سجّل القطاع المصرفي السعودي تطورًا لافتًا خلال الربع الثالث من عام 2025، مع تراجع ودائع العملاء لدى البنوك المدرجة في المملكة للمرة الأولى منذ خمس فترات ربع سنوية، ما انعكس على أداء ودائع البنوك الخليجية ككل، ودفع وتيرة نموها إلى التباطؤ على الرغم من بلوغها مستويات قياسية، حسب تقرير حديث صادر عن «كامكو إنفست». وانخفضت ودائع العملاء في البنوك السعودية 1% على أساس ربع سنوي، لتصل إلى 850.3 مليار دولار أمريكي بنهاية الربع الثالث من عام 2025، متأثرة بتراجع الودائع تحت الطلب وودائع المؤسسات المالية، وهو ما حدّ من الأثر الإيجابي للنمو الجيد الذي سجلته ودائع الادخار والودائع الأخرى. ويأتي هذا التراجع في وقت تشهد فيه البنوك السعودية توسعًا ملحوظًا في أنشطة الإقراض، ما أسهم في زيادة الضغوط على السيولة. ودائع البنوك الخليجية على مستوى دول مجلس التعاون، ارتفعت ودائع العملاء لدى البنوك المدرجة إلى مستوى قياسي جديد، بلغ 2.80 تريليون دولار أمريكي بنهاية الربع الثالث من عام 2025، إلا أن معدل النمو الربع سنوي تباطأ إلى 2.1%، وهو أدنى مستوى يُسجل خلال ثلاث فترات ربع سنوية. ويُعزى هذا التباطؤ بشكل رئيسي إلى الأداء السلبي للودائع في السوق السعودي مقابل استمرار النمو في بقية الأسواق الخليجية. وأظهرت البيانات المتاحة للبنوك في السعودية والإمارات وعُمان اتجاهًا عامًا، تمثل في تراجع الودائع تحت الطلب مقابل ارتفاع ودائع الادخار والودائع الأخرى. في المقابل، سجلت الودائع المرتبطة بالمؤسسات المالية أداءً متباينًا، إذ تراجعت في كل من السعودية وعُمان، بينما شهدت نموًا في الإمارات. وسجلت البنوك المدرجة في الإمارات أقوى نمو للودائع خلال الربع الثالث ب4.4% على أساس ربع سنوي، لتصل ودائع العملاء إلى 981.9 مليار دولار أمريكي، وهو أعلى مستوى على صعيد دول الخليج. وجاءت البنوك القطرية في المرتبة الثانية بنمو بلغ 2.4%، لتصل الودائع إلى 453.5 مليار دولار، تلتها البنوك الكويتية بنمو قدره 3.8%، وصولًا إلى 347.5 مليار دولار. أما البنوك المدرجة في البحرين وعُمان، فقد حققت نموًا هامشيًا في ودائع العملاء خلال الفترة نفسها. نسبة القروض للودائع في سياق متصل، واصلت نسبة القروض الصافية إلى الودائع في القطاع المصرفي الخليجي صعودها، لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا، بلغ 82.8%، بنهاية الربع الثالث من عام 2025، محافظة على بقائها فوق مستوى 80% للربع السادس على التوالي. وارتفعت هذه النسبة على أساس ربع سنوي وسنوي بأكثر من 100 نقطة أساس، ما يعكس تحسن كفاءة توظيف الأصول، وسعي البنوك لتعزيز هوامشها في ظل الضغوط الناتجة عن تراجع أسعار الفائدة. وسجلت البنوك السعودية أعلى نسبة قروض إلى ودائع على مستوى دول الخليج، بلغت 97.6%، خلال الربع الثالث من عام 2025، بزيادة حادة قدرها 330 نقطة أساس مقارنة بالربع السابق. ويعكس هذا الارتفاع مزيجًا من نمو صافي القروض وتراجع ودائع العملاء، ما يسلط الضوء على تحديات السيولة التي يواجهها القطاع المصرفي في المملكة بالتوازي مع استمرار التوسع الائتماني. وجاءت البنوك القطرية في المرتبة الثانية بنسبة قروض إلى ودائع، بلغت 91%، مرتفعة من 90.3% في الربع الثاني من العام، تلتها البنوك العُمانية ب89.3% بعد نمو بلغ 70 نقطة أساس. أما البنوك المدرجة في الإمارات، فقد واصلت تسجيل ارتفاع في هذه النسبة للربع الثاني على التوالي، لتصل إلى 69.4%، وهي من أعلى المستويات التاريخية في السوق الإماراتي، لكنها تظل الأدنى مقارنة ببقية دول مجلس التعاون. ودائع البنوك الخليجية | الربع الثالث 2025 إجمالي ودائع العملاء: 2.80 تريليون دولار (مستوى قياسي) النمو الربع سنوي: +2.1% (أدنى نمو خلال 3 أرباع) سبب التباطؤ: تراجع ودائع البنوك السعودية السعودية: ودائع العملاء: 850.3 مليار دولار التغير الربع سنوي: -1.0% (أول تراجع منذ 5 أرباع) الإمارات: 981.9 مليار دولار = +4.4% قطر: 453.5 مليار دولار = +2.4% الكويت: 347.5 مليار دولار = +3.8% البحرين وعُمان: نمو هامشي