلة (تبويس) انهال بها عليه أحد المعارف. كم منا تعرض لمواقف محرجة بحكم (إتيكيت) التبويس المختلف فيه؟! الآن ثمة أحاديث حول خطورة هذه القبل وما قد تتسبب به من نقل للأمراض، لكن من يفهم؟. إذا ما أومأت لأحد ربعنا بأنك تفضل السلام فقط دون قبل، فستقوم عليك الدنيا: متعجرف، متكبر، ما يعرف سلوم الرجال.. إلخ. تفكر مليا في الموضوع وتقول إن الموت مع الجماعة بالأمراض المنتقلة عن طريق هذه القبل الاجتماعية، أرحم كثيرا من أن تخوض وحدك جبهة مقاطعة هذا المسلك الاجتماعي الضار.. أليس كذلك؟ مقاطع حب الخشوم