"بريك" يرثي "فاطمة" ويحذر مسؤولي الصحة من عقاب الواحدِ الجبارِ

أواهُ يا جازان ما لكِ كلما * تمضين تمحى صالحُ الأخبارِ

رثى الشاعر عصام بريك الشابة الجامعية فاطمة بنت محمد راجح التي توفيت بقسم العناية المركزة بمستشفى جازان العام نتيجة ما قال أهلها إنه خطأ طبي.
وحذر "بريك" في مرثيته مسؤولي الشؤون الصحية في منطقة جازان من عقاب "الله الواحد القهار" ونصحهم بسرعة تدارك عواقب الأخطاء.
وشيع المئات من الأهالي عصر أمس جثمان "فاطمة" وسط أجواء مليئة بالحزن والأسى انعكست في مرثية "بريك".
وفيما يأتي نص قصيدة "بريك":

حكمُ الإلهِ الواحدِ القهارِ * عدلٌ قضاءٌ نافذُ الأقدارِ
إن شاء كان ولا يعقبُ حكمَه * أحد سواهُ فجل رب الباري
والمرءُ في دار ابتلاء ما له * فيها بقاءٌ، مثلُ ظلِ نهارِ
أما النعيم ففي القيامة موعدٌ * للمكثرين الذكر بالأسحار
---
يا أيها الإنسانُ ماذا تشتهي؟ * والموت يطلب سائر الأعمار!
أَوَما دريت بما فجنا بالذي * قضَ المضاجعَ مطفئُ الأنوار
من بعدِ شهرٍ سراديب الأسى * مشفى المدينةِ مديةُ الجزار
تمشي فتاةٌ في حديث عيونها * آمال ورد عابق الأعطار
ولجتْ لديهم والحياةُ بملئها * تشكو إلى الآسي من الأضرار
فاستقبلوها بالمحاليلِ التي * قلعتْ وربي يانعَ الأزهار
أواهُ يا جازان ما لكِ كلما * تمضين تمحى صالحُ الأخبارِ
وإذا المصائبُ في ازدياد ما لها * حدٌ تسيرٌ بنا بغيرِ حصارِ
يا صحةً فُقِدت وكم فُقِدت هنا * أحلامُ شعبٍ ذاهلٍ محتار
ما هذه الأرواحُ في ميزانكم؟ * إن كان ميزانٌ وعدلٌ سارِ؟
أواه يا (فاروقُ) هلا عودةٌ * تحيي بها النوام في الأمصارِ؟
يا أيها المسؤولُ إني ناصحٌ * والنصحُ أوجبهُ الإلهُ الباري
أدرك حياةَ الناسِ من أخطائكم * واحذر عقاب الواحدِ الجبارِ
---
أواه يا ورد الشباب وزهرهُ * يا (فاطمُ) الأخلاق والأنوار
الموت خلد ذكرَهُ في سادةٍ * لا غروَ خلدها مع الأطهار
قد أرتجيكِ لدى الإله شهيدةً * في زمرة الأبرار والمختار
من فارقَ الدنيا وكان إلهُهُ * نِعمَ المضيفِ له، فخير قرار
فاقبل إلهي أنت أرحمُ راحمٍ * ندعوه في جهرٍ وفي إسرار
أَمَة أتتكَ وأنت أكرمُ واهبٍ * نزل العبادُ بفضلِه المدرارِ
يا ربُ أنت وليها وولينا * والصالحين وسائرَ الأبرار
صلوا على خير الورى وإمامهم * إن الصلاة لبلسم الأخيار