تحمل مسؤولية كبرى وعبئا ثقيلا منذ نعومة أظافره، لم يستمتع بطفولته كبقية الصغار، بل دخل معترك الحياة باكرا، قبل أن يبلغ العاشرة من عمره، ليعول أسرته المكونة من والد مسن يتحرك بعكاز، ووالدة تعاني من شلل نصفي، وشقيقتين صغيرتين. الصبي الذي رفض البوح باسمه رفض أن يمد يده للآخرين، بل فضل بيع الحلوى، ليوفر مصروفات أسرته، وسداد إيجار المنزل الذي يبلغ 800 ريال، فتراه يجوب الطرقات بابتسامته البريئة، وجسد النحيل متعب ووجه شاحب يسترق النظرات إليك بعينيه الذابلتين، يقترب منك عارضا عليك سلعته البسيطة. «عكاظ» زارت الصبي في منزله وكشف لها أنه يبيع الحلوى ليساعد والديه العاجزين ولتأمين الحياة له ولشقيقتيه، ملمحا إلى أنه يعيش في هم وقلق على مصير شقيقيته الصغيرتين ووالديه، ويتمنى أن يوفر لهم حياة كريمة. وقال: «والدي كما ترون مسن لا يتحرك إلا بعكاز، وأمي أصييت بشلل نصفي، ومنزلنا كما تشاهدونه مكون من غرفة واحدة ودورة مياه وقيمة إيجاره 800 ريال، لذلك أنا أبيع في الطرقات وبجوار الأسواق»، لافتا إلى أن أقصى حلمه أن يقوم والداه بالسلامة، وأن تعيش شقيقتاه حياة كريمة وتتعلمان، موضحا أن أحد الأشخاص يزوده بالحلوى ليبيعها ومسكبه منها قليل جدا، ولا يفي بالغرض.