يوم أمس كانت تنتظر جدة وأهلها بشغف.. وأحاسيسهم أنه يوم الخروج من الغرق!!! وكل ما قبله ينتهي إليه! فأمس تفقد سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز الأضرار التي حلت «بجدة» وأهلها الصابرين جراء المطر الذي أصابها مرة أخرى بالفواجع والمواجع! تاركا خلفه المزيد من المخاوف والشكوك أن لا يكون في القريب أو البعيد ولو رشة مطر أو حتى هتان طل.. فما عادت القلوب تحتمل مخالب الخوف وهو يغرزها في الرقاب ويكتم بها الأنفاس!! أمس رمى الناس في جدة حمولهم عن أكتاف راعي الحمول الثقيلة وابتسموا بعد أيام الدموع والعناء! لذا مهمة أميرنا نايف في جدة غير كل المهمات الصعبة! وهو الذي عالج أصعب المواقف التي واجهت هذا الوطن العزيز جراء عذر الإرهاب بأمن المجتمع والناس! ومن لم يعجزه هول الإرهاب لن يعجزه سيل جدة!! والذي عمل ليل نهار في تفكيك شبكة الإرهاب المعقدة لن يقف مكتوف الأيدي أمام شبكة المياه في جدة!! إذا، الزيارة مختلفة والمهمة صعبة، لكنه نايف حلال العُقد، والمطلوب في هذا الموقف أن نقف وراءه صفا واحدا، ونحمل معه همه الذي هو أكبر همومنا الآن وفي هذه اللحظة.. أن تعود البسمة المفقودة إلى جدة وأن يعود إلى أهلها المنكوبين الأمان والاطمئنان إلى أن الغد لن يكون قط مثل الأمس! وأن وجعهم الأخير لن يتكرر مجددا بإذن الله، ثم بالعمل الجاد على حل اللغز المحير من أغرق جدة؟ ولماذا غرقت عروس البحر وهي رفيقة الماء وست الحسن وواجهة الوطن، من خلالها يتعرف الحاج والمعتمر والزائر على البلاد والعباد؟! أعرف أن الجميع مهمومون اليوم في البحث عن الفاعل وتقديمه للعدالة، لكن لا ينبغي أن ننشغل بهذا البحث المطول عن واجب يتقدم عليه، وهو إنقاذ جدة الآن وإعادة البسمة إلى وجوه متعبة غرقت بالدمع الغزير فزادت السيل سيلا!! وفي هذه اللحظة لا ينبغي التشاغل... بسؤال من الفاعل وأين نتائج التحقيق، فهذا مطلوب، لكن يتقدم عليه سؤال: ماذا نفعل الآن، وكيف نجنب جدة وأهلها تكرار ما حدث حتى لا يحدث مستقبلا لا قدر الله؟! الآن وقت بدء العمل ولا يعطل صفارة البدء التفكير بماذا نفعل مع الفاعل، بل كيف ننقذ المفعول به أولاً، وهو الأهم، وأمام الأمير نايف ضرورة تستدعي اختصار الوقت قبل تكرار الفجيعة والألم، كما حدث في المسافة المتقاربة بين السيلين الأول والثاني! واختصار الوقت يعني الاستفادة من التجارب المحلية المشهودة بدل استيراد تجارب جديدة من الخارج! هذه الهيئة الملكية للجبيل وينبع كيف استطاعت أن تبني مساكنها ولا تخاف الماء ولا الغرق، مبانٍ راقية متوفرة فيها الخدمات المطلوبة، فهل ننجح في بناء المدينة الغالية الجبيل ونفشل في بناء المدينة الغالية جدة؟! هناك خبرات يمكن الاستفادة منها اختصارا للوقت الثمين!! وأيضا، جدة يسكنها رجال لا يطيقون كلمة تقال عنها؟! إذا لم تكن على هواهم لماذا يترددون في الفعل ولا يكون التعاون بين جميع الأطراف من خلال الأراضي البور المحاطة بالأسلاك ولا يستفيد منها أحد، لماذا لا تتحول إلى مساكن، أين أهل جدة القادرون عن مثل هذه المشاريع المثمرة؟! وبقي عندي المزيد من الكلام، ولكن الزاوية انتهت. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة