عبدالرحمن حسن جان* كتاب من تأليف الطبيب النفسي الأمريكي جون غراي صدر في مايو 1992 وفيه تناول المشاكل التي قد تحدث بين الرجل والمرأة نتيجة الاختلافات بينهم . يذكر الكاتب قصة خيالية ، حيث تخيل أن الرجال من كوكب المريخ والنساء من كوكب الزهرة ، وعندما علموا بذلك الأمر اخترع الرجال سفن فضائية وطاروا إلى الزهرة وكانوا مسرورين للغاية لوجودهم مع بعضهم على الرغم من أنهم من عوالم مختلفة فقد وجدوا المتعة على الرغم من اختلافاتهم ، ومنذ ذلك اليوم كان الرجال والنساء على خلاف . أشار د . جون إلى أنه من المهم التفهم والتكيف مع الفروق التي بين الرجال والنساء لكي يتم التعايش في حياة سعيدة ، وأن الشكوى الأولى من النساء على الرجال هي أن الرجل لا يستمع ، وإذا استمع فإن كل ما يفعله أن يستمع لمشكلة ثم يبدأ بإملاء الحلول ، وإن ما تحتاجه المرأة هو التعاطف والاستماع والتفهم ، وأما الشكوى الأولى من الرجال على النساء هي أن المرأة تحاول دائماً تغييره ونصحه وإصلاحه ، والمرأة تعتقد أنها مسئولة عن حفظه واحتوائه وإرشاده وتطويره ، وبذلك يصبح هو محور حياتها ، ورغم أن الرجل يخبرها عشرات المرات بأنه لا يحتاج إلى نصائحها إلا أنها تصر وتقدم له النصائح ، هي تشعر أنها تساعده بينما هو يشعر أنها تحاول التحكم فيه ، وتكون مساعدة المرأة للرجل بتقبل محاولاته وتفهمها ، وفي المقابل تكون مساعدة الرجل للمرأة عن طريق تقبل شكواها والاستماع إليها دون تقديم أي حلول ، فالمرأة قد لا تريد حلاً بقدر ما تريد أن تنفس عن نفسها، ويعطي د . جون غراي مثل على زوجين لا يفهم أحدهما الأخر والفروق بينهما لذلك تنتهي معظم مناقشاتهما إلى صدام وخلاف وجو ملئ بالتوتر . انتهى يعتبر التفاهم الزوجي عنصر مهم في الزواج ولا يحدث بسهولة خصوصاً في الشهور الأولى من الزواج حيث لا يكون الرجل والمرأة معتادان تماماً على الحياة الزوجية بكل المقاييس والطباع للطرف الأخر ، ولا أحد لديه الطاقة الكاملة لتجعله يتحمل مسئولية أسرة كاملة بهذه السرعة ، ولذلك تجد عدم تفاهم بين الأزواج أحياناً يؤدي إلى نتائج سيئة جداً . إن البيوت تدار بالود لا بالند ويسير مركبها بالاحترام المتبادل لا بالخصام والتأنيب ، ويستمر قوامها بالتغافل والتنازل لا بالتناطح والكبر . مما يجدر الإشارة إليه في مقالنا هذا ، ويمكن اطلاق عليه مصطلح الإستنساخ الاجتماعي ، ويقصد به هنا أن الزوج قد ينشأ في بيئة أسرية تهين الزوجة فيقلد الزوج بيئته فيتحول سلوكه إلى سلوك بغيض للزوجة فتكرهه ، وعلى الجانب الآخر تبدي بعض الأمهات سيطرتها على زوجها وتهينه ببعض الألفاظ والأفعال أمام بناتها فتتطبع البنت بطابع أمها فيعاني منها زوجها اشد المعاناة فيفتقد الطرفان نعمة الاحترام . قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي))؛ الترمذي وابن ماجه والحاكم. وقال صلى الله عليه وسلم: ((نساؤكم مِن أهل الجنة الودودُ الولود، العَؤُود على زوجها، التي إذا غضِب جاءتْ حتى تضعَ يدَها في يدِ زوجها، ثم تقول: لا أذوق غمضًا (نومًا) حتى ترضى)). *أخصائي أول اجتماعي